تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلا]:

صفحة 432 - الجزء 20

  وقالوا لها: هذا حَبِيبُكِ مُعْرِضٌ ... فقالتْ: أَلا إعْراضُه يسر الخطب

  فما هي إلَّا نَظْرَة بتَبَسُّم ... وتَصْطَكُّ رِجْلاهُ ويَسْقُط للجنبِ

  فطَرِبَ الحاضِرُونَ إلَّا المبرِّد، فعَجِبَ منه رَبُّ المَنْزلِ، فقالت: هو مَعْذورٌ لأنَّه أَرادَ أنْ أَقولَ حَبِيبُكِ مُعْرِضاً، فظَنَّني لَحَنْتُ ولم يَدْرِ أنَّ ابنَ مَسْعود قَرَأَ وهذا بَعْلِي شيْخٌ بالرَّفْعِ، فطَرِبَ المبرِّدُ مِن هذا الجَرابِ حتى شقٌ ثَوْبَه؛ نقلَهُ القرافي.

  [هلا]: هَلَا، بالتَّخْفيفِ: زَجْرٌ للخَيْلِ، أَي تَوَسَّعِي وتَنَحِّي؛ قالَ:

  وأَي جَوادٍ لا يقالُ له هَلَا⁣(⁣١)

  وللنَّاقَةِ أَيْضاً؛ قالَ غَيْلان بنُ حُرَيْث الرّبعي:

  حتى حَدَوْنا بهَيْدٍ وهَلَا⁣(⁣٢)

  قالَ الجَوْهرِي: وهُما زَجْرانِ للناقَةِ، وقد يُسَكَّنُ بها الإناث عنْدَ دُنُوِّ الفَحْلِ منها؛ قال الجَعْدي:

  ألا حَيِّيا لَيْلى وقُولا لَها هَلَا⁣(⁣٣)

  وقد ذُكِرَ في المُعْتل لأنَّ هذا بابٌ مَبْنيٌّ على أَلفاتٍ غَيْر مُنْقَلِباتٍ من شيءٍ.

  وقال ابنُ سِيدَه: هَلَا لامُه ياءٌ فذَكَرْناه في المُعْتل.

  وهَلَّا، بالتَّشْديدِ: للتَّحْضيضِ والحَثِّ مُرَكَّبٌ مِن هَلْ ولا.

  قال الجَوْهرِي: أصْلُها لا بُنِيَتْ مع هَلْ فصارَ فيها مَعْنى التَّحْضيضِ كما بَنَوْا لَوْلا وأَلا وجَعَلوا كلَّ واحِدَةٍ مع لا بمنْزِلَةِ حَرْفٍ واحِدٍ، وأَخْلَصُوهنَّ للفِعْل حيثُ دَخَل فيهنَّ مع التَّحْضيضِ.

  وتَهَلَّا⁣(⁣٤) الفَرَسُ: أَسْرَعَ؛ كذا في النسخِ، وفي التكملةِ: تَهَلَّى هكذا بالياءِ.

  * قُلْتُ: كانَ يَنْبَغِي ذِكْرُه في المُعْتل لأنَّ أَلِفَه عن ياءٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المُهَلَّى، بالتّشْدِيدِ: اسُمٌ.

  والمُهَلَّى ابنُ سعيدِ بنِ عليٍّ الينائيُّ ثم الشرفيّ الخَزْرجيُّ جَدُّ عبدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ الماضِي تَرْجَمته في السِّين.

  [هنا]: هنا، بالضِّمِّ وتَخْفيفِ النونِ، وهَهُنا: إذا أَرَدْتَ القُرْبَ.

  وفي الصِّحاح: للتَّقْريبِ إذا أَشَرْتَ إلى مَكانٍ؛ وقال الفرَّاء: يقالُ اجْلِسْ هَهُنا، أَي قرِيباً، وتَنَحَّ هَهُنا أَي تباعَدْ أَو أبعد قَليلاً.

  وفي المُحْكم: هُنا ظَرْفُ مَكانٍ، تقولُ: جَعَلته هُنا، أَي في هذا المَوْضِعِ. وفي حديثِ عليٍّ: «إنَّ هَهُنا عِلْماً»، وأَوْمَأَ بيدِهِ إلى صدْرِهِ.

  وهَنَّا وهَهَنَّا وهَنَّاكَ وها هَنَّاكَ، مَفْتُوحاتٍ مُشدَّداتٍ: إذا أَرَدْتَ البُعْدَ، كذا نَصَّ المُحْكم.

  والذي في الصِّحاح: وهَنَّا، بالفَتْح والتّشْديدِ، مَعْناه هَهَنَّا، وهَنَّاك أَي هُناكَ؛ وقال بعضُ الرُّجَّازِ:

  لمَّا رأَيْتُ مَحْمِلَيْها هَنَّا ... مُخَدَّرَيْنِ كِدْتُ أنْ أُجَنَّا⁣(⁣٥)

  ومنه قولُهم: تَجَمَّعُوا من هَنَّا ومِن هَنَّا، أَي مِن هَهُنا ومِن هَهُنا، انتَهَى.

  وفيه نَوْعُ مُخالَفَةٍ لمَا سَبَقَ مِن سِياقِ ابنِ سِيدَه، لأنَّ


(١) الصحاح.

(٢) بعده:

حتى يرى أسفلها صار علا

(٣) تمامه:

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا ... فقد ركبت أمراً أغرّ محجلا

(٤) في القاموس: تَهَلَّى.

(٥) اللسان والتهذيب والأول في الصحاح.