تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ظبر]:

صفحة 160 - الجزء 7

  والشَّدُّ تارَاتٍ وعَدْوٌ ظَأْرُ

  أَراد: عندهَا صَوْنٌ من العَدْوِ لم تَبْذِلْه⁣(⁣١) كلَّه.

  وقال الأَصْمَعِيّ أَيضاً: وكُلُّ شَيْءٍ مع [شَيْءٍ]⁣(⁣٢) مثلهِ فهو ظَأْرٌ.

  وقال الزَّمَخْشَرِيّ: ظَأَرَ عَلَى عَدُوّهِ: كَرّ عَلَيْهِ.

  * وممّا يستدرك عليه:

  نَاقَةٌ مَظْؤُورَةٌ وظَؤُورٌ: عُطِفَتْ على غَيْرِ وَلَدِهَا، ويقال لأَبِ الوَلَدِ لصُلْبِه: هو مُظائِرٌ لتلْكَ المرأَةِ.

  ويقال: ظَأَرَنِي فُلانٌ على أَمْرِ كذا، وأَظْأَرَنِي وظَاءَرَنِي، على فَاعَلَني: عَطَفَنِي.

  ويُقَال للظِّئْرِ: ظَؤُورٌ، فَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ، وفي حديث عليٍّ ¥: «أَظْأَرُكُمُ إِلى الحَقّ وأَنتم تَفِرُّونَ منه»، أَي أَعطِفُكُم.

  والمُظَاءَرَةُ: الظِّئارُ، يقال: ظاءَرَ⁣(⁣٣) قال شَمرٌ: هذا هو المعروف في كلامِ العَرَبِ، وجاءَ في حديث عُمَر: «أَنّه كَتَبَ إِلى هُنَيّ، وهو في نَعَمِ الصَّدَقَةِ أَنْ ظَاوِرْ».

  وعن ابنِ الأَعرابيّ الظُّؤُورَةُ بالضَّمِّ: الدّايةُ والظُّؤُورَةُ: الرَّضَعَةُ⁣(⁣٤) مثل العُمُومَة والخُؤولَة والأَبُوّة والأُمُومَة والذُّكُورَة.

  وأَبو عُثْمَانَ مُسْلِمُ بنُ يَسَار الظِّئْرِيّ: رَضِيعُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، رَوَىَ عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاستشارة.

  كذا ذكَرَه ابنُ نُقْطَة، وزعم أَنّه رآه بخطّ أَبي يَعْلَى بن زوْجِ الحُرَّة في الجُزْءِ التاسع من حديث المخلص، قال الحافظُ ابنُ حَجَر: وهذا تَصحيفٌ والصواب الطُّنْبُذِيّ، بضمّ الطاءِ وسكون النون وضمّ الموحدة وإِعجامِ الذال⁣(⁣٥)، وهو الذي رَوَى عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاسْتِشَارَة، وعنه بَكْرُ بنُ عَمْرو قال: وكأَنَّه لمّا رأَى ذِكْرَ الرَّضَاعَةَ قَوِيَ عنده صِحَّةُ النُّسْخَةِ المُصَحَّفَةِ. والله أَعلم. وظِئْرٌ⁣(⁣٦): وادٍ بالحِجَاز في أَرْض مُزَيْنَةَ أَو مُصاقِبٌ لها، ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ.

  * ومما يُستدرك عليه:

  [ظبر]: الظِّبَارَةُ، بالكسر: الصَّحِيفَةُ، عن أَبي حيّانَ في كتاب الارْتِضَاءِ.

  [ظرر]: الظِّرُّ، بالكَسْرِ، والظُّرَرُ، كصُرَد، والظُّرَرَةُ، بزيادة الهاءِ: الحَجَرُ عامّةً.

  وقال ابنُ شُمَيْل: الظِّرُّ: حَجَرٌ أَمْلَسُ عريضٌ يَكسِرُه الرَّجُلُ فيَجْزِرُ الجَزُورَ، وعلى كلِّ لَوْنٍ⁣(⁣٧) يكون الظُّرَرُ، وهو قَبْلَ أَنْ يُكْسَر ظُرَرٌ أَيضاً.

  أَو هو الحَجَرُ المُدَوَّرُ، وقيل: هو الحَجَرُ المُحَدَّدُ الذي لَهُ حَدٌّ كحَدِّ السِّكِّين.

  ج: ظُرّانٌ، بالضَّمّ، وظِرّانٌ، بالكسر كصِنْو وصِنْوَانٍ، وذِئْب وذُؤْبانٍ، وقال ثعلب: ظُرَرٌ وظُرّانٌ كجُرَذٍ وجُرْذَانٍ.

  وفاتَه في ذِكْر الجموع ظِرَارٌ، بالكسرِ، وأَظِرَّةٌ، جاءَ في حَدِيثِ عدِيِّ بنِ حاتِمٍ: «أَنّه سأَلَ النَّبيّ فقال: «إِنّا نَصِيدُ الصَّيْدَ، ولا نَجِدُ ما نُذَكِّي به إِلّا الظِّرَارَ وشِقَّةَ العَصَا، قال: أَهْرِقِ⁣(⁣٨) الدَّمَ بما شِئْتَ» وفسّره الأَصمعيّ فقال: الظِّرَارُ واحِدُهَا ظُرَرٌ، وهو حَجَرٌ مُحَدَّدٌ صُلْبٌ وجمعه طِرَازٌ مثل رُطَب ورِطَابٍ وظِرّانٌ، مثل صُرَدِ وصِرْدَانٍ، قال لبيد:

  بجَسْرَةٍ تَنْجُلُ الظِّرَّانَ ناجِيةً ... إِذَا تَوَقَّدَ في الدَّيْمُومَةِ الظُّرَرُ

  وفي حديث عدِيّ أَيضاً⁣(⁣٩) «فأَخذْت ظُرَراً من الأَظِرّةِ فذَبَحْتُها به» كالأُظْرُورِ، والظُّرْظُورِ، وكذلك المَظْرُور، وكُلْهنّ بالضّمّ، كذا هو مضبوطٌ بخطّ الصّاغانِيّ، وهو حَرْفٌ غَرِيب، وستأْتي له نَظَائِرُه في ع ل ق، وجَمْعُه، أَي الأَخير مَظَارِيرُ، وأَنشد:


(١) في الأصل: «عنده ... لم يبذله» وما أثبت عن التهذيب.

(٢) زيادة عن التهذيب.

(٣) الأصل والتهذيب وفي اللسان: ظائِرْ.

(٤) نص التهذيب: ثعلب عن ابن الأعرابي: الظُؤْرَة: الدابة، والظُؤْرَة: المرضعة. (والأولى في اللسان والتكملة: الداية كالأصل).

(٥) ووردت: الطنبذي أيضاً في تقريب التهذيب، وضبطت في الخلاصة: بكسر المهملة والموحدة بينهما نون ساكنة، وفي اللباب بضم فسكون فضم نسبة إلى قرية من قرى مصر من أعمال البهنا.

(٦) معجم البلدان: «ظير».

(٧) التهذيب: حال.

(٨) في التهذيب: «أمْرِ الدمَ».

(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: في حديث عدي الخ عبارة اللسان: في حديث عدي أيضاً: لا سكينَ إِلا الظران، ويجمع أيضاً على أَظرة، ومنه: فأخذت ظُراراً الخ».