تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جغب]:

صفحة 370 - الجزء 1

  ابن منظور⁣(⁣١)، وهو تَصْحِيفُ الجَعْثَبَة، بالمُثَلَّثَة، وقد تقدَّم قريباً.

  وجُعْنُبٌ كقُنْفُذٍ: اسمٌ، كذا في لسان العرب، قلت: ولعلَّه مُصَحَّفٌ عن جُعْثُب، بالثاءِ المثلثة، وقد تقدَّم.

  [جغب]: جَغِبٌ كَكَتِفٍ أَهمله الجوهريّ، وقال ابنُ دريد: هو إِتْبَاعٌ لشَغِب، ولَا يُفْرَدُ يقال: رَجُلٌ شَغِبٌ جَغِبٌ، لا يُتَكَلَّمُ به مُفْرَداً، كذا في التهذيب⁣(⁣٢) والتكملة.

  [جلب]: جَلَبَهُ يَجْلِبُهُ، بالكسرِ، ويجْلُبُه بالضمِ، جَلْباً وجَلَباً محَركَةً واجْتَلَبَه: سَاقَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى آخَر وجَلَبْتُ الشَّيْءَ إِلى نَفْسِي واجْتَلَبْتُه بمَعْنىً، واجْتَلَبَ الشاعرُ، إِذا اسْتَوْقَ الشِّعْرَ من غَيْرِه واسْتَمَدَّه قال جرير:

  أَلَمْ تَعْلَمْ⁣(⁣٣) مُسَرَّحِيَ القَوَافِي ... فَلَا عِيًّا بِهِنَّ وَلَا اجْتِلَابَا

  أَي لا أَعْيَا بالقوافي ولا أَجتلبهُنَّ ممن سِوَايَ، بل لي غِنًى بما لديَّ منها فجَلَبَ هُوَ أَي الشيءُ وانْجَلَبَ واسْتَجْلَبَهُ أَي الشيءَ: طَلَبَ أَنْ يُجْلَب لَهُ أَو يَجْلِبَهُ إِلَيْه.

  والجَلَبُ، محَرَّكَةً قال شيخُنا: والمَوْجُودُ بِخَطِّ المصَنِّف في أَصْلِه الأَخِيرِ: الجَلَبَةُ، بهاءِ التأْنيثِ، وهو الصوابُ، وجَوَّزَ بعضُهم الوجهينِ، انتهى، زَادَ في لسان العرب: وكَذَا الأَجْلَابُ: هُمُ الذين يَجْلُبُونَ الإِبِلَ والغنمَ للبَيْعِ.

  والجَلَبُ أَيضاً: ما جُلِبَ مِنْ خَيلٍ و ( *) غَيْرِهَا كالإِبِلِ والغَنَمِ والمَتَاعِ والسَّبْيِ، ومثله قال الليث: الجَلَب: مَا جَلَبَهُ⁣(⁣٤) القَوْمُ مِنْ غَنَم أَوْ سَبْيٍ، والفِعْلُ يجْلِبُونَ، ويقالُ: جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً، والمَجْلُوبُ أَيضاً جَلَبٌ، وفي المَثَلِ: «النُّفَاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ» أَي أَنَّه إِذا نَفَضَ⁣(⁣٥) القَوْمُ أَي نَفِدَتْ أَزْوَادُهُمْ قَطَّرُوا إِبِلَهُمْ لِلْبَيْعِ، كالجَلِيبَةِ قال شيخُنا، قال ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شرح نهج البلاغة: الجَلِيبَةُ تُطْلَقُ على الخُلُقِ الذي يتَكَلفُه الشخْصُ ويسْتَجْلِبُه، ولم يَتَعرَّض له المؤلفُ، والجَلُوبَةِ وسيأْتي ما يتعلَّق بها ج أَجْلَابُ.

  والجَلَبُ: الأَصْوَاتُ، وقيلَ اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ كالجَلَبَةِ، مُحَرَّكَةً، وبه تَعْلَمُ أَنَّ تَصْوِيبَ المؤلّفِ في أَول المادةِ في الجَلَبَةِ وَهَمٌ وقد جَلَبُوا يَجْلِبُونَ بالكَسْرِ وَيجْلُبُونَ، بالضَّمِّ، وأَجْلَبُوا، مِنْ بَابِ الإِفْعَالِ، وجَلَّبُوا، بالتَّشْدِيدِ، وهما فِعْلَانِ من الجَلَبِ بمَعْنَى الصِّيَاحِ وجَمَاعَةِ النَّاسِ.

  وفي الحَدِيثِ المَشْهُورِ والمُخَرَّج في المُوَطَّإِ وغَيْرِه من كُتُبِ الصِّحَاحِ قولُه ÷: «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» مُحَرَّكَةً فيهِمَا، قال أَهْلُ الغَرِيبِ: [الجَلَبُ]⁣(⁣٦) أَنْ يَتَخَلَّفَ الفَرَسُ في السِّبَاقِ فيُحَرَّكَ ورَاءَهُ الشَّيْءُ يُسْتَحَثُّ به، فيَسْبِقَ، والجَنَبُ: أَنْ يُجْنَبَ مَعَ الفَرَسِ الذي يُسَابَقُ به فَرسٌ آخَرُ فيُرْسَلَ، حتَّى إِذا [دنا]⁣(⁣٧) تَحَوَّلَ راكبُه على الفرسِ المجْنُوبِ فأَخذَ السَّبْقَ، وقِيل: الجَلَبُ: هُو أَنْ يُرْسَلَ [في الحَلْبة]⁣(⁣٨) فتجْتمعَ⁣(⁣٩) له جَماعةٌ تصِيحُ به لِيُرَدّ، بالبِناءِ للمفعول، عنْ وجْهِهِ.

  والجَنَبُ: أَنْ يُجْنبَ فَرسٌ جامٌّ فيُرْسَلَ مِنْ دُونِ المِيطَانِ، وهو الموْضِعُ الذي تُرْسلُ فيه الخيْلُ.

  أَوْ هُو أَيِ الجَلَبُ: أَنْ لا تُجْلَبَ الصَّدَقةُ إِلَى المِيَاهِ ولَا إِلى الأَمْصَارِ، ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَرَاعِيهَا، وفي الصحاح: والجَلَبُ الذي وَرَدَ النَّهْيُ عنه هُوَ أَنْ لَا يَأْتِيَ المُصَدِّقُ القَوْمَ في مِيَاهِهِم لِأَخْذِ الصَّدَقَاتِ، ولَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَلْبِ نَعَمِهِمْ إِلَيْهِ، وهو المُرَادُ من قول المُؤلّفِ: أَوْ أَنْ يَنْزِلَ العَامِلُ موْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ منْ يجْلُبُ بالكَسْرِ والضَّمِّ إِلَيْهِ الأَمْوَالَ من أَماكِنِها لِيأْخَذَ صَدَقَتَهَا، وقيل الجَلَبُ: هُوَ إِذا رَكِب فَرساً وقَادَ خَلْفَه آخَرَ يَسْتَحِثُّه، وذلك في الرِّهَانِ، وقيل: هُوَ إِذا صَاح به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْقِ، أَو هُوَ: أَنْ يُرْكِب فَرسَهُ رجُلاً فإِذَا قَرُبَ من الغَايةِ يَتْبَع الرَّجُلُ فَرسَه فَيرْكُض خَلْفَهُ ويزْجُره ويُجلِّب علَيْهِ ويَصِيح به⁣(⁣١٠)، وهو ضَرْبٌ مِنَ الخَدِيعَةِ، فالمؤلّفُ ذَكَر في مَعْنَى الحديثِ ثَلَاثَةَ


(١) وبهامش اللسان: «قوله» الجعنبة الخ لم نظفر به في المحكم ولا التهذيب» وأشار إلى قول الشارح هنا أيضاً.

(٢) في التهذيب: رجل جغب شغب.

(٣) عن ديوانه وبالأصل «ألم يعلم».

(*) في القاموس (أو) بدل (و).

(٤) اللسان: جلب.

(٥) اللسان: أنفض.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أن يتخلف كذا بخطه ولعله سقط منه الجلب بدليل قوله بعد والجنب وقوله فأخذ السبق لعله أخذ بدون فاء» وما زدناه عن اللسان.

(٧) عن اللسان.

(٨) زيادة عن القاموس.

(٩) في القاموس: فيجتمع.

(١٠) في اللسان: تبع فرسه، فجلّب عليه وصاح به ليكون هو السابق.