تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رتق]:

صفحة 160 - الجزء 13

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَرَبَّقْتُه من عُنُقِي أَي: تَعَلَّقْتُه وفي الأَساسِ: تَقَلَّدْتُه، وهو مَجازٌ⁣(⁣١).

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  شاةٌ رَبِيقٌ، ومُرَبَّقَةٌ، أَي: مَرْبُوقَةٌ.

  ورَبَّقَهُ تَرْبِيقاً: شَدَّه في الرِّباقِ.

  وارْتَبَقْتُه لنَفْسِي: ارْتَبَطْتُه.

  وفي التَّهْذِيب: الرِّبْقَةُ: نَسْجٌ من الصُّوفِ الأَسْوَدِ، عَرْضُه مثلُ عَرْضِ التِّكَّةِ، وفيه طَرِيقَةٌ حَمْراءُ من عِهْنٍ، تُعْقَدُ أَطْرافُها، ثُمَّ تُعَلَّقُ في عُنُقِ الصَّبِيِّ، وتُخْرَجُ إِحْدَى يَدَيْهِ منها، كما يُخْرِجُ الرَّجُلُ إِحْدَى يَدَيْهِ من حَمائِلِ السَّيْفِ، وإِنّما تُعَلِّقُ الأَعْرابُ الرِّبَقَ في أَعْناقِ صِبْيانِهم منَ العَيْنِ.

  والمُرْبِقُ كالمُطْرِق⁣(⁣٢).

  وارْتَبَقْتُ في حِبالَتِه: نَشِبْتُ في خَدِيعَتِه، وهو مَجازٌ.

  ورَجُلٌ رِبِقّانٌ، ورِبِقّانَةٌ: سَيِّئُ الخُلُقِ، وكذلك المَرْأَةُ، نَقَلهُ الأَصْمَعِيُّ، ونَقَله المُصَنِّفُ في «ع ب ق» اسْتِطْراداً.

  والرُّبيقِيّ: قَرْيةٌ من أَعْمالِ المَنْصُورة.

  [رتق]: الرَّتْقُ: ضِدُّ* الفَتْقِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: الرَّتْقُ: إِلحامُ الفَتْقِ وإِصْلاحُه، قالَ اللهُ تَعالى: {كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}⁣(⁣٣) قالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي: كانَتَا مُصْمَتَتَيْنِ مُنْضَمَّتَيْنِ لا فُرْجَةَ بينَهُما، ففَتَقْناهُما بالمَطَرِ والنَّباتِ، وقال الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ كانَتْ سماءً مُرْتَتَقَةً، وأَرْضاً مُرْتَتَقَةً، ففَتَقَ اللهُ السماءَ فجَعَلها سَبْعاً، ومن الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ، وقالَ اللّيْثُ: كانت السَّمواتُ رَتْقاً: لا يَنْزِلُ منها رَجْعٌ، وكانت الأَرْضُ رَتْقاً: لا يَكُونُ فيها صَدْعٌ، حَتّى فَتَقَها اللهُ بالماءِ والنِّباتِ رِزْقاً للعِبادِ، وقال الفَرّاءُ: وإِنّما لم يَقُل: رَتْقَيْنِ؛ لأَنَّه أُخِذَ من الفِعْلِ⁣(⁣٤)، وقال الزَّجّاجُ: قِيلَ: رَتْقاً؛ لأَنَّ الرَّتْقَ مَصْدَرٌ، المَعْنَى كانَتا⁣(⁣٥) ذَوَيْ رَتْقٍ، فجُعِلَتا ذَواتَيْ فَتْقٍ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الرَّتَقُ مُحَرَّكَةً⁣(⁣٦): جمعُ رَتَقَةٍ مُحَرَّكَةً أَيضاً وهي الرُّتْبَةُ هكذا هو بضَمِّ الرّاءِ، في سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ الرَّتَبَة، محَرَّكَةً، وهو خَلَلُ ما بينَ الأَصابعِ.

  والرَّتَقَةُ أَيضاً هكذا في النُّسَخِ، والصوابُ: والرَّتَقُ أَيْضاً: مَصْدَر قولِكَ: رَتِقَت المَرْأَةُ رَتَقاً، فهي امْرَأَةٌ رَتْقاءُ بَيِّنَةُ الرَّتَقِ، الْتَصَقَ خِتانُها فلم تُنَلْ، لارْتِتاقِ ذلك المَوْضِع مِنْها، فَهي لا يُسْتَطاعُ جماعُها، أَو هي الَّتِي لا خَرْقَ لَها إِلّا المَبالُ خاصَّةً قالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ أَبو الهَيْثَم: الرَّتْقاءُ: المَرأةُ المُنْضَمَّةُ الفَرْجِ الَّتِي لا يَكادُ الذَّكَرُ يَجوزُ فَرْجَها لشِدَّةِ انْضِمامه.

  والرِّتاقُ ككِتابٍ: ثَوْبانِ يُرْتَقانِ بحَواشِيهِما قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ:

  جارِيَةٌ بَيْضاءُ في رِتاقِ ... تُدِيرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِي

  ورُتْقَةُ السِّرَّيْنِ، بالضَّمِّ: مَرْسَى ببَحْرِ اليَمَنِ دُونَ الشُّقّانِ والسِّرَّيْن، بكسرِ السينِ وفتح الرّاءِ المُشَدَّدَةِ، وقد سبقَ للمُصَنِّفِ في «س ر ر» أَنَّها: قَرْيَةٌ على السّاحِل بينَ حَلْيٍ وجُدَّةَ.

  والرُّتُوقُ، بالضَّمِّ: الخَنَعَةُ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وقد مَرَّ له في «خ ن ع» أَنَّه الفَجْرَةُ والرِّيَبةُ، ونَصُّ المُحِيطِ: المَنَعَةُ، وهو الصّوابُ والعِزُّ والشَّرَفُ⁣(⁣٧).

  وارْتَتَقَ الشَّيْءُ: الْتَأَمَ وقد رَتَقَه رَتْقاً، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:

  فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُمْرِعَةً ... من بينِ مُرْتَتقٍ منها ومُنْصاحِ⁣(⁣٨)

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:


(١) قوله: وفي الأساس: تقلدته، وهو مجاز، وردت العبارة في الأصل بعد قوله: «وكذا ترميقه، عن ابن عباد» ولا معنى لها هناك، وأخرناها إلى هنا فقد ورد بالأساس: وتربقت هذا الأمر: تقلدته.

(٢) ومثله في التكملة، والضبط عنها.

(*) وردت بالكويتية: شَدٌّ وهو تصحيف.

(٣) سورة الأنبياء الآية ٣٠.

(٤) يعني «المصدر» وهو مفرد لا يثنى ولا يجمع.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كانتا ذوي رتق، كذا في اللسان» وفي التهذيب: كانتا ذواتَيْ رتق.

(٦) في اللسان: الرُّتْقُ، والرَّتَقُ.

(٧) في التكملة: الرَّتْق: المنعة والعز والشرف، بدون عزوٍ.

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٧ وعجزه برواية:

من بين مرتفقٍ منها ومنطاح

فلا شاهد فيها. وانظر تخريجه فيه.