تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حظي]:

صفحة 329 - الجزء 19

  لُقْمانُ بنُ عادٍ، وحُظَيَّاتُه سِهامُه ومَرامِيَه؛ يُضْرَبُ لمَنْ عُرِفَ⁣(⁣١) بالشَّرارَةِ ثم جاءَتْ منه هَنَةٌ صالِحَةٌ، أَي أنَّها من فَعَلاتِهِ، وأَصْلُ الحُظَيَّاتِ المَرامِي، واحِدَتُها حُظَيَّة تَصْغيرُ حَظْوَة، وهي التي لا نَصْل لها مِن المَرامِي.

  وحَظا يَحْظُو حَظْواً: مَشَى الحُظَيَّا، مُصَغَّرَةً، وهو مَشْيٌ رُوَيْدٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ حَظِيٌّ، كغَنِيِّ: إذا كانَ ذا حظْوَةٍ ومَنْزِلَةٍ.

  وقد حَظِيَ عنْدَ الأمير، كرَضِيَ واحْتَظَى به بمعْنيً؛ نَقَلَه الجَوهريُّ.

  وجَمْعُ الحَظِيَّةِ من النِّساءِ حَظايا؛ تقولُ: هي إحْدَى حَظايَاي.

  وهو أَحْظَى منه: أَي أَقْرَب إليه وأَسْعَد.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: أَحْظَيْتُ فلاناً على فلانٍ، من الحُظْوةِ والتَّفْضِيل، أَي فضَّلْته عليه؛ نَقَلَه الجَوهريُّ.

  وقولُ العَوام للحَظِيَّةِ مَحْظيَّة خَطَأٌ، وكذا جَمْعها مَحاظِي.

  وفي حديثِ موسَى بنِ طَلْحة: «دَخَلَ عليَّ طَلْحة وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النَّعْلَ فَحَظَانِي بها حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ»، أَي ضَرَبَني؛ هكذا رُوِي بالظاءِ.

  وقالَ شِمرٌ: إنَّما أَعْرِفُه بالطاءِ، فأَمَّا الظاء فلا وَجْه له.

  وقالَ غيرُهُ: إن كانتِ اللَّفْظَةُ مَحْفوظةٌ فيكونُ قد اسْتَعارَ القَضِيبَ أو السَّهْم للنَّعْل.

  يقالُ: حَظاهُ بالحَظْوةِ إذا ضَرَبَه بها، كما يقالُ: عصَاهُ بالعَصاة.

  [حظي]: ي حُظَيٌّ، كسُمَيِّ: أَهْمَلَهُ الجَوهريُّ.

  وهو اسمُ⁣(⁣٢) رجُلٍ إنْ كانَ مُرْتَجلاً غَيْر مُشْتق فحكْمُه الياءُ، وإن كانَ مِن الحُظُوةِ فحكْمُه الواوُ على أَنَّه تَرْخيمٌ مُحْظى⁣(⁣٣) أَي مُفَضَّل.

  والحَظَى، كعَلَى مَقْصوراً: القَمْلُ، الواحِدَةُ حَظاةٌ؛ هكذا ذَكَرَه ابنُ وَلَّادٍ في كتابِ المَقْصورِ والمَمْدُودِ.

  ورَدَّه عليه ابنُ برِّي وقالَ: الصَّوابُ فيه بالطاءِ المهْمَلةِ وقد تقدَّمَتِ الإِشارَةُ إليه.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: الحِظَى، كإلَى: الحَظُّ كالحَظْوِ بالكسْرِ؛ نَقَلَه الصَّاغانيُّ عن الفرَّاء.

  وقالَ ابنُ الأنْباري: الحِظَى الحُظْوَةُ، وج الحِظَى أَحْظٍ.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: أَحْظَى وجج جَمْعُ الجَمْع أَحاظٍ؛ ومنه قوْلُه:

  أحاظ قسمت وجدود

  [حفو]: والحَفَا، كقَفَا: رِقَّةُ القَدَمِ والخُفِّ والحافِرِ.

  حَفِيَ، كرَضِيَ، حَفاً فهو حَفٍ وحافٍ، والاسمُ الحُفْوَةُ، بالضمِّ والكسْرِ.

  ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عن الكِسائي: رجُلٌ حافٍ بَيِّنُ الحِفْيَةِ⁣(⁣٤) والحِفايَةِ، بكسْرهما والحِفاءِ، بالمدِّ.

  قالَ ابنُ برِّي: والصَّوابُ والحَفَاء، بفتْحِ الحاءِ، قالَ: كذلِكَ ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت وغيرُهُ، وهو الذي لا شيء في رِجْلِه من خُفِّ ولا نَعْلٍ، فأمَّا الذي رقَّتْ قَدَماهُ من كَثْرةِ المَشْي فإنَّه حافٍ بَيِّنُ الحَفَا؛ أَو هو⁣(⁣٥)، أَي الحَفَا، المَشْيُ بغيرِ خُفِّ ولا نَعْلٍ.

  قالَ الجوهرِيُّ: أَمَّا الذي حَفِيَ مِن كثْرَةِ المَشْي أَي


(١) في القاموس: يُعرَفُ.

(٢) في القاموس بالرفع منونة، وسقط التنوين بالإضافة.

(٣) في اللسان: محظٍ.

(٤) في القاموس: الحفيةُ والحفايةُ برفعهما، والكسر ظاهر بعد تصرف الشارح بالعبارة وموافقاً لعبارة الصحاح.

(٥) أي الحفا مقصوراً: المشي الخ. الذي قاله غيره: إن هذا معنى الحفاء، بالمد، يقال: حفى يحفى حفاء، من باب تعب: إذا مشى بلا خف ولا نعل، فهو حافٍ، والاسم: الحفاء، بالكسر، كما في المصباح والصحاح (هامش القاموس).