[تبب]:
  قالَ شَمِرٌ: قال بعضُهُم: الأَرْزُ هُنَا: القَوْسُ بعَيْنِهَا، قال: والتَّأْلَبَةُ: شَجَرَةٌ يُتَّخَذُ منها القِسِيُّ، والفِرَاغُ: النِّصَالُ العِرَاضُ، الوَاحِدُ: فَرْغٌ، وقوله: نَحَتْ له، يَعْنِي امرأَةً تَحَرَّفَتْ(١) له بِعَيْنَيْهَا(٢) فأَصَابَتْ فُؤَادَه.
  والتَّأْلَبُ: الغَلِيظ الخَلْقِ المُجْتَمِعُ، شُبِّهَ بالتَّأْلَبِ، وهو شَجَرٌ تُسَوَّى منه القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ، قَالَ العَجَّاجُ يَصِفُ عَيْرَاً وأُتُنَهُ:
  بِأَدَمَاتٍ قَطَوَاناً تَأْلبَا ... إِذا عَلَا رَأْسَ يَفَاعٍ قَرَّبَا
  أَدَمَات: أَرْضٌ بعَيْنِهَا، والقَطَوانُ: الَّذِي تَقَارَبَتْ خُطَاهُ، وهَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِه لَا فِي حَرْفِ الهَمْزَة كما فَعَلَه الجوهريُّ تَبَعاً للصاغانيّ(٣) وغيره، مع أَنه لم يُنَبِّه في حرف الهمزة، وتبعَه ساكِتاً عليه، وهو عَجِيبٌ.
  [تبب]: التَّبُّ: الخَسَارُ وَالتَّبَبُ مُحَرَّكَةً والتَّبَابُ كسَحَاب والتَّبِيبُ كأَمِير: الهَلَاكُ والخُسْرَانُ، والتَّتْبِيبُ تَفْعِيلُ: النَّقْصُ والخَسَارُ المُؤَدِّي للْهَلَاكِ، كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وفي التنزيل العزيز: {وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ}(٤) قال أَهلُ التفسيرِ: غَيْرَ تَخْسِيرٍ، ومنه قولُهُ تعالى: {وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلّا فِي تَبابٍ}(٥) أَيْ فِي خسْرَانٍ.
  وتَبًّا لَهُ عَلَى الدُّعَاءِ، نُصِبَ لأَنَّه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه، كَمَا تَقُولُ: سَقْياً لفُلَانٍ، مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلانٌ سَقْياً، ولمْ يُجْعَلِ اسْماً مُسْنَداً إِلى ما قَبْلَهُ وتَبًّا تَبِيباً، مُبَالَغَةٌ وتَبَّ تَبَاباً، وتَبَّبَهُ: قَالَ له ذلِكَ أَيْ تَبًّا، كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّرَه تقول: تَبًّا لِفُلَان، ونَصْبُهُ عَلَى المَصْدَرِ بإِضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ أَلْزمه اللهُ خُسْراناً وهَلاكاً، وتَبَّبُوهُمْ تَتْبِيباً: أَهْلَكُوهُمْ. وتَبَّبَ(٦) فُلَاناً: أَهْلَكَهُ.
  وفي التنزيل العزيز: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ}(٧) يقالُ تَبَّتْ يَدَاهُ أَي ضَلَّتَا وخَسِرَتَا قال الراجزُ:
  أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتقَلْ ... تَبَّتْ يَدَا صَافِقِها مَاذَا فَعلْ
  ونَقَلَ شيخُنَا عن المصباح: تَبَّتْ يَدُهُ تَتِبُّ، بالكَسْرِ:
  خَسرَت، كِنَايَة عنِ الهَلَاكِ، وهو ظاهرٌ في المَجَازِ كما صَرَّح به الزمخشريُّ وغيرُه من الأَئمَّةِ.
  والتَّابُّ بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة: الكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ والأُنْثَى: تابَّةٌ، عن أَبي زَيْدٍ. وفي الأَساس: ومنَ المَجَاز: تَبَّ الرَّجُلُ: شَاخَ، وكُنْت شَابًّا فَصِرْت تَابًّا، شُبِّه فَقْدُ الشَّبَابِ بالتَّبَابِ، وشَابَّةٌ(٨) أَمْ تَابَّةٌ وقيلَ: التَّابُّ: الرَّجُلُ الضَّعيفُ، والتَّابُّ أَيْضاً: الجمَلُ، والحِمَارُ قَدْ دَبِرَ، بالكَسْرِ، ظَهْرُهُمَا يُقَالُ: حِمَارُ تَابٌّ وجَمَلٌ تَابٌّ ج أَتْبَابٌ، هُذَلِيّة نَادِرَة.
  وتَبَّ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ وتَبَّ إِذَا قَطَعَ ومنه التَّبُّوبُ كالتَّنْورِ وضَبَطَه الصاغَانيُّ كصَبُورٍ: المَهْلَكَةُ يُقَال: وَقَعُوا فِي تَبُّوبٍ مُنْكَرَة أَيْ مَهْلَكَةٍ. والتَّبُّوبُ كَتَنُّورٍ: ما انْطَوَتْ علَيْهِ الأَضْلَاعُ كالصَّدْرِ والقَلْبِ، نَقَلَه الصاغانيّ.
  قلت: والصَّحِيحُ في المَعْنَى الأَخِيرِ أَنَّهُ البَتُّوت: بالتَّاءَيْنِ آخِرَه، وقد تَصَحَّفَ عَلَيْه. وقَلَّدَهُ المُصَنِّف.
  واسْتَتَبَّ الأَمْرُ: تَهَيَّأَ واسْتَوَى، واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلَانٍ، إِذَا اطَّرَدَ واسْتَقَامَ وتَبَيَّنَ، وأَصْلُ هذَا منَ الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ، وهو الَّذِي خَدَّ فيه السَّيَّارَةُ أُخْدُوداً(٩) فَوَضَحَ واسْتَبَانَ لمَن يَسْلُكُهُ، كأَنَّهُ تُبِّبَ بكَثْرَةِ(١٠) الوَطْءِ وقُشِرَ وَجْهُهُ فَصَار مَلْحوباً(١١) بَيِّنَاً مِنْ جَمَاعَةِ ما حَوَالَيْهِ منَ الأَرْضِ، فشُبِّه الأَمْرُ
أورده الصاغاني في مادة فرغ بهذا الضبط وقال في شرحه: الفراغ: القوس الواسعة جرح النصل. نحت: تحرفت أي رمته عن قوس، وله: لامرئ القيس، وأرز: قوة وزيادة. وقيل الفراغ: النصال العريضة، وقبل الفراغ القوس البعيدة السهم، ويروى فراغ بالنصب أي تحت الفراغ، والمعنى كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه».
(١) عن اللسان، وبالأصل: تحدقت.
(٢) اللسان: بعينها.
(٣) كذا، وبهامش المطبوعة الكويتية: كذا والصاغاني متأخر ولعلها: وتبعه الصاغاني.
(٤) سورة هود الآية ١٠١.
(٥) سورة غافر الآية ٣٧.
(٦) عن اللسان، وبالأصل «وتبّ».
(٧) سورة المسد الآية ١.
(٨) الأساس: وأشابّة أنت أم تابّة.
(٩) اللسان: خدوداً.
(١٠) اللسان: من كثرة.
(١١) عن اللسان، وبالأصل «ملحوناً» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله ملحوناً كذا بخطه وبالنسخ أيضاً ولعل الصواب ملحوباً. قال الجوهري اللحب الطريق الواضح واللاحب مثله وهو فاعل بمعنى -