تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سكندر]

صفحة 538 - الجزء 6

  ويقال سَكَرَ البَابَ وسَكَّرَهُ، إِذا سَدَّه، تَشْبيهاً بسَدِّ النَّهْرِ، وهي لغة مَشْهُورَةٌ، جاءَ ذِكرُها في بعضِ كُتُب الأَفعالِ، قال شيخنا: وهي فاشِيَةٌ في بَوَادِي إِفْرِيقِيَّةَ، ولعَلَّهُمْ أَخذوها من تَسْكِيرِ الأَنْهَارِ.

  وزاد هنا صاحِبُ اللِّسَانِ، وغيره: السُّكُرْكَةُ، وهي؛ خَمْرُ الحَبَشَةِ، قال أَبو عُبَيْدٍ: هي من الذُّرَةِ.

  وقال الأَزهريّ: ليست بعربيّة، وقيَّدَه شَمِرٌ بضَمّ فسُكونٍ، والراءُ مضمومَةٌ، وغيره بضم السين والكافِ وسكونِ الرّاءِ⁣(⁣١)، ويُعَرّب السُّقُرْقَع، وسيأْتي للمصنّف في الكاف، وتُذكر هناك، إِن شاءَ الله تعالى.

  وأَسْكُوران: من قُرَى أَصْفَهَان، منها مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمّدِ بنِ إِبراهِيمَ الأَسْكُورانِيّ، توفِّي سنة ٤٩٣.

  وأَسْكَرُ العَدَوِيّة: قَرْيَةٌ من الصَّعِيدِ، وبها وُلِد سيدُنا مُوسَى #، كما في الرَّوْضِ، وقد تقدّمت الإِشارة إِليه.

  والسُّكَّرِيّة: قريةٌ من أَعمالِ المُنُوفِيّة.

  وبنو سُكَيْكِر: قَومٌ.

  والسَّكْرَانُ: لقبُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ للهِ بنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ الأَفْطَس الحَسَنِيّ؛ لكثرة صَلاتِه باللّيل. وعَقِبُه بمِصْرَ وحَلَبَ.

  وهو أَيضاً: لقبُ الشَّرِيفِ أَبي بَكْرِ بنِ عبد الرّحْمنِ بنِ محمَّدِ بنِ عليّ الحُسَيْنِيّ، باعلوى، أَخِي عُمَرَ المِحْضَار، ووالدِ الشَّرِيفِ عبدِ اللهِ العَيْدَرُوس تُوفِّي سنة ٨٣١.

  وبنو سَكْرَةَ، بفتح فسكون: قومٌ من الهاشِمِيِّين، قاله الاميرُ.

  والسَّكرانُ بنُ عَمْرِو بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عَبْدُودٍّ، أَخُو سَهْلِ بن عَمْرٍو العامِرِيّ، من مُهاجِرَةِ الحَبَشةِ.

  وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ عبد العَزِيزِ الخَطِيب، عِمَاد الدِّين السُّكَّرِيّ، حدَّثَ، وتوفِّيَ بمصر سنة ٧١٣.

  [سكندر] الإِسْكَنْدَرُ بنُ الفَيْلَسُوفِ الرُّومِيّ ويقال ابن فِيلبس⁣(⁣٢) اليُونانِيّ، وهو أَخو الفَرَمَا⁣(⁣٣) وفي كُتُبِ الأَنساب أَنّ الفَيْلَسُوف هو ابن صريم بن هرمس بن منطروس ابن رُومي بن ليطى بن ثابت بن سرحون بن رومة بن قرمط بن نَوْفَلِ ابنِ عِيص بنِ إِسْحَاقَ النّبِيّ #، وتفتح الهمزة، ذكر الوجهين أَبو العَلَاءِ المَعَرِّي وقال: ليس له مِثَال في كلامِ العَرَبِ، كذا في شِفاءِ الغَلِيل للخَفَاجِيّ.

  وفي العناية له، في أَثناءِ سورة آل عمران أَلْزَمُوا بعضَ الأَعْلامِ العَجَمِيَّة «ال» علامةً للتَّعْرِيبِ، كالإِسْكَنْدَرِيّة، فإِنّ أَبا زَكَرِيّا التِّبْرِيزِيّ قال: لا تُسْتَعْمَلُ بدُونِها، ولَحَن من استعمَلَه بدونِها، ولا خلاف في أَعْجَمِيَّتِه.

  ونقل شيخُنا عن التِّبْرِيزِيّ في شرح قولِ أَبي تَمّام:

  مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَو⁣(⁣٤) قَبْلَ ذلك قَدْ ... شابَتْ نَوَاصِي اللَّيَالِي وهي لَمْ تَشِبِ

  المتعارِف بينَ النّاسِ «الإِسْكَنْدَرُ» بالأَلفِ واللّام، فحَذَفَها منه، وبعض الناس يُنْشِدُه «من عَهْدِ إِسْكَنْدَرَا» فيُثْبِتُ في آخره أَلفاً، وذلك من كلام النَّبَط؛ لأَنهم يَزِيدُون الأَلفَ إِذا نقلوا الاسم من كلامِ غيرِهم، فيقولون: خَمْرَا، ويريدون الخَمْر: مَلِكٌ مشهور قَتَلَ دَارَا بنَ دَاراب، آخِرَ مُلُوكِ الفُرْسِ، ومَلَكَ البِلَادَ كلَّهَا، وقصّته في التّوارِيخ مَشْهُورَة.

  والإِسْكَنْدَرِيّةُ، بكسر الهمزة وفتحها سِتَّةَ عَشَرَ موضِعاً مَنْسُوبَةٌ إِليه، منها: د كبير بِبِلادِ الهِنْدِ ويعرف بالإِسْكَنْدَرَة و: د، بأَرْضِ بابِلَ، و: د، بِشَاطِئِ النَّهْرِ الأَعْظَمِ أَعني جَيْحُون و: د، بصُغْدِ سَمَرْقَنْد، و: د بِمَرْو، واسْمُ مَدِينَةِ بَلْخَ؛ لأَنّه بناها⁣(⁣٥).


(١) ومثلها، نصاً، في اللسان هنا وفي مادة سكرك.

(٢) معجم البلدان: فيلفوس.

(٣) عن معجم البلدان واللسان ومنه ضبطت، وفي الأصل «فرما».

(٤) عن الديوان، وبالأصل: وقبل.

(٥) قال ياقوت في معجمه: «قال أهل السير: بنى الاسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعد، وصار لكل واحدة منها اسم جديد، فمنها الاسكندرية التي بناها في باور نقوس ومنها الاسكندرية التي بناها تدعى المحصنة ومنها الاسكندرية التي بناها ببلاد الهند ومنها الاسكندرية التي في جاليقوس ومنها الاسكندرية التي -