تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هذف]:

صفحة 537 - الجزء 12

  وقال ابنُ عَبّادٍ: هَدفَ إِليْهِ: أي دَخَلَ إِليه، وفي اللِّسانِ: أَسْرَعَ.

  ومن المَجازِ: هَدَفَ فُلانٌ للخَمْسِينَ: إذا قارَبَها، كأَهْدَفَ ومنه الحَدِيثُ: قال عبدُ الرَّحْمن بنُ أَبِي بكْرٍ لأَبِيهِ: «لَقَدْ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بَدْرٍ، فَضِفْتُ عَنْكَ».

  وهَدَفَ كَضَرَبَ: كَسِلَ، وضَعُفَ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والهِدْفُ، بالكَسْرِ: الجَسِيمُ الطَّوِيلُ العُنُقِ، وهو مَجازٌ.

  وأَهْدَفَ عَلَيهِ: إذا أَشْرَفَ.

  وأَهْدَفَ إِلَيْهِ: إذا لَجَأَ وبه فُسِّرَ أَيضاً قولُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبي بَكْرٍ.

  وأَهْدَفَ له الشَّيْءُ: إذا عَرَضَ لَهُ.

  وأَهْدَفَ مِنْهُ: إذا دَنَا ويُقال: أَهْدَفَ الصَّيْدُ فَارْمِهِ، وَأَكْثَبَ، وأَغْرَضَ مثلُه.

  أَو أَهْدَفَ: إذا انْتَصَبَ واسْتَقْبَلَ وهو قَوْلُ شَمِرٍ، ونَصُّه: الإهْدافُ: الدُّنُوُّ منكَ، والاسْتِقبالُ لكَ، والانْتِصابُ، يُقال: أَهْدَفَ لي الشَّيْءُ، فهو مُهْدِفٌ، وأَهْدَفَ لي السَّحابُ: إذا انْتَصَبَ، وأَنْشَدَ:

  ومِنْ بَنِي ضَبَّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ ... إِن سالَ يَوْماً جَمْعُهمْ وأَهْدَفُوا

  ومن المَجازِ: أَهْدَفَ الكَفَلُ: إذا عَظُمَ وعَرُضَ حَتِّى صارَ كالهَدَفِ نقَلَه الصّاغانِيُّ، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ:

  لها جَمِيشٌ مُهْدِفٌ مُشْرِفٌ ... مِثْلُ سَنامِ الرُّبَعِ الكاعِرِ

  هكذا أَنْشَدَه الصّاغانِيُّ، وجعَلَه شاهِداً على عِظَمِ الكَفَلِ، وليس كما ذَكَر، بل هو شاهِدٌ لِعظَمِ الرَّكَبِ، فإِنَّ الجَمِيشَ - كما تَقَدَّمَ - الرَّكَبُ المَحْلُوقُ، فتأَمّلْ.

  وقولُهم: من صَنَّفَ فَقَد اسْتَهَدَفَ: أي انْتَصَبَ وكُلُّ شيءٍ رَأَيْتَه اسْتَقْبَلَكَ اسْتِقبالاً فهو مُهْدِفٌ ومُسْتَهْدِفٌ، وأَنشَدَ الجَوْهَريُّ لجُبَيْهاءَ الأَسَدِيّ:

  وَحَتَّى سَمِعْنَا خَشْفَ بَيْضاءَ جَعْدَةٍ ... على قَدَمَيْ مُسْتَهْدِفٍ مُتَقاصِرِ

  قال: يَعْنِي بالمُسْتَهْدِف الحالِبُ يَتَقاصَرُ للحَلْبِ، يَقُولُ: سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّغْوَةِ تَتَساقَطُ على قَدَمِ الحالِبِ.

  واسْتَهْدَفَ الشيءُ: ارْتَفَعَ.

  ويُقال: رُكْنٌ مُسْتَهْدِفٌ: أي عَرِيضٌ هكذا وقَعَ في سائرِ النُّسَخِ، ومثلُه في نُسَخِ الصِّحاحِ، والصوابُ: «رَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ»⁣(⁣١) ومنه قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:

  وَإذا طَعَنْتَ طعَنْتَ في مُسْتَهْدِفٍ ... رابِي المَجَسَّةِ بالعَبِيرِ مُقَرْمَدِ⁣(⁣٢)

  أي: عَرِيضِ مُرْتَفِعٍ مُنْتَصِبٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَهْدَفَ القومُ: قَرُبُوا ودَنَوْا.

  وَاسْتَهْدَفَ لكَ الشَّيْءُ: دَنا مِنْكَ.

  وَامْرَأَةٌ مُهْدِفَةٌ: لَحِيمَةٌ، وقيل: مُرْتَفِعَةُ الجَهازِ.

  وَالهادِفُ: الغَرِيبُ.

  [هذف]: هَذَفَ يَهْذِفُ هُذُوفاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو عَمْرٍو: أي أَسْرَعَ قال: والهَذّافُ، كشَدّادٍ. السَّرِيعُ، ولم يَشْتَرِطْ فيه السَّوْقَ.

  وقال غيرُه: الهَذّافُ والمُهْذِفُ مثل مُحْسِنِ، والهَذِفُ مثل خَجِلٍ: السَّرِيعُ الحادُّ يُقالُ: جاءَ مِهْذَفاً ومِهْذَباً وَمِهْذَلاً⁣(⁣٣) بمعنًى واحدٍ، أي: سَرِيعاً.

  وَفَرَسٌ هَذِفٌ: سرِيعٌ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو:

  يُبْطِرُ ذَرْعَ السّائِقِ الهَذّافِ ... بعَنَقٍ من فَوْرِه زَرّافِ⁣(⁣٤)

  [هذرف]: الهُذْرُوفُ كعُصْفُورٍ أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ، وَصاحبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو السَّرِيعُ، ج: هَذارِيفُ يُقال: إِبِلٌ هَذَارِيفُ؛ أي: سِراعٌ.


(١) وهي رواية اللسان والصحاح المطبوع، وبهامشها: «في المطبوعة الأولى «ركن».

(٢) ديوانه صنعة ابن السكيت ص ٤٠ وفي شرحه: عن أبي عبيدة قال: مستهدف منتصب كالهدف، وكل ما أشرف من شيء فهو هدفة.

(٣) عن اللسان وبالأصل «مهزلاً» وقد وردت اللفظات الثلاث متتالية بدون واو العطف.

(٤) اللسان برواية: «تبطر» والأصل كالتكملة.