تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درمك]:

صفحة 557 - الجزء 13

  تَدَارَك الثَّرَيان أي أَدْرَك ثَرَى المَطَرِ ثَرَى الأَرْض.

  وقالَ اللّيْثُ: الدَّرَكُ إِدْرَاك الحاجَةِ ومَطْلبِه. يقالُ: بكِّرْ فَفيهِ دَرَك، ويُسَكَّنُ وشاهِدُ قَوْل حَجْدَرٍ السَّابق.

  وأدْرَكْتُه ببَصرِي رَأَيْتُه.

  وأدْرَك الغلامُ بَلَغَ أَقْصَى غايَةِ الصّبَا. واسْتَدْرَكَ ما فَاتَ وتَدَارَكه بمعْنًى. واسْتَدْرَك عَلَيْه قَوْلَه أَصْلَحَ خَطَأَه ومنه المُسْتَدْرَك للحَاكِمِ على البُخَارِي.

  وقالَ اللّحْيَانيُّ: المُتَدَارِكَة غَيْرُ المِتَوَاتِرَة. المُتَوَاتِرُ: الشيءُ الذي يكونُ هُنَيْئةً ثم يجيءُ الآخَر فإذا تَتَابَعَت فليْسَتْ مُتَوَاتِرة، وهي مُتَدَارِكة مُتَواتِرَة.

  وطَعَنَهُ طَعْناً دِرَاكاً وشَرِبَ شرباً دِرَاكاً وضربٌ دِرَاكٌ: مُتَتَابعٌ.

  وأَدْرَكَ ماءُ الرَّكِيَّة إدْرَاكاً عن أَبي عَدْنان، أي وَصَلَ إلى دَرْكِها أي قَعْرِها.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقولُ للحَبْلِ الذي يعلَّقُ في حَلْقةِ التَّصْديرِ فيُشَدُّ به القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ.

  وقالَ أَبُو عَمْروٍ: والتَّدْرِيكُ أَنْ تعلَّقَ الحَبْل في عُنُقِ الأُخر إذا قَرَنْته إليه.

  وادَّرَكَه بمعْنَى أَدْرَكه، ومنه قَوْلُه تعَالَى: إنَّا لمُدَّركون⁣(⁣١) بالتَّشْديدِ وهي قرَاءَةُ الأَعْرَجِ وعُبَيْد بن عُمَير نَقَلَه ابنُ جني.

  وأَدْرَكَ بَلَغَ عِلْمه أَقْصَى الشيءِ ومنه المدركات الخَمْس والمَدَارِك الخَمْسِ يعْنِي الحَوَاس الخَمْس، وقَوْلُه تعالى: {لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى}⁣(⁣٢) أي لا تخاف أَنْ يدْرِكَكَ فرْعَون ولا تَخْشَاه؛ ومن قَرَأَ لا تخف فمعْنَاه لا تَخَفْ أَنْ الغَرَقَ؛ وقَوْلُه تعالَى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ}⁣(⁣٣)، منهم مَنْ حَمَلَ ذلِكَ على البَصَرِ الذي هو الجارِحَةُ، ومنهم مَنْ حَمَلَه على البَصِيرةِ أي لا تُحِيطُ⁣(⁣٤) حَقِيْقة الذَّات المُقَدَّسةِ. والتَّدَارك في الإغَاثَةِ والنعْمَةِ أَكْثَر ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  تَدَارَكَني من عَثْرةِ الدّهرِ قاسمُ ... بما شاء من معرُوفِهِ المتداركِ

  وتَدَارَكَت الْأَخْبار⁣(⁣٥) تَلَاحَقَتْ وتَقَاطَرَتْ. والحُسَيْنُ بنُ طاهِر بن دُركٍ بالضمِ المُؤَدِّبُ الدُّركيّ رَوَى عن الصفار وابن السَّمَّاكِ سَمِعَ منه ابن برهان سَنَة⁣(⁣٦) ٣٨٠.

  ودَارَك كهَاجَر من قُرَى أَصْبَهان منها الحَسَنُ بنُ محمَّدٍ الدَّارَكِيُّ رَوَى عنه عُثْمانُ بنُ أَحْمد بن شبل الدَّيْنُورِيُّ ويَعْمُر بنُ بشْرٍ الدَّارَكانيّ⁣(⁣٧) من قُرَى مر وصاحِبُ ابن المبَارَك. ودَوْرَك كنَوْفَل مدِينَةٌ من أَعْمالِ ملْطية وقد تكْسَرُ الراءُ هكذا ضَبَطَها المحب ابن الشحنة. ويقالُ له: مدرك ودراكة أي حاسة زائدة.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  [دربك]: الدَّربَكةُ: الاخْتِلاطُ والرُّخامُ.

  والدَّرابُكَّة بالفتحِ وضمِ الموحَّدَةِ وتَشْديدِ الكَافِ المَفْتوحة آلةٌ يُضْرَبُ بها معرَّبَة مولَّدَةٌ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  [درجك]: دَرِيجك بالفتحِ وكسرِ الرَّاء، قَرْية بمرو ويقالُ في النِّسْبَةِ إليها دَرِيجكيّ ودَرِيجفي بالكافِ والقافِ نَقَلَه ابن السمْعَانيّ.

  [درمك]: الدَّرْمَكُ: كجَعْفَرٍ دَقيقُ الحُوَّارَى نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ: هو التُّرَابُ الناعِمُ الدَّقيقُ وقالَ الأَعْشَى:

  له دَرْمَكٌ في رأْسِه ومَشَارِبٌ ... وقِدْرٌ وطَبَّاخ وكأْسٌ ودَيْسَقُ⁣(⁣٨)


(١) من الآية ٦١ من سورة الشعراء.

(٢) من الآية ٧٧ من سورة طه.

(٣) من الآية ١٠٣ من سورة الأنعام.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لا تحيط حقيقة الذات، كذا بخطه، ولعل: بحقيقة، والخطب سهل».

(٥) عن الأساس وبالأصل «الأخيار».

(٦) التبصير ٢/ ٥٦٦.

(٧) هذه النسبة إلى داركان، قرية من قرى مرو، انظر اللباب، والتبصير ٢/ ٥٦٦.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١١٧ وصدره فيه:

وحور كأمثال الدمى ومناصفٌ

والمثبت كرواية اللسان.