تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صهب]:

صفحة 157 - الجزء 2

  العَيْنَ في الجَمْع كما أَعَلَّهَا في الوَاحِد كَصَائِم وصِيزام، وقَائِم وقِيَام. هَذَا إِذَا كَانَ صِيَابٌ من الوَاوِ ومن الصَّوَاب في الرَّمْي. وإِنْ كَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ يَصِيبُه فاليَاء فيه أَصْل، وأَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِيّ:

  فكَيْفَ تُرَجِّى العَاذِلَاتُ تَجَلُّدِي ... وصَبْرِي إِذَا ما النَّفْسُ صِيَب حَمِيمُهَا

  فإِنَّه كَقَوْلِكَ: قُصِدَ. قال: ويَكُونُ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: صَابَ السَّهْمُ. قَالَ: ولا أَدْرِي كَيْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَيْرُ مُتَعَدّ. قَالَ: وعِنْدِي أَنَّ صِيبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم: صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ: أَصَابتها تَصُوبُ⁣(⁣١) فكَأَنَّ المَنيَّة صَابَت الحَمِيمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا⁣(⁣٢)، كَذَا في لِسَان العَرَبِ.

  وصَابُوا بِهِم: وقَعُوا بِهِم، وبِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِيّ:

  صَابُوا بِسِتَّةِ أَبْيَاتٍ وأَرْبَعَة ... حَتَّى كَأَنَّ عَلَيْهِم جَابِئاً لُبَداً

  الجَابئ: الجَرَادُ. واللُّبَدُ: الكَثِيرُ، وقد سَمَّوْا صَوَاباً كَسَحَابٍ.

  [صهب]: الصَّهَبُ محركة: لَوْنُ حُمْرَةٍ أَو شُقْرَةٍ في الشَّعَر أَي شَعَرِ الرَّأْسِ كالصُّهْبَة، بالضَّمِّ وهي الصُّهُوبَةُ أَيْضاً.

  والأَصْهَبُ: بَعِيرٌ لَيْسَ بِشَدِيدِ البَيَاضِ وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرَبُ تَقُولُ: قُرَيْشُ الإِبِلِ صُهْبُهَا وأُدْمُهَا، يَذْهَبُون في ذَلِك إِلَى تَشْرِيفها عَلَى سَائِرِ الإِبِل. وقد أَوْضَحُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمِ: خَيْرُ الإِبِل صُهْبُهَا وحُمْرُهَا فجعَلُوهَا خيْرَ الإِبِل، كَمَا أَنَّ قُرَيْشاً خَيْرُ النَّاسِ عِنْدَهُم. وقيل: الأَصْهَبُ من الإِبِل: الَّذِي يُخَالِطُ بياضَه حُمْرَةٌ وَهُوَ أَنْ يَحْمَرَّ أَعْلَى الوَبَرِ وتَبْيَضَّ⁣(⁣٣) أَجْوَافُه.

  وفي التَّهْذِيبِ: ولَيْسَت أَجْوَافُه بالشَّدِيدَةِ البَيَاضِ، وأَقْرَابُه⁣(⁣٤) ودُفُوفُه فِيهَا تَوْضِيحٌ، أَي بَيَاضٌ. قال: والأَصْهَبُ: أَقَلُّ بَيَاضاً من الآدَمِ، في أَعَاليه كُدْرَةٌ، وفي أَسَافِلِه بَيَاضٌ. وعن ابن الأعْرَابِيِّ: الأَصْهَبُ من الإِبِلِ: الأَبْيَضُ.

  وعن الأَصْمعيّ: الآدمُ مِن الإِبِل: الأَبْيَضُ، فإِن خَالَطَتْه حُمْرَةٌ فَهُوَ الأَصْهَبُ.

  قال ابن الأَعْرَابيّ: قال حُنَيْفُ الحَنَاتِمِ وكَانَ آبَلَ النَّاسِ: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والحَمْرَآءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والَّصْهَباءُ سُرْعَى. قَالَ: والصُّهْبَةُ: أَشْهَرُ الأَلْوَانِ وأَحْسَنُهَا حِينَ تَنْظُر إِلَيْهَا. ورأَيْتُ في حَاشِية: البُهَا تَأْنِيثُ البَهِيَّة، وهي الرائعة⁣(⁣٥)، كذا في لسان العرب والمحكم والتَّهْذِيبِ والأَسَاسِ والمِصْبَاحِ.

  كالصُّهَابِيّ بالضَّمِّ. يقال: جَمَلٌ صُهَابِيٌّ أَي أَصْهَبُ اللَّوْنِ، وسَيَأتِي الاخْتِلَافُ فِيه.

  والأَصْهَبُ: الأَسَدُ لِصُهْبَةِ لَوْنِه.

  والأَصْهَبُ: عَيْنٌ بالبَحْرَيْن هو عَيْنُ الأَصْهَب الَّذِي بَيْنَ البَصْرَة والبَحْرَيْنِ على الصَّواب على مَا فِي لِسَانِ الْعَرَب، وقد جَعَلَه المُصَنِّفُ مَوْضِعَيْن. وهُوَ الَّذِي جَمَعَه ذو الرُّمَّةِ في شِعْرِه على الأَصْهَبِيَّات، وَهُوَ قَوْلُه:

  دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْج فأَزْمَعْنَ وِرْدَه ... أَو الأَصْهَبِيَّاتِ العُيُونُ السَّوَائِحُ

  وفي المُعْجَم: فأَزْمَعَ وِرْدَهُ⁣(⁣٦).

  والأُصَيْهِبُ بِلَفْظِ تَصْغِيرِ الأَصْهَبِ وهو الأَشْقَرُ: مَاءٌ قُرْبَ المَرُّوتِ⁣(⁣٧) في دِيَارِ بَنِي تَمِيم، ثم لِبَنِي حِمَّان، أَقْطَعَه النَّبِيُّ حُصَيْنَ بْنَ مُشَمِّت لَمَّا وفد عَلَيْه مُسَلِّماً، مع مِيَاهٍ أُخَر⁣(⁣٨).

  ومن المجاز: الأَصْهَبُ: اليَوْمُ البَارِدُ. يُقَالٌ: يومٌ أَصْهَبُ: شَدِيدُ البَرْدِ: كَذَا في الأَسَاس.

  وقيل الأَصْهَبُ: شَعَرٌ يُخَالِطُ بَيَاضَه حُمْرَةٌ. وفي حَدِيثِ اللِّعَان: «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهَبَ⁣(⁣٩) فهو لِفُلَانٍ». هو الذي يَعْلُو


(١) في اللسان: بصوْبٍ.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «تصوبها» وأشار إليه بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) عن الصحاح، وبالأصل «ويبيض».

(٤) عن اللسان، وبالأصل «وأقرانه».

(٥) عن اللسان، وبالأصل «الرائقة».

(٦) كذا بالأصل، وفي معجم البلدان «فأزمعن ورده».

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المروّت قال المجد: والمرّوت كسفود وادٍ لبني حمان بن عبد العزى له يوم، وبلد لباهلة أو لكليب اه والمراد هنا الأول».

(٨) منها الماعزة والهوي والثِّماد والسُّديرة. عن معجم البكري.

(٩) في النهاية: «أصهب - وفي رواية أُصيهب -».