تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هوع]:

صفحة 550 - الجزء 11

  بَيْنَ الجَوْزَاءِ والذِّرَاعِ المَقْبُوضَةِ، وإِنّمَا سُمِّيَتْ هَنْعَةً مِنْ هَنَعْتُ الشَّيْءَ: إِذا عَطَفْتَه، وثَنَيْتَ بَعْضَه عَلَى بَعْضٍ، وكَأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُنْعَطِفٍ عَلَى صاحِبِه؛ أَو ثَمَانِيَةُ أَنْجُمٍ في صُورَةِ قَوْسٍ، وتُسَمَّى ذِرَاعَ الأَسَدِ، وفي العُبَابِ: الَّتِي يَرْمِي بِهَا ذِراعَ الأَسَدِ، فِي مَقْبِضِ القَوْسِ نَجْمَانِ يُقَالُ لَهُمَا: الهَنْعَةُ هذَا قَوْلُ أَدْهَمَ بنِ عِمْرَانَ العَبْدِيِّ، وهي مِنْ أَنْوَاءِ الجَوْزَاءِ، أَو هِيَ كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَهُمَا قِيدُ سَوْطٍ بأَثَرِ⁣(⁣١) الهَقْعَةِ فِي المَجَرَّةِ، وهذا قَوْلُ ابنِ كُنَاسَةَ، قالَ: إِنَّما يَنْزِلُ القَمَرُ بالتَّحايِي، وهِيَ ثَلاثُ كَوَاكِبَ بحِذاءِ الهَنْعَةِ، واحِدُهَا كذا فِي النُّسَخِ، والأُولَى «واحِدَتُهَا» تِحْيَاةٌ بالكَسْرِ.

  وِهَنَعهُ، كَمَنَعَهُ، هنْعاً: عَطَفَهُ وثَنَى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وبه سُمِّيَتْ الهَنْعَةُ، كَمَا قالَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ، وسَبَقَ قَرِيباً.

  وِيُقَالُ: هَنَعَ لَهُ هَنْعاً: خَضَعَ، وقَوْمٌ هُنَّعُ، كرُكَّعٍ:

  خُضَّعٌ قالَ رُؤْبَةُ:

  وِالجِنُّ والإِنْسُ إِلَيْنَا هُنَّعُ ... فامْدَحْ ذَوِي خِنْدِفَ مَدْحاً يَرْفَعُ

  وِالهَنَعُ، مُحَرَّكَةً: انْحِنَاءٌ فِي القامَةِ، وهُوَ أَهْنَعُ، أَي: مُنْحَنِي الظَّهْرِ، ومنه الحَدِيثُ، قال: «نَعَمْ، رَجُلٌ طَوِيلٌ فيهِ هَنَعٌ، خَفِيفُ العارِضَيْنِ»⁣(⁣٢).

  وِفي الصِّحاحِ: الهَنَعُ: تَطَامُنٌ في عُنُقِ البَعِيرِ وهُوَ أَنْ تَنْحَدِرَ قَصَرَتُه، ويَرْتَفِعَ رَأْسَه، ويُشْرِفَ حارِكُه، وقَدْ هَنِعَ، كفَرِحَ هَنَعاً.

  قال: وظَلِيمٌ أَهْنَعُ، ونَعامَةٌ هَنْعَاءُ، يَكُون فِي عُنُقِها الْتِواءٌ حَتّى يَقْصُرَ لِذلِكَ، كما يَفْعَلُه الطائِرُ الطَّوِيلُ العُنُقِ.

  قالَ: وأَكَمَةٌ هَنْعَاءُ أَي: قَصِيرَةٌ وهي ضِدُّ سَطْعَاءَ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَهْنَعُ: المائِلُ فِي سَرْجِه يَمِيناً وشِمَالاً.

  قالَ: والأَهْنَعُ أَيْضاً: ابْنُ العَرَبِيَّةِ للمَوالِي.

  وِقالَ الجَوْهَرِيُّ: الهَنَعُ، مُحَرَّكَةً، في العُفْرِ مِنَ الظِّبَاءِ خاصَّةً، لا الأُدمِ مِنْهَا لأَنَّ فِي أَعْنَاقِ العُفْرِ قِصَرًا. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَهْنَعَ الرَّجُلُ: إِذا انْكَسَرَ مِنْ جَوابٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الهَنَعَةُ مُحَرَّكَةً: لُغَةٌ فِي الهَنْعَةِ بالفَتْحِ، بمَعْنَى السِّمَةِ، هكذا وُجِد مَضْبُوطاً فِي نُسَخِ المُصَنِّفِ⁣(⁣٣)، وأَنْكَرَه أَبُو عُمَرَ المَطَرِّزي.

  وِالهُنَاعُ، كغُرَابٍ: داءٌ يُصِيبُ الإِنْسَانَ فِي عُنُقِه.

  وِالأَهْنَعُ: البَعِيرُ القائِلُ⁣(⁣٤) بعُنُقِه إِلَى الأَرْضِ، وهُوَ عَيْبٌ.

  [هوع]: الهَوْعُ: سُوءُ الحِرْصِ وشِدَّتُه.

  وِالهَوْعُ أَيضاً: العَداوَةُ، ويُضَمُّ وبِهِمَا، رُوِيَ قَوْلُ أَبِي العِيَالِ الهُذَلِيِّ:

  ارْجِعْ مَنِيحَتَكَ الَّتِي أَتْبَعْتَهَا ... هُوْعاً وحَدَّ مُذَلَّقٍ مَسْنُونِ⁣(⁣٥)

  أَي: رُدَّهَا فقَدْ جَزِعَتْ نَفْسُكَ فِي أَثَرِها، وأَتْبَعْتَها عَداوةً وسِناناً.

  وِرَجُلٌ هاعٌ: حَرِيصٌ، وقد هاعَتْ نَفْسُه هَوْعاً: ازْدَادَتْ حِرْصاً.

  وِهاعَ يَهَاعُ: خَفَّ وحَزِنَ، هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، والصَّوَابُ: خَفَّ وَجَزِعَ، وهكَذا هُوَ نَصُّ أَبِي سَعِيدِ السُّكَّرِيِّ في شَرْحِ الدِّيوانِ.

  وِهاعَ القَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، أَي: هَمُّوا بالوُثُوبِ، كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: وهاعَ: إِذَا قَاءَ، وقِيلَ: قاءَ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وإِذَا تَكَلَّفَ ذلِكَ قِيلَ: تَهَوَّعَ، كما سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَرِيباً.

  وِالاسْمُ: الهَوْعُ*، بالفَتْحِ، والهُوَاعُ، بالضَّمِّ، والهَيْعُوَعَةُ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيِّ، والأَوَّلُ والثّاني عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  ما هاعَ عَمْرٌو حِينَ أَدْخَلَ حَلْقَهُ ... - يا صاحِ - رِيشَ حَمَامَةٍ بَلْ قاءَ


(١) في التهذيب واللسان والتكملة: «على أثر» وفي التهذيب: «إثر».

(٢) أنظر نصه في الفائق ٢/ ٢١٧ والتكملة.

(٣) ومثلها في اللسان، ضبطت اللفظتان ضبط حركات.

(٤) عن التهذيب وبالأصل «القابل» والقائل: المائل.

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ٢٦٤ برواية: «وارجع» وضبطت «هوعاً» فيه بضم الهاء، وبفتحها في اللسان.

(*) في القاموس: «يهاع ويهوع» تقديم على «والاسم: الهَوْع ...