تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أدم]:

صفحة 8 - الجزء 16

  وأَجَمَ، كوَعَدَ: سَكَتَ على غَيْظٍ، عن سِيْبَوَيْه، وهو على البَدَلِ وأَصْلُه وَجَمَ كما سَيَأْتي.

  [أدم]: الْأُدْمَةُ، بالضَّمِّ: القَرابَةُ والوَسِيلَةُ إلى الشَّيءِ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عن الفرَّاءِ، يقالُ: فلانٌ أُدْمَتي إليكَ أَي وَسِيلَتيِ، ويُحَرَّكُ.

  والأُدْمَةُ أَيْضاً: الخُلْطَةُ، يقالُ بينهما أُدْمَة ولُحْمَةٌ أَي خُلْطةٌ.

  وقيلَ: المُوافَقَةُ والأُلْفَةُ.

  وأَدَمَ اللهُ بينهم يَأْدِمُ أَدْماً: لأَمَ وأَصْلَحَ وأَلَّفَ ووَفَّقَ كآدَمَ بَيْنهما يُؤْدِمُ إيداماً، فَعَلَ وأَفْعَل بمعْنىً، قالَ:

  والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلَّا مؤدّما

  أَي لا يُحْبِيْنَ إلَّا مُحَبَّباً، كما في الصِّحاحِ.

  وفي الحَدِيْثِ: «فإنَّه أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنكُما».

  قالَ الكِسائِيُّ يعْنِي أَنْ يَكونَ بَيْكُما المحبَّة والائْتِلاف.

  وأَدَمَ الخُبْزَ يَأْدِمُه أَدْماً: خَلَطَهُ بالأَدْمِ، وأَنْشَدَ ابنُ يَرِّي:

  إذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ ... فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ⁣(⁣١)

  كآدَمَ بالمدِّ، وبهما رُوِي حَدِيْث أَنَس: «وعصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه» أي خَلَطَتْه، ويُرْوَى: آدَمَته.

  وأدَمَ القومَ بالياء أَدِمُهُم أدْماً: أَدَمَ لهم خُبْزَهُم، أَي خَلَطَه بالإدامِ.

  ومِن المجازِ: هو أَدْمُ أَهْلِهِ، بالفتحِ، وأَدْمَتُهُم كذلِكَ، ويُحَرَّكُ، وإدامُهُم بالكسْرِ أَي أُسْوَتُهُم الذي به يُعْرَفونَ، كما في المحْكَمِ.

  وقالَ الأزْهرِيُّ: يقالُ فلاناً أَدَمَةَ أَهْلِي أَي أُسْوَتَهُم.

  وفي الأساسِ: فلانٌ إدَامُ قَوْمِهِ وإدامُ بنِي أَبيهِ أي ثمالهم وقِوامِهم ومن يُصْلحُ أُمُورَهم، وهو أَدَمَةُ قَوْمِه: سَيِّدُهُم ومُقَدَّمُهم.

  وقد أَدَمَهُم، كَنَصَرَ، صارَ كذلِكَ أَي كانَ لهم أَدَمَة، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: والإدَامُ، ككِتابٍ: كُلُّ مُوافِقٍ، قالَتْ غاديةُ الدُّبَيْرِيَّة:

  كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إدَاما

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وإدامُ اسمُ امرَأَةٍ⁣(⁣٢) مِن ذلِكَ، وأَنْشَدَ:

  أَلا ظَعَنَتْ لِطِبَّتِها إدامُ ... وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زمامُ⁣(⁣٣)

  وإدامُ: اسمُ بئْرٍ⁣(⁣٤) على مَرْحَلةٍ من مَكَّةَ، حَرَسَها اللهُ تعالَى، على طَريقِ السرين، كما في العُبَابِ.

  قالَ الصَّاغانيُّ: رأَيْت النبيّ ÷ في المَنامِ وهو يقولُ: إدامُ مِن مَكَّة، قالَهُ ياقوتُ.

  والإدَامُ: ما يُؤْتَدَمُ به مع الخُبْزِ.

  في الحَدِيْث: «نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ» وفي آخَر: «سَيِّدُ إدامِ الدُّنْيا والآخِرَة اللَّحْمُ» وقالَ الشاعِرُ:

  الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي: ... ألماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ⁣(⁣٥)

  ج آدِمَةٌ⁣(⁣٦) وآدامٌ، بالمدِّ فيهما.

  وأدَامُ، كسَحابٍ: ع.

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَدٌ.

  وقيلَ: وادٍ.

  قالَ ابنُ حازِمٍ: هو مِن أَشْهر أَوْدِيَةِ مَكَّة، وقالَ صخرُ الغيِّ الهُذَليُّ:

  لقد أَجْرى لمَصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْه المَنِيَّةُ من أَدَامَا⁣(⁣٧)

  نَقَلَه ياقوتُ.

  والأَدِيمُ: الطَّعامُ المَأْدومُ، ومنه المَثَلُ: سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم، أَي طَعامِكم المَأْدُوم، يعْنِي خيرُكُم راجِعٌ فيكم، ويقالُ في سِقائِكمُ.


(١) اللسان.

(٢) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر.

(٣) اللسان وكتب مصححه: «قوله زمام كذا بالأصل بالزاي. «ولعله بالراء».

(٤) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر والتنوين.

(٥) اللسان.

(٦) على هامش القاموس: في المصباح أنه يجمع على أدم ككتاب وكتب ويسكن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد، ا هـ.

(٧) ديوان الهذليين ٢/ ٦٢ وفيه «أذاما» وفي شرحه عن ابن دريد قال: أذام بالدال والذال جميعاً، والأصل كاللسان ومعجم البلدان.