تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نزر]:

صفحة 519 - الجزء 7

  ونَاذِرُ: من أَسماءِ مكَّةَ شَرّفها الله تَعالى.

  والمُتَنَاذَرُ: الأَسدُ، ضَبَطه الصّاغَانيّ بفتح الذال المعجمة.

  وجُديْعُ بنُ نُذَيْرٍ المُراديُّ الكَعْبيّ بالتَّصغير فيهمَا، خَادِمٌ للنَّبِيّ ، له صُحْبة. قُلْتُ: وحفِيده أَبو ظَبْيَان عبدُ الرّحْمن بنُ مالكِ بن جُديْعٍ، مصْريّ، ذَكَره ابنُ يُونُس.

  وابنُ مَنَاذِرَ، بالفَتْح ممْنوعٌ من الصرف. ويُضَمُّ فيُصْرفُ، قال الجوهريّ: هو محمّد بن مَنَاذِر شَاعرٌ بصْريُّ، فمنْ فَتَحَ الميم منه لم يَصْرِفْه ويقول: إِنه جمع مُنْذِر، لأَنّه محمّدُ بنُ المُنْذِر بن المُنذِر بن المُنذِر، ومن ضَمّهَا صَرَفَه. قلتُ: وقد روى عن شُعْبَة. قال الذّهبيّ: قال يحيى: لا يَرْوِي عنه منْ فيه خَيرٌ، وهُمُ المَنَاذِرَة، أَي آلُ المُنْذِر، أَو جَماعة الحَيِّ مثْل المَهَالِبة والمَسامِعة.

  ومَنَاذِرُ، كمَسَاجِدَ: بَلْدتان بنَوَاحِي الأَهْواز، وفي المعجم: بنواحي خُوزستان كُبْرَى وصُغْرَى، أَوّل من كَوّرَه وحَفَرَ نَهْرَه أَرْدشيرُ بن بَهْمَنَ الأَكْبَرُ بن اسفَنْديار بن كشاسف، وقد اختُلِف في ضَبْطه، فضَبَطَه⁣(⁣١) بالفَتْح في البَلَد واسم الرّجل. وذكر الغَوْريّ في اسْم الرّجل الفَتْح والضّمّ وفي اسم البَلَد الفَتْح لا غير. وقد رُوِيَ بالضَّمِّ، وممّا يُؤَكِّد الفَتْحَ ما ذَكرَه المُبَرِّد أَن محمّد بن مُنَاذِرٍ الشّاعر كان إِذا قيل ابن مَنَاذِرَ بفتح الميم يغضَبُ ويقول: أَمَنَاذِر الكُبْرى أَم منَاذِر الصُغْرَى؟. وهما كُورَتَانِ من كُوَرِ الأَهواز افتَتَحهُما سلْمَى بن القَيْن وحَرْمَلةُ بنُ مُرَيْطَة في سنة ثمان عشرة.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه: النَّذِيرة: الإِنْذَار، قال ساعِدَةُ:

  وإِذَا تُحُومِيَ جِانبٌ يَرْعوْنَهُ ... وإِذا تَجِيءُ نَذِيرَةٌ لم يَهْرُبُوا

  والنُذُر. بضمَّتين: جمْع نَذْرٍ كرَهْن ورُهُن، قال ابنُ أَحمَرَ:

  كمْ دُونَ لَيْلَى مِن تَنُوفِيَّةٍ ... لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُّذُرْ

  ويقال: إِنّه جمْع نَذِير بمعنَى مَنْذُور.

  والإِنْذَار: الإِبْلاغ، ولا يكون إِلّا في التَّخْويف، ومن أَمثالهم: «قَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَر». أَي من أَعْلَمك أَنّه يُعَاقِبك على المَكْرُوه منك فيما يَسْتَقْبِلُه ثم أَتَيْت المكْرُوهَ فعَاقَبَك فقد جعلَ لنَفْسِه عُذْراً يَكُفّ به لائمَةَ الناسِ عنه. والعَرب تَقُولُ: عُذْرَاكَ لا نُذْراكَ. أَي أَعْذِرْ ولا تُنْذِر.

  وانْتَذَرَ نَذْراً، أَي نَذَرَ، قال الصاغَانيّ، وأَنشد لمُدْرِك بن لأْيٍ:

  كَأَنَّهُ نَذْرٌ عليه مُنْتَذَرْ ... لا يَبْرَحُ التّالِيَ منها إِنْ قَصَرْ⁣(⁣٢)

  والمَنْذُورُ: حِصْنٌ يَمَانيٌّ لقُضَاعةَ.

  ومحمّد بن المُنْذِر بن عُبَيْد الله، حَدَّث عن هِشَام بن عُرْوَةَ، تَرَكه ابنُ حِبّان، قاله الذهبيّ، ومحمّد بن المُنْذِر بن أَسَدٍ الهَرَويّ. ومُنْذِر بن محمّد بن المُنْذِر، ومُنْذِر بن المُغِيرَة، ومُنْذِر أَبو يحيى، ومُنْذِر بن أَبي المُنْذِر. ومُنْذر أَبو حيان، ومُنْذِر بن زِيَادٍ الطائيّ، ومُنْذِرُ بن سَعيد⁣(⁣٣)، محَدِّثُون.

  [نزر]: النَّزْرُ: القَليلُ التّافِهُ من كلِّ شيْءٍ، كالنَّزِيرِ، كأَمِير، ذَكَرَهما ابنُ سِيدَه. والمَنْزُورِ، يقال: طعامٌ مَنْزُورٌ وعَطاءٌ منزُور، أَي قليلٌ، وقال الشاعر:

  بَطِيءٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفَاظُه ... عليكَ ومَنْزُورُ الرِّضَا حينَ يَغْضَبُ

  والنَّزْر: الإِلْحَاحُ في السُّؤالِ، سَواءٌ في العِلْم أَو العَطاءِ، كما فَسَّرَهْ الزَّمخشَريُّ.⁣(⁣٤) وفي حَدِيث عَائِشَةَ ^: «وما كان لكُم أَنْ تَنْزُرُوا رَسُولَ الله على


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فضبطه بالفتح هكذا بخطه ولم يذكر اسم الضابط بذلك، ولعله صاحب المعجم المذكور من قبل، فلينظر» ورد في معجم البلدان: قال الأزهري: مناذر بالفتح اسم قرية واسم رجل.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لا يبرح التالي، أي لا يفارقه التالي منها، وهو المتأخر إن قصر عنها حتى يلحقه بها. اهـ تكملة».

(٣) في تقريب التهذيب: المنذر بن سعد.

(٤) عبارة الأساس: ونزرت الرجل: ألححت عليه في مسألة العلم والعطاء، فهو منزور.