تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قذح]:

صفحة 167 - الجزء 4

  كما نِيطَ خَلْفَ الرَّاكبِ القَدَحُ الفَرْدُ⁣(⁣١)

  وقَدَحْتُ العَيْنَ، إِذا أَخرَجْت منها الماءَ الفاسِدَ. وقَدَحَ خِتَامَ الخابِيَة قَدْحاً: فَضَّهُ، قال لبيد:

  أَغلى السِّبَاءَ بكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ

  أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها

  وفي المثل: «هذا ماءٌ لا يَنَام قادِحُه» إِذا وُصِف بالقلَّة.

  ومن المجاز: قادَحَه: ناظَرَه، وتَقادَحَا، وجَرَتْ بَيْنَهُمَا مُقادَحةٌ: مُقاذَعَةٌ، من القَدْح بمعنَى الطَّعن. ومن الأَمثال: «أَضِئْ لي أَقدَحْ لك»، أَي كُنْ لي أَكُنْ لك.

  وفي المضاف للثعالبيّ: قِدْحُ ابن مُقْبِلٍ يُضْرَب مَثلاً في حُسْن الأَثر.

  ودارة القَدّاح: موضع، عن كُراع، وهو من دِيارِ تميم، وسيأْتي.

  [قذح]: قَاذَحَهُ: شاتَمَه وقَابَحَه، قال الأَزهريّ خاصّةً: قال ابن الفَرَج: سمعت خَليفةَ الحُصَينيّ قال: يقال: المُقَاذَحة والمُقاذَعة: المُشَاتمة.

  ويقال تَقَذّحَ له بشَرٍّ، إِذا تَشَرَّرَ، وسيأْتي.

  [قرح]: القَرْحُ، بالفتحِ ويضمّ لغتان: عَضُّ السِّلاحِ ونَحْوِه مما يَجْرَحُ البَدَنَ ومّما يَخْرُجُ، بالبَدَن. أَو القَرْح بالفَتْح: الآثارُ وبالضّم، الأَلَمُ، يقال: به قُرْح من قَرْح، أَي أَلَمٌ من جِراحَةٍ، وقالَ يعقوب: كأَنّ القَرْح الجِرَاحَاتُ بأَعْيَانها وكأَنّ القُرْحَ أَلَمُها، وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ}⁣(⁣٢) و «قُرْح» قال: وأَكَثُر القرّاءِ على فَتْح القافِ، قال: وهو مِثْل الجَهْد والجُهْد، والوَجْد والوُجْد. وفي حديثِ أُحُدٍ: {مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ}⁣(⁣٣) وهو بالفَتْح والضَّم: الجرْحُ، وقيل هو بالضمّ الاسمُ، وبالفَتْح المصدَر. أَرادَ ما نَالَهُم من القَتْل والهَزيمةِ يومئذٍ.

  وقَرَحَ كمَنَع: جَرَحَ، يَقْرَحُه قَرْحاً. وقيل: سُمِّيَت الجِرَاحاتُ قَرْحاً بالمصدر، قاله الزّجّاج.

  وقَرِحَ جِلْدُ الرجُلِ، كَسَمِعَ: خَرَجَت به القُرُوحُ يَقْرَح قَرَحاً⁣(⁣٤) فهو قَرِحٌ.

  والقَرِيح: الجَرِيحُ، مِن قَومٍ قَرْحَى وقَرَاحَى، وقد قَرَحَه، إِذا جَرَحَه.

  وفي حديث جابرٍ «كنا نَخْتَبط بقِسِيِّنا ونَأْكُل حتّى قَرِحَتْ أَشداقُنا»، أَي تَجرَّحَتْ من أَكْل الخَبَط.

  قال⁣(⁣٥) المُتنَخِّل الهذَليّ:

  لا يُسْلِمُون قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ

  يَوْمَ اللِّقَاءِ ولا يُشْوُونَ مَن قَرَحُوا

  قال ابن بَرّيّ: معناه لا يُسَلِمون من جُرِحَ منهم لأعدائهم، و [لا يُشوُون من قَرَحوا، أَي⁣(⁣٦) لا يُخطِئون في رَمْيِ أَعدائِهم.

  والمقروح: مَن به قُرُوحٌ.

  والقَرْحَة واحدةُ القَرْحِ والقُرُوحِ.

  والقَرْحُ أَيضاً: البَثْر، بفتح فسكون، إِذَا تَرامَى إِلى فَساد. وقال اللّيْث: القَرْح: جَرَبٌ شَدِيدٌ يُهْلِكُ، ونصّ عبارة اللّيث: يَأْخُذُ الفُصْلَانَ، بالضّم، جمع فَصِيل، أَي فلا تَكاد تَنجو. وفَصِيلٌ مَقروح. قال أَبو النَّجم:

  يَحْكي الفَصِيلَ القَارِحَ المَقْرُوحا⁣(⁣٧)

  وأَقْرَحُوا: أَصابَ مَواشِيَهم أَو إِبلَهم ذلك، أَي القَرْحُ.

  وقَرِحَ قَلْبُ الرَّجلِ من الحزنِ، وأَقْرَحَه اللهُ، قال الأَزهَريّ: الذي قَالَه الليث من أَنّ القَرْحَ جَرَبٌ شديدٌ يأْخُذ الفُصْلانَ غلطٌ، إِنما القَرْحَة داءٌ يأْخُذ البَعير فيَهْدَل مِشْفرُه منه. قالَ البَعيث:

  ونَحنُ مَنَعْنَا بالكُلَاب نساءَنا

  بضَرْبٍ كأَفْوَاهِ المُقَرِّحةِ الهُدْلِ

  وقُرِحَ البعيرُ فهوَ مَقْرُوح وقَرِيح، إِذا أَصابَتْه القَرْحَة،


(١) ديوانه ص ١٦٠ وصدره فيه:

وأنت زنيم ينط في آل هاشم

(٢) سورة آل عمران الآية ١٤٠.

(٣) سورة آل عمران الآية ١٧٢.

(٤) هكذا ضبطت بالتحريك في التهذيب واللسان ضبط قلم، وفي الصحاح قَرْحاً بفتح ثم سكون ضبط قلم.

(٥) في المطبوعة الكويتية: قال: قال المتنخل.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن اللسان، وقد أشار إِلى عبارة اللسان والنقص بالأصل بهامش المطبوعة المصرية.

(٧) المقرِّحة: قال ابن السكيت هي الإِبل التي بها قروح في أفواهها فتهدل لذلك مشافرها.