تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تاف]:

صفحة 102 - الجزء 12

  والجَمْعُ: تَنَائِفُ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  أَخَا تَنَائِفَ أَغْفَى عِنْدَ سَاهِمَةٍ ... بِأَخْلَقِ الدَّفِّ مِنْ تَصْدِيرِهَا جُلَبُ

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: تَنَائِفُ تُنَّفٌ، كَرُكَّعٍ، أي: بَعِيدَةُ الْأَطْرَافِ وَاسِعَةٌ.

  وتَنُوفَى، كجَلُولَى: ثَنِيَّةٌ مُشْرِفَةٌ، ذَكَرَهَا ابنُ فَارِسٍ هكذا في هذا التَّرْكِيب، وجَعَلَهَا فَعُولَى، قال شَيخُنَا: المعروفُ في جَلُولَاءَ أَنَّهَا بالْمَدِّ، وقَضِيَّتُه أنَّ تَنُوفَى بالْمَدِّ أَيْضاً، ولم يَضْبِطْهُ أَحَدٌ بذلِك، وإِنَّمَا قالَهُ ابنُ جِنِّي بَحْثاً، ففي كَلامِه نَظَرٌ. اهـ، وهي قُرْب القَوَاعِلِ في جَبَلَيْ طَيِّئٍ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  كَأَنَّ دِثَارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِهِ ... عُقَابُ تَنُوفَى لَا عُقابُ الْقَوَاعِلِ

  وَرَوَى ابنُ الكَلْبِيِّ: «عُقَابُ تَنُوفٍ»⁣(⁣١) دِثَار: كان رَاعِياً لامْرِئٍ الْقَيْسِ، وهو دِثَارُ بنُ فَقْعَسِ بنِ طَرِيفٍ الأُسَيْدِيّ، وَفي اللِّسَانِ: وهو مِن المُثُلِ التي لم يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْه، قال ابنُ جِنِّي: قلتُ مَرّةً لأَبِي عليٍّ: يَجُوزُ أَن يكونَ تَنُوفَى مَقْصُورَةً مِن تَنُوفَاءَ، بمَنْزِلَةِ بَرُوكاءَ؟ فسمِع ذلِكَ وتَقَبَّلَهُ، قال ابنُ سِيدَه: وقد يجوزُ أَن تَكونَ أَلِفُ تَنُوفَا إِشْباعاً لِلْفَتْحَةِ، لا سِيَّمَا وقد رَوَيْنَاهُ مَفْتُوحاً، وتكونُ هذه الألِفُ مُلْحَقَة مع الإِشْباعِ، لإِقامَةِ الْوَزْنِ.

  ويُقَالُ: يَنُوفَى، بالتَّحْتِيَّةِ، وهي رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدَةَ، وقال الصَّاغَانِيُّ: إنْ كَانَتْ التَّاءُ في تَنُوفَى أَصْلِيَّةً فمَوْضِعُهُ هذا التَركِيبُ، وإِن كانَتْ زَائِدَةً، مِن نَافَ، أي: ارْتَفَع، ويُؤَيِّدُه روايةُ أَبِي عُبَيْدَةَ فيكون مَحَلُّهُ ن وف، كما ستأْتِي الإشارَةُ إِليه إِن شاءَ الله تعالَى.

  [تاف]: تَافَ بَصَرُهُ يَتُوفُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو تُرَابٍ: سمعتُ عَرّاماً السُّلَمِيَّ يقولُ: هو مِثْلُ تَاهَ، وَذلك إذا نَظَرَ إلى الشَّيْءِ في دَوَامٍ، وأَنْشَدَ:

  فَمَا أَنْسَ مِلْأَشْيَاءِ لَا أَنْسَ نَظْرَتِي ... بِمَكَّةَ أَنِّي تَائِفُ النَّظَرَاتِ

  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ، يُقَال: مَا فِيهِ تُوفَةٌ، بالضَّمِّ⁣(⁣٢)، ولا تَافَةٌ: أي ما فيه عَيْبٌ، أو ما فيه تُوفَةٌ: أي: مَزِيدٌ عن الخَارْزَنْجِيِّ، أَو ما تركتُ له تُوفَةً، أي حَاجَة، عنه أَيضاً، أَو ما في سَيْرِه تُوفَةٌ، أي إِبْطَاءٌ، عنه أَيضاً، قال: وطَلَبَ عَلَيَّ تَوْفَةً، بالفَتْحِ: أي عَثْرَةً وذَنْباً، ج: تَوْفَاتٌ يُقال: أَنهُ لَذُو تَوْفَاتٍ: أي كَذِبٍ وخِيَانَةٍ وذَنْبٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  التُّوفَةُ، بالضَّمِّ: الغَيْرَةُ⁣(⁣٣)، نَقَلَهُ الخَارْزَنْجِيُّ، وفي اللِّسَانِ: ما في أَمْرِهِمْ تَوِيفَةٌ، أي: كسَفِينَةٍ، أو جُهَيْنَةٍ: أي تَوَانٍ، وقال عَرّامٌ: تَافَ عَنِّي بَصَرُ الرَّجُلِ: إذا تَخَطَّى.

فصل الثاءِ مع الفاءِ

  [ثحف]: الثَّحْفُ، بالمُهْمَلَةِ مَكْسُورَةً، وَالثَّحِفُ، كَكَتِفٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقال أَبو عمرو: هما لُغَتَانِ في الفَحْثِ والحَفِثِ، وهُمَا ذَاتُ الطَّرِيقِ، هكذا في النُّسَخ، والصَّوابُ: ذات الطَّرائِقِ مِن الْكَرِشِ، كأَنَّهَا أَطْباقُ الْفَرْثِ، ج: أَثْحَافٌ، كما في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.

  [ثطف]: الثَطَفُ: مُحَرَّكَةً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ واللَّيْثُ، وَقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وهو النَّعْمَةُ في الطَّعَامِ والشَّرَابِ وَالْمَنَامِ، وَأَطْلَقَهُ شَمِرٌ، فقَالَ: الثَّطَفُ: النَّعْمَةُ، وقال ابنُ عَبَّادٍ: الثَّطَفُ الخِصْبُ، والسَّعَةُ، كما في العُبَابِ.

  [ثقف]: ثَقُفَ: كَكَرُمَ، وفَرِحَ، ثَقْفاً بالفَتْحِ عَلَى غيرِ قِيَاسٍ وثَقَفاً، مُحَرَّكَةً: مَصْدَرُ ثَقِفَ، بالكَسْرِ، وثقَافَةً مَصْدَرُ ثَقُفَ، بالضَّمِّ: صارَ حَاذِقًا خَفِيفاً فَطِنًا فَهِماً فهو ثَقْفٌ، كحِبْرٍ، وكَتِفٍ، وَفي الصِّحاحِ: ثَقُفَ فهو ثَقْفٌ، كضَخُمَ فهو ضَخْمٌ، وقال اللَّيْثُ⁣(⁣٤): رجلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ، وثَقِفٌ لَقِفٌ، أي: رَاوٍ شَاعِرٌ رَامٍ، وقال ابنُ السِّكِّيتِ: رجُلٌ لَقْفٌ ثَقْفٌ: إذا كان ضَابِطاً لِمَا يَحْوِيهِ قائماً به، وزَادَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَقِيفٌ


(١) ومثله أبو عمرو وابن الأعرابي، وروى أبو عبيدة تنوفي بكسر الفاء، وَرواه أبو حاتم تنوفى بفتحها، ووردت في معجم البلدان «تنوف» عقاب تنوفٍ شاهداً على قوله تَنُوفُ موضع في جبال طيء.

(٢) ضبطت بالقلم في التكملة بفتح التاء، وفيما سيأتي.

(٣) في التكملة: الغِرَّةُ.

(٤) في اللسان: أبو زياد.