تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فضع]:

صفحة 347 - الجزء 11

  [فضع]: فَضَعَ، كمَنَعَ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي جَعَسَ، كضَفَع، مَقْلُوبٌ منه، وقالَ اللَّيْث: فَضَعَ وضَفَع لُغَتَانِ، وهو الإِبْداءُ، يُقَالُ: ضَفَعَ وفَضَعَ ومَكَا، إِذا حَبَقَ، كَمَا في العُبابِ والتَّكْمِلَةِ واللِّسَانِ.

  [فظع]: فَظُعَ الأَمْرُ، ككَرُمَ، فَظَاعَةً: اشْتَدَّت شَنَاعَتُه، وجَاوَزَ المِقْدَارَ في ذلِكَ، كما في العُبَابِ، وزادَ غَيْرُه: وبَرَّحَ، كأَفْظَعَ، فهو مُفْظِعٌ، ومنه الحَدِيثُ: «لا تَحِلُّ المَسْأَلَةُ إِلّا لذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ» المُفْظِعُ: الشَّدِيدُ الشَّنِيعُ.

  وِأَفْظَعَهُ، واسْتَفْظَعَه، وتَفَظَّعَهُ، الأَخِيرُ زَادَه الصّاغَانِيُّ: وَجَدَه فَظِيعاً.

  وِأُفْظِعَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ: نَزَل بهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ مُبَرِّحٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للَبِيدٍ:

  وِهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ ... وِهُمُ فَوَارِسُها، وهُمْ حُكَّامُها

  وِالفَظِيعُ، كأَمِيرٍ: الماءُ العَذْبُ، قالَهُ اللَّيْثُ. وأَنْشَدَ:

  يَرِدْنَ بُحُوراً ما يُمِدُّ جِمَامَهَا ... أَتِيُّ عُيُونٍ ماؤُهُنَّ فَظِيعُ

  كما في الصِّحاحِ⁣(⁣١)، وفي العُبَاب:

  يَمُدُّ بُحُوراً أَنْ يُمِدَّ جِمَامَهَا

  أَو هُو الماءُ الزُّلَالُ الصّافِي، وضِدُّه المُضَاضُ، وهو الشَّدِيدُ المُلُوحَة، قالَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  وِفَظِع الأَمْرَ، كفَرِحَ: اسْتَعْظَمَه هكَذَا في النُّسَخِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، والَّذِي في نَوَادِرِ أَبِي زَيْدٍ: فَظِعَ بالأَمْرِ فَظَاعَةً، إِذا هالَهُ وغَلَبَه ولم يَثِقْ بأَنْ يُطِيقَهُ. وفي الحَدِيثِ: «أَرِيتُ أَنَّهُ وَضِعَ في يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ ففَظِعْتُهُمَا» قال ابنُ الأَثِيرِ: هكَذَا رُوِي مُتَعَدياً حَمْلاً عَلَى المَعْنَى؛ لأَنَّه بمَعْنَى: أَكْبَرْتُهُمَا وخِفْتُهُمَا، والمَعْرُوفُ فَظِعْتُ به، أَو مِنْه.

  وِفَظِعَ الإِنَاءُ فَظْعاً: امْتَلأَ، فهو فَظِعٌ، ومنه قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ:

  تَرَى العِلافِيَّ منها مُوفِداً فَظِعاً ... إِذَا احْزَأَلَّ به مِنْ ظَهْرِهَا فِقَرُ

  قَوْلُه: فَظِعاً، أَي مَلآنَ.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: فَظِعَ بالأَمْرِ فَظَعاً: ضاقَ به ذَرْعاً، ومنه الحَدِيثُ: «لَمَّا أُسْرِيَ بي، فأَصْبَحْتُ بمَكَّةَ، فَظِعْتُ بأَمْرِي» أَي اشْتَدَّ عَلَيَّ، وهِبْتُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَمْرٌ فَظِيعٌ وفَظِعٌ - الأَخِيرَةُ على النَّسَبِ - أَي شَنِيعٌ، وقال عَمْرُو بنُ مَعْدِيكَرِب ¥:

  وَقَدْ عَجِبَتْ أُمامَةُ أَنْ رَأَتْنِي ... تَفَرَّعَ لِمَّتِي شَيْبٌ فَظِيعُ

  أَيْ: كَثِيرٌ.

  وأَفْظَعَنِي هذا الأَمْرُ: هَالَنِي، ومِنْهُ حَدِيثُ سَهْل بن حُنَيْفٍ ¥: «ما وَضَعْنَا سُيوفَنا على عَوَاتِقِنَا إِلى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلّا أَسْهَلَ بِنَا» أَي يوقِعُنَا في أَمْرٍ⁣(⁣٢) شَدِيدٍ.

  وِفَظُعَ بالأَمْرِ فَظَاعَةً، وفَظَعاً: رَآه فَظِيعاً، وقالَ المُبَرِّدُ: الفَظَعُ، مُحَرَّكَةً: مصدرُ فَظِعَ به، وقد يَكُونُ مَصْدَرَ فَظُعَ، ككَرُم كَرَماً، إِلّا أَنِّي لم أَسْمَعِ الفَظَعَ إِلّا فِي قَوْلِ الشّاعِر:

  قَدْ عِشْتُ في النّاسِ أَطْوَاراً على خُلُقٍ ... شَتَّى وقَاسَيْتُ فيه اللِّينَ والفَظَعَا⁣(⁣٣)

  [فعفع]: الفَعْفَعُ، كفَدْفَدٍ: الجَدْيُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِقالَ الفَرّاءُ: الفَعْفَعُ: الرَّجُلُ الخَفِيفُ، كالفُعَافِعِ، بالضَّمِّ وأَنْشَدَ بَيْتَ صَخْرِ الغَيِّ الآتِي ذِكْرُه.

  وِالفَعْفَعُ: السَّرِيعُ قالَ رُؤْبَةُ:

  فإِنْ دَنَتْ من أَرْضِهِ تَهَزَّعَا ... لَهُنَّ واجْتافَ الخِلاطَ الفَعْفَعَا

  مِنْ أَرْضِهِ: منْ قَوَائِمِه. واجْتَافَ: دَخَلَ في جَوْفِه.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: الفَعْفَعُ: زَجْرُ الغَنَمِ، كالفَعْفَعَةِ، وهذَا عن الأَزْهَرِيِّ وقَدْ فَعْفَعَ، إِذا قالَ لها: فَعْ فَعْ، وهو حِكَايَةُ زَجْرِه، قال الرَّاجِزُ:

  إِنِّيَ لا أُحْسِنُ قِيلاً فَعْ فَع


(١) كذا بالأصل، ولم يرد في الصحاح المطبوع في مادة «فظع» وهو في اللسان.

(٢) في النهاية واللسان: في أمرٍ فظيع شديد.

(٣) البيت لعبد العزيز بن زرارة الكلابي، وينسب لغيره انظر سمط اللآلي ص ٤١٢.