تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لعو]:

صفحة 153 - الجزء 20

  وهْوَ إذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه ... كَرْهُ اللِّقاء تَلْتَظِي حِرابُه

  وتَلَظَّتِ المَفازَةُ: اشْتَدَّ لهبُها.

  وتلظَّى غَضَباً والتَظَى: توقَّد حتى صارَ كالجَمْرِ.

  وقالَ يَعْقوب في نوادِرِ الكَلام: لَظَى الحَدِيدَةِ: أَسَلتُها وطَرَفُها.

  [لعو]: واللَّعْوُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.

  والفَسْلُ الذي لا خَيْرَ فيه.

  وأَيْضاً: الشَّرِهُ؛ وفي الصِّحاح: الشَّهوانُ؛ الحَرِيصُ، كاللَّعَا، مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالألِفِ كما في كتابِ أَبي عليِّ والصِّحاحِ.

  قالَ الفرَّاء: رجُلٌ لَعْوٌ ولَعاً، وهو الشّرهُ الحرِيصُ؛ وأَنْشَدَ ابن برِّي للراجزِ:

  فلا تَكُونَنَّ رَكِيكاً ثَيْتَلاً ... لَعْواً متى رأَيْتَه تَقَهَّلا

  وهي بهاءٍ، يقالُ: امْرأَةٌ وكَلْبةٌ وذِئْبةٌ لَعْوَةٌ، كُلُّه حَرِيصَةٌ تُقاتِلُ على ما يُؤْكَلُ؛ ج لِعاءٌ، بالكسْر والمدِّ، ولَعَواتٌ، بالتَّحريكِ أَيْضاً.

  واللَّعْوَةُ: السَّوادُ حَوْلَ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، وبه سُمِّي ذُو لَعْوَة⁣(⁣١)؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن الفرَّاء. ويُضَمُّ، عن كُراعٍ، واللَّوْعةُ لُغَةٌ فيه. واللَّعْوةُ: الكَلْبَةُ مِن غيرِ أَنْ يَخصّوهَا بالشَّرِهةِ الحرِيصَةِ، والجَمْعُ كالجَمْع؛ كاللَّعاةِ، والجمْعُ اللِّعا، كالحَصاةِ والحَصَا.

  وذُو لَعْوَةَ: قَيْلٌ مِن أَقْيالِ حِمْيَر للَعْوَةٍ كانت في ثَدْيه.

  وأَيْضاً: رَجُلٌ آخَرُ يُعْرَفُ كذلكَ.

  واللَّاعِي: الذي يُفْزِعُه أَدْنَى شيءٍ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  ويقالُ: هاع لاع، أَي جَبَانٌ جَزُوعٌ⁣(⁣٢)؛ وأَنْشَدَ لأبي وَجْزَة:

  لاع يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه ... مُسْتَرْبِع لسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ

  وتَلَعَّى العَسَلُ ونحوُه: تَعَقَّدَ. ويقالُ: خَرَجَ يَتَلَعَّى اللُّعاعَ، وهو أَوَّلَ نَبْت الرَّبيع إذا خَرَجَ يأْخُذُه.

  قالَ الجَوْهرِي: أَصْلُه يَتَلَعَّع فكرِهُوا ثلاثَ عَيْنات فأبْدلوا الثَّالثةَ ياءً.

  والأَلْعاءُ: السُّلامَياتُ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  واللَّاعِيَةُ: شُجَيْرَةٌ في سَفْحِ الجَبَلِ، لَها نَوْرٌ أَصْفَرٌ، ولَها لَبَنٌ وإذا أُلْقِي منه شيءٌ في غَديرِ السَّمَكِ أَطْفاها، وشُرْبُ وَرَقِه مَدْقوقاً يُسْهِلُ قَوِيًّا، ولبَنُه أَيْضاً يُسْهِلُ ويُقَيِّئُ البَلْغَمَ والصَّفْراءَ.

  * قُلْت: هذه الشَّجَرَةُ تُعْرَفُ في اليَمَنِ بالظّمياءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ للعاثِرِ: لَعاً لَكَ عالياً دعاءٌ له بأَنْ يَنْتَعِشَ من سَقْطتِه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأَعْشى:

  بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ ... فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا مِن أَنْ أَقُولَ لَعا⁣(⁣٣)

  زادَ ابنُ سِيدَه: ومثْلُه دَعْ دَعا؛ قالَ رُؤْبَة:

  وإن هَوَى العاثِرُ قُلْنا دَعْ دَعا ... له وعالينا بتنعيش لَعا

  فقُلْت ولم أَمْلِكْ لَعاً لَكَ عالياً ... وقد يَعْثرُ السَّاعِي إذا كانَ مُسْرِعا⁣(⁣٤)

  ويقالُ: لا لعاً لفلانٍ، أَي لا أقامَهُ اللهُ.

  ويقالُ: هو يَلْعَى به: أَي يتولَّعُ به، يُرْوَى بالعَيْن وبالغَيْن.

  ولَعْوةُ الجُوعِ: حِدَّتهُ.


(١) وهو قَيلٌ من أقبال حمير، أفاده في الصحاح، وسيأتي.

(٢) في التهذيب: «لاع»: «ضعيف» وفي موضع آخر: رجل هاع لاع: حريص سيء الخلُق.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٧ واللسان والصحاح والأساس والمقاييس ٥/ ٢٥٣ والتهذيب وفيه: «تقول لعا».

(٤) الأول والثاني في التهذيب.