تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحلت]:

صفحة 67 - الجزء 3

  وأُسْحِتَ الرَّجُلُ، على صِيغَة الفعل للمفعول: ذَهَبَ مالُه، عن اللِّحْيَانيّ.

  وفي كُتُب الأَنْسَاب: سَحْتَنٌ، كجَعْفَرٍ، ابْنُ عَوْفِ بْنِ جَذِيمةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ وَدِيعةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَقْصَى بْنِ عَبْدِ القَيْس: أَبو بَطْنٍ، سُمِّيَ بذلك، لأَنه أَسَرَ أَسْرَى، فسَحَتَهُم، أَي: ذَبَحَهم. وقال ابْن دُرَيْدٍ: النون زائدة، كما قِيل في رَعْشَنٍ. منهم: أَبو الرِّضَا عَبَّاد بن شَبِيبٍ، رَوَى عن عليّ ¥، وعنه جَمِيل بن مُرَّةَ، كذا قالَه الدَّارَقُطِنيّ.

  وأَحْمدُ بن السَّحْت، بالفتح: شَيْخٌ لسَعِيدِ بْن بَوَّابٍ، نقلَه ابْنُ الطَّحَّانِ. والسُّحْتُوتُ: الشيْءُ القلِيلُ.

  [سحلت]: السُّحْلُوت، كزُنبوُرٍ: أَهملَه الجوْهَرِيّ والصاغانيّ، ونقلَ صاحبُ اللسان⁣(⁣١) أَنه المَرْأَة الماجِنَة، قلت: وهو قلب السُّلْحوت، كما سيأْتي عن أَبي عَمْرٍو.

  [سخت]: السَّخْتُ: الشَّدِيدُ، قال اللِّحْيَانيّ. ويقال: هذَا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ، أَي: شديدٌ، وهو معروف في كلام العرب، وهُم ربَّما استعمَلوا بعضَ كلام العَجَم، كما قالوا لِلْمَسْحِ: بِلاسٌ⁣(⁣٢)؛ كالسَّخِيتِ، كأَمِيرٍ.

  وشيْءٌ سَخْتٌ: صُلْبٌ دَقِيقٌ، وأَصلُه فارسيّ.

  والسُّخْتُ بالضَّمِّ أَوَّلُ ما يَخْرُجُ من بُطُونِ ذَواتِ الخُفّ ساعةَ تَضَعُهُ أُمُّه قبلَ أَنْ يَأْكُلَ، ومن الصِّبْيَان: العِقْيُ ساعةَ الوِلادةِ، ومِن ذواتِ الحافِرِ الرَّدَجُ. والسُّخْتُ من السَّليل، بمنْزِلة الرَّدَج يَخرُجُ أَصْفَرَ في عظَمِ النَّعْلِ. وبما ذكرنا اندفع الإيرادُ الذي أَوردَه شيخُنا على عبارة المصنِّف.

  والسِّخْتِيتُ: السِّحْتِيتُ، الحاءُ لُغَةٌ في الخاءِ والسِّخْتِيتُ: دُقَاقُ التُّراب، وهو الغُبَارُ الشَّدِيدُ الارْتِفَاعِ وأَنشد يعقوبُ:

  جَاءَتْ مَعاً واطَّرَقَتْ شَتِيتَا ... وَهْيَ تُثِيرُ السّاطِعَ السِّخْتِيتَا

  ويُرْوَى: الشِّخْتِيتا، وسيأْتي ذكرُه. وقيل: هو دُقاقُ السَّويقُ، وقيل: هو السَّوِيقُ الّذِي لا يُلَتُّ بالأُدْمِ. وعن الأَصمعيّ: السِّخْتِيت: السَّوِيقُ الدُّقاق، وكذلك الدَّقِيقُ الحُوَّارَى سِخْتِيبٌ، قال:

  ولو سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمِيتَا ... وبِعْتَهُمْ طَحِينَك السِّخْتِيتَا

  إِذاً رَجَوْنَا لك أَن تَلُوتَا⁣(⁣٣)

  والسِّخْتِيت، أَيضاً: الشَّدِيدُ، رواه أَبو عَمْرٍو عن ابن الأَعْرَابيّ، يقال كَذِبٌ سِخْتِيتٌ، أَي: شديد، وأَنشد لِرُؤْبَةَ.

  هَلْ يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ

  قال أَبو عليّ: السِّخْتِيت من السَّخْت، كزِحْلِيلٍ من الزَّحْلِ. قلتُ: فلو أَشار المصنِّف في أَوّل المادة بقوله كالسَّخِيت⁣(⁣٤) والسِّخْتِيتُ، كان أَحسنَ.

  والمَسخوتُ: الأَمْلسُ، يقال: خَرْقٌ مسْخوتٌ: أَي أَمْلسُ مطمئِنٌّ.

  والسِّخْتِيانُ⁣(⁣٥)، بالكسر، ويُفْتَحُ وحَكى قومٌ فيه التَّثلِيثَ، وجزَمَ شُرَّاح البُخارِيّ بأَن الفتحَ هو الأَكثر الأَفصح واقتصر الشِّهابُ في شرْحِ الشِّفاء على كسرِ السين، وحكى في التاءِ الفتحَ والكسرَ، واقتصر ابْنُ التِّلِمْسانيّ في حواشي الشفاءِ على ضمِّ السين وحِكايةِ الوجهَينِ في التاءِ، وقال: إِنه يقال بالخاءِ والجيم. قال شيخنا: وأَغربُ الضبطِ فيه ما قاله التِّلِمْسانيّ، ولا سيِّما حكاية الجيم، فإنها لا تُعرَف.

  وهو: جِلْدُ الماعِزِ إِذا دُبِغَ، وهو على الصحيح مُعَرَّبٌ من


(١) اللسان مادة سلحت. وفيه: السلحوت: الماجنة. قال: أَدركتها تأفر دون العنتوت تلك الخريع والهلوك السلحوت.

(٢) في الصحاح ضبط قلم بَلاسٌ. والمسح بالكسر: الثوب الخشن الغليظ.

(٣) اللوت والليت: الكتمان. والسبخ: سلّ الصوف والقطن.

(٤) في التكملة: والسخيت على فعيل: الشديد، وعلى هذه اللغة أنشد أبو عمرو قول رؤبة:

هل يعصمنِّي حلفٌ سخيتُ

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «السختيان الأديم وفي الفارسي سخت بفتح الأول له معان. ومن معانيه: الخشن والصعب. والفرس يراعون المناسبات في تسمية الأشياء، فسموا الجلد المدبوغ سختيان لصعوبة دبغ الجلد الرطب، فعلى هذا سختيان فارسي، ثم جذبته العرب إِلى طرف الاستعمال بينهم أيضا، كذا بهامش المطبوعة».