تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ردف]:

صفحة 223 - الجزء 12

  ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، أي: اسْتَرْخَى، والاسْمُ: الرَّخْفَةُ، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ⁣(⁣١)، والرَّخَفُ مُحَرَّكَةً، الأَخِيرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ والرَّخَفَةُ، مُحَرَّكَةً، وهو غَلَطٌ، لأَنَّهُ لو كان كذلك لَقالَ: ويُحَرَّكُ.

  وأَرْخَفْتُهُ أَنا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال أَبو عُبَيْدٍ: أَرْخَفْتُ الْعَجِينَ: أي أَكْثَرْتُ مَاءَهُ حتى يَسْتَرْخِيَ.

  وقال الفَرَّاءُ: الرَّخِيفَةُ: الْعجِينُ الْمُسْتَرْخِي، كالوَرِيخَةِ، وَالمَرِيخَةِ والأَنْبَجات⁣(⁣٢).

  وَقال ابنُ دُرَيْدٍ: الرَّخْفَةُ بالفَتْحِ، والْجَمْعُ رِخَافٌ: حِجَارَةٌ خِفَافٌ رِخْوَةٌ، كأَنَّهَا جُوفٌ، هكذا وُجِدَ في نُسَخِ الجَمْهَرِةِ بِخَطِّ الْمُتْقِنِينَ الأَثْبَاتِ كالأَرْزَنِيِّ، وأَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيِّ، وعِنْدَ بَعضِهِم كأَنَّهَا خَزَفٌ، وَهو تَصْحِيفٌ، وقال الأَصْمَعِيُّ: هي اللِّخَافُ.

  ويُقَال: صَارَ الْمَاءُ رَخْفَةً: أي: طِينًا رَقِيقًا، وَقد يُحَرَّكُ لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ، كذا في الصِّحاحِ، وقد أَغْفَلَ المُصَنِّفُ ذلك.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  ثَرِيدَةٌ رَخْفَةٌ: أي مُسْتَرْخِيَةٌ، وقيل: خَاثِرَةٌ، وكذلك: ثَرِيدٌ رَخْفٌ.

  وَصَارَ الماءُ رَخِيفَةً: أي طِينًا رَقِيقًا، عن اللِّحْيَانِيِّ، وَرَخَفَةً، مُحَرَّكَةً، كذلك، لأَجَلِ حَرْفِ الحَلْقِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو حَاتمٍ: الرَّخْفُ: كأَنَّه سَلْحُ طائرٍ.

  وَثَوْبٌ رَخْفٌ: رَقِيقٌ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنشَدَ لأَبِي العَطَاءِ:

  قَمِيصٌ مِنَ الْقُوهِيِّ رَخْفٌ بَنَائِقُهْ

  وَيُرْوَى: «رَهْوٌ» و «مَهْوٌ» كُلُّ ذلك سَواءٌ، ورَوَاه سِيبَوَيْهِ: «بِيضٌ بَنَائِقُه»، وعَزَاه إلى نُصَيْبٍ، وأَوَّلُ البيتِ عندَ سِيبَوَيهْ:

  سَوِدْتُ فَلمْ أَمْلِكْ سَوَادِي وتَحْتَهُ

  قال: وبعضُهم يقول: «سُدْتُ».

  [ردف]: الرَّدْفُ بالْكَسْرِ: الرَّاكِبُ، خلْفَ الرَّاكِبِ، كَالْمُرْتَدِفِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والرَّدِيفِ، وَجَمْعُه: رِدَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، والرُّدَافَى، كَحُبَارَى، وَمنه قَوْلُ الرَّاعِي:

  وَخُودٌ مِنَ الَّلائِي يُسَمَّعْنَ في الضُّحَى ... قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ⁣(⁣٣)

  وَيُقال: الرُّدَافَى هنا: جَمْعُ رَدِيفٍ، وبِهِمَا فُسِّرَ.

  وكُلُّ مَا تَبِعَ شَيْئاً فهو رِدْفُهُ.

  وقال اللَّيْثُ: الرِّدْفُ: كَوْكَبٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ.

  والرِّدْفُ أَيضاً: تَبِعَةُ الْأَمْرِ، يُقال: هذا أَمْرٌ ليس له رِدْفٌ، أي: ليس لَهُ تَبِعَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجَازٌ، ويُحَرِّكُ أَيضاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  والرِّدْفُ: جَبَلٌ، نقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  واللَّيْلُ والنَّهارُ، وهُمَا رِدْفَانِ، لأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما رِدْفُ الْآخَرِ، ويُقَالُ: لا أَفْعَلُهُ ما تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ، وهو مَجَازٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ.

  والرِّدْفُ: جَلِيسُ المَلِكِ عَن يَمِينِهِ إِذا شَرِبَ، يَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، ويَخْلُفُهُ علَى الناسِ إِذا غَزَا، وَيقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِكِ حتى يَنْصَرِفَ⁣(⁣٤)، وإذا عادَتْ كَتِيبَةُ المَلِكِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ومِن المَجَازِ: الرِّدْفُ في الشِّعْرِ: حَرْفٌ سَاكِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ واللِّينِ، يَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ، ليس بَيْنَهما شَيْءٌ، فإِن كان أَلِفاً لم يَجُزْ مَعَها غَيْرُهَا، وإِن كان وَاواً جازَ مَعَهَا الياءُ، كذا في الصِّحاحِ.

  قلت: وشاهدُ الأَوّل قولُ جَرِير:

  أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والْعِتَابَا ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا


(١) اقتصر اللسان على الضم.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والانبجات، زاده على اللسان، وَلم توجد بالمواد التي بأيدينا» وصححها محقق المطبوعة الكويتية: «الأنبخاني».

(٣) ديوانه ص ٨٥ والضبط عنه، وفيه «بالضحى» بدل «في الضحى» وانظر تخريجه فيه.

(٤) العبارة في الصحاح: وإذا غزا الملك قعد الردف في موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف.