تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شعف]:

صفحة 305 - الجزء 12

  عن أَبي زَيْدٍ، وبه فَسَّرَ أَبو عُبيْدٍ الحديثَ: «أَنَّهُ لم يَشْبَعْ مِن خُبْزٍ ولحْمٍ إلّا عَلَى شَظَفٍ» ويُرْوَى: «عَلَى ضَفَفٍ» قال ابنُ الرِّقاعِ:

  وَلَقَدْ لَقِيتُ⁣(⁣١) مِنَ المَعِيشَةِ لَذَّةً ... وَأَصَبْتُ مِنْ شَظَفِ الْأُمُورِ شِدَادَهَا

  وَشَاهِدُ الشَّظَافِ، قَوْلُ الكُمَيْتِ:

  وَرَاجٍ لِينَ تَغْلِبَ عَنْ شَظَافٍ ... كَمُتَّدِنِ الصَّفَا كَيْمَا يَلِينَا

  أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ سِيدَه: وأَرَى أنَّ الشَّظَافَ لُغَةٌ في الشَّظَفِ، وأنَّ بَيْتَ الكُمَيْتِ قد رُوِيَ بالفَتْحِ، وقال ابنُ بَرِّيّ: في الغرِيبِ المُصَنِّفِ: شِظَافٌ، بالكَسْرِ.

  وقيل: هو يُبْسُ الْعَيْشِ وشِدَّتُهُ. ج: شِظَافٌ، بالكَسْرِ.

  وَقد شَظِفَ العَيْشُ، كَفَرِحَ، فهو شَظِفٌ، ككَتِفٍ.

  والشَّظِيفُ كَأَمِيرٍ، مِن الشَّجَرِ: مَا لَم يَجِدْ رِيَّهُ فَصَلُبَ، وَفيه نُدُوَّتُهُ، وعِبارَةُ الجَوْهَرِيِّ: مِن غَيْرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ، تقول منه: شَظُفَ، كَكَرُمَ، وعَلَيه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زادَ الصَّاغَانِيُّ: وشَظِفَ مِثْل سَمِعَ⁣(⁣٢)، شَظَافَةً، مَصْدَرُ الأَوَّلِ، فهو شَظِيفٌ، وَمنه قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  وانْعَاجَ عُودِي كَالشَّظِيفِ الْأَخْشَنِ ... بَعْدَ اقْوِرَارِ الْجِلْدِ والتَّشَنُّنِ

  والشَّظْفُ: الْمَنْعُ، يُقَال: شَظِفْتُه عن الشَّيْءِ، شَظْفاً، إِذا مَنَعْتَهُ.

  والشَّظْفُ: سَلُّ خُصْيَتَيِ الْكَبْشِ، أَو، هو أَنْ تُضَمَّا بَيْنَ عُودَيْنِ، وتُشَدَّا بِعَقَبٍ حتى تَذْبُلَا.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشَّظْفُ: شِقَّةُ الْعَصَا، وَأَنْشَدَ:

  كَبْدَاءُ مِثْلُ الشَّظْفِ أو شَرِّ الْعِصِيْ⁣(⁣٣)

  وقال غيرُه: الشِّظْفُ، بِالْكَسْرِ: يَابِسُ الْخُبْزِ.

  وقال ابنُ عَبَّادِ: الشِّظْفُ عُوَيْدٌ كالْوَتِدِ، ج: شِظَفَةٌ. كَقِرَدَةٍ. وقال غيرُه: الشِّظَافُ، كَكِتَابٍ: الْبُعْدُ.

  والشَّظِفُ، كَكَتِفٍ: السَّيِّءُ الْخُلُقِ. وقال ابنُ عَبَّادٍ: هو الشَّدِيدُ الْقِتَالِ.

  وفي الصِّحاح: بَعِيرٌ شَظِفُ الْخِلَاطِ، إِذا كان يُخَالِظُ الْإِبِلَ مُخَالَطَةً شَديدَةً.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: أَرْضٌ شَظِفَةٌ، كفَرِحَةٍ: خَشْنَاءُ.

  وشَظِفَ السَّهْمُ، كَفَرِحَ: دَخَلَ بَيْنَ الْجِلْدِ واللَّحْمِ.

  وكَمِنْبَرٍ: مَن يُعَرِّضُ بِالْكَلَامِ علَى غَيْرِ الْقَصْدِ، وَهو مَجَازٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الشِّظْفَةُ، بالكَسْرِ: ما احْتَرَقَ مِنَ الخُبْزِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وَالشَّظَفُ، مُحَرَّكَةً: انْتِكاثُ اللَّحْمِ عن أَصْلِ إِكْلِيلِ الظُّفُرِ.

  [شعف]: الشَّعَفَةُ، مُحَرَّكَةً: رَأْسُ الجَبَلِ، ج: شَعَفٌ، وَشُعُوفٌ، وشِعَافٌ، وشَعَفَاتٌ، وَهي رُؤُوسُ الجِبَالِ، وفي مُوَازَنَةِ الآمِديِّ⁣(⁣٤): الشَّعَفُ: ما ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ وعَلَا، وَفي الحديثِ: «أَو رَجُلٌ في شَعَفَةٍ⁣(⁣٥) في غُنَيْمَةٍ له، حتى يَأْتِيَهُ المَوْتُ»، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  بنادِيَةِ الْأَخْفَافِ⁣(⁣٦) مِنْ شَعَفِ الذُّرَى ... نِبَالٍ تَوَالِيهَا رِحَابٍ جُيُوبُهَا

  وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  وَكَعْباً قد حَمَيْنَاهُمْ فَحَلُّوا ... مَحَلَّ الْعُصْمِ مِن شَعَفِ الْجِبَالِ

  والشَّعَفَةُ: الخُصْلَةُ في أَعْلَى الرَّأْسِ.

  والشَّعَفَةُ مِن الْقَلْبِ: رأْسُهُ عِنْدَ مُعَلَّقِ النِّياطِ، ومنه قَوْلُهُم: شَعَفَنِيَ حُبُّهُ، كَمَنَعَ: أي أَحْرَقَ قَلْبَه، قال الأَزْهَرِيُّ: ما علمتُ أَحَداً جَعَلَ لِلْقَلْبِ شَعَفَةً غيرَ اللَّيْثِ،


(١) اللسان برواية: ولقد أصبتُ.

(٢) عن القاموس وبالأصل «مثل فَرِح».

(٣) اللسان وقبله:

أنتَ أرحتَ الحيّ من أمّ الصبي

(٤) بالأصل «الآبدى».

(٥) في النهاية: «في شعفٍ من الشعاف» وفي اللسان: من خير الناس رحِلٌ في شعفة من الشعاف ..

(٦) ديوانه برواية: بنائية الأخفاف.