تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قرصطل]:

صفحة 614 - الجزء 15

  وقيلَ: هو اللّطيفُ المُجْتَمعُ الخَلْقِ الشَّديدُ الأَسْر مِن الأَفْراسِ، قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ.

  وقُرْزُلٌ: اسمُ فَرَسٍ⁣(⁣١) سُمِّي باسمِ القَيْدِ كأَنَّه قَيْدٌ للوَحْش يَلْحقُها، أَو يُقَيِّد ما يُسابقه كما قالَ امرؤُ القَيْس:

  بمُنْجَردٍ قَيْد الأَوَابدِ هَيْكَلِ⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ الأعْرَابيِّ في نوادِرِه: إنّه لحُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِيّ.

  وفَرَسٌ آخَرُ لطُفَيْلِ بن مالِكٍ الجَعْفريّ أَبي عامِرٍ، وهو قَوْلُ أَبي النّدَى وأَبي عُبَيْدة وابن الكَلْبيّ، وعليه اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ وله يقولُ أَوْسُ:

  ونجاك تحتَ اللّيْل شدّات قُرْزُل

  يمرُّ كخذروف الوليدِ المفَزّعِ⁣(⁣٣)

  وله يقولُ أَيْضاً:

  والله لولا قُرْزُلٌ إذ نجَا

  لكانَ مَثْوَى خَدِّك الأَخْزَما⁣(⁣٤)

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [قرصطل]: القرصطال: الغُبارُ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ⁣(⁣٥)، وأَهْمَلَه الجماعَةُ، وأَنْشَدَ لأَبي محمدٍ الفَقْعَسِيّ:

  حتى تردّين قرا قرصطال

  [قرطل]: القِرطَلَّةُ كقِرْشَبَّةٍ عِدْلُ حِمارٍ عن أَبي حَنِيفَةَ، قالَ في بابِ الكرْم ووَصَف قَرْيةً بعِظَمِ العَناقِيدِ: العُنْقودُ منه يملأ قِرْطَلَّة. كالقِرْطالَةِ بالكسرِ واحِدَةُ القِرْطالِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، ونَسَبَ الصَّاغانيُّ القِرْطَلَّةَ إلى العامَّةِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القِرْطالَةُ، بالكسرِ: البَرْذَعَةُ، وكذلِكَ القُرْطاطُ والقِرْطِيطُ.

  والقَرْطالُ، بالفتحِ: نَوعٌ مِن الطّيورِ الجَوارِحِ يُصادُ بها، وكأنَّها فارِسِيَّةٌ.

  [قرعبل]: القَرَعْبَلانَةُ دُوَيْيَّةٌ عَريضَةٌ مُحْبَنْطِئَةٌ بَطيئَةٌ كذا في النسخِ، والصَّوابُ: بَطِينَّيةً، وفي الصِّحاحِ: عظيمَةُ البَطْنِ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: وأَصْلُه قَرَعْبَلٌ وزِيدَتْ، ونَصّ الجوْهَرِيّ: فزِيْدَتْ، فيه ثلاثَةُ أَحْرُفٍ لأَنّ الاسمَ لا يكونُ على أَكْثر مِن خَمْسة أَحْرُفٍ؛ وتَصْغيرُه وفي الصِّحاحِ: وتَصْغيرُها، قُرَيْعِيَةٌ.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: وهو ممَّا فاتَ الكِتاب مِن الأَبْنِيةِ إلَّا أَنَّ ابنَ جنيِّ قد قالَ: كأَنَّه قَرَعْبَل، ولا اعْتِدَاد بالأَلفِ والنُّونِ بعْدَها، على أَنَّ هذه اللّفْظةَ لم تُسْمَع إلَّا في كتابِ العَيْن.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: ما زَادَ على قَرَعْبَل فهو فضلٌ ليسَ مِن الحُروفِ الأصْلِيَّة؛ قالَ: ولم يأْتِ اسمٌ في كلامِ العَرَبِ زائِداً على خَمْسة أَحْرُفٍ إلَّا بزِيادَاتٍ ليْسَتْ مِن أَصْلِها، أَو وصل بحِكَاية كقَوْلِهم: جَلَنْبَلَقْ⁣(⁣٦) في حِكايَةِ صَوْت بابٍ ضخمٍ في حالَتَى فَتْحِه وإغْلاقِه.

  [قرفل] القَرَنْفُلُ أَهْمَلَهُ الجوْهَرِيُّ، وهو بفتحِ القافِ والرَّاءِ وسكونِ النون وضمِ الفاءِ، وذَكَرَ الفاكهيُّ في شرحِ المَقَامَات في قافِه الضَّمَّ أَيْضاً، وأَمَّا الفاءُ فمَضْمُومَة على الوَجْهَيْن.

  قَلْتُ: والأَخِيرَةُ هي المَشْهورَةُ بَيْن العامَّةِ، ويقُولونَ أَيْضاً القَرَنْفِلُ بكسرِ الفاءِ مع فتحِ القافِ وضمِّها وهي عامِّيَّةٌ مُبْتَذلَةٌ.

  والقَرَنْفُولُ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ وأَنْشَدَ:


(١) ضبطت في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الكسر.

(٢) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٥١ وصدره فيه:

وقد أغتدي والطيرُ في وكُناتِها

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٦١ وروايته فيه:

وودع إخوان الصفا بقُرْزُلٍ

يَمُرّ كمريخ الوليد المُقَزَّعِ

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١١٣ برواية: «الأخرما» واللسان.

(٥) لم يرد في التكملة

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: جلنبق. قال في اللسان كقوله:

فتفتحه طوراً وطوراً تجيفه

فتسمع في الحالين منه جَلَنْ بَلَقْ

حَكى صوت باب صخم في حالتي فتحه وإسفاقه وهما حكايتان متباينتان: جَلَنْ على حدة وبَلَقْ على حدة. إلا أنهما التزقا في اللفظ فظن غير المميز أنهما كلمة واحدة».