تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلسم]:

صفحة 171 - الجزء 16

  وتَحَلَّمَ: تَكَلَّفَ الحِلْمَ، ومنه الحَدِيْث: «مَن تَحَلَّم ما لم يَحْلُمْ كُلِّفَ أَن يَعْقِدَ بينَ شَعِيرَتَيْن».

  يقالُ: تَحَلَّم إِذا ادَّعَى الرُّؤْيا كاذِباً.

  وأَحْلامُ نائِمٍ: ثِيابٌ غِلاظٌ، نَقَلَه ابنُ خَالَوَيْه، زادَ الزَّمَخْشريُّ: مُخَطَّطَةٌ لأَهْلِ المَدِينَة، وأَنْشَدَ:

  تبدَّلْت بعد الخَيْزُرَانِ جَرِيدَةً ... وبعد ثيابِ الخَزِّ أَحْلامَ نائِمِ⁣(⁣١)

  وفي المُحْكَمِ: وأَحْلامُ نائِمٍ ضَرْبٌ مِن الثِّيابِ، ولا أُحقّها.

  وحَلُمَ عنه، ككَرُمَ، وتَحَلَّم سَواء.

  وتَحَالَمَ: أَرَى مِن نفْسِه ذلِكَ وليسَ به، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وتحلمت القِرْبَةُ: امْتَلَأتْ، وحَلَّمْتُها: مَلَأْتُها.

  وأَدِيمٌ حَلِيمٌ، كأَميرٍ: أَفْسَدَهُ الحَلَمُ قَبْلَ أَن يُسْلَخَ.

  ومُحَلَّمٌ، كمُعَظَّمٍ: نَهْرٌ يأْخُذُ مِن عَيْن هَجَرَ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:

  ونحن غداةَ العَيْنِ يومَ فُطَيْمةٍ ... مَنَعْنا بنِي شَيْبان شُرْبَ مُحَلِّمِ⁣(⁣٢)

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: مُحَلِّم عَيْنٌ ثَرَّةٌ فَوَّارَةٌ بالبَحْرَيْن، وما رَأيْت عَيْناً أَكثَر ماءً منها، وماؤُها حارُّ في مَنْبَعِه، وإِذا بَرَدَ فهو ماءٌ عَذْبٌ، قالَ وأَرَى مُحَلِّماً اسمَ رجُلٍ نُسِبَتِ العينُ إليه، ولهذه العَيْنِ إِذا جَرَتْ في نَهْرِها خُلُجٌ كَثيرَةٌ، تَسْقي نَخِيْل جُؤَاثَى وعَسَلَّج وقُرَيَّات مِن قُرَى هَجَرَ، وقالَ الأَخْطَلُ:

  تَسَلسَلَ فيها جَدْوَلٌ مِن مُحَلِّمٍ ... إِذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيْلُها⁣(⁣٣)

  والحُلَامُ، كغُرابٍ: ولَدُ المَعزِ.

  وبنُو مُحَلَّمٍ، كمُعَظَّمٍ: بطْنٌ، عن ابنِ سِيْدَه قلْتُ: وهو مُحَلَّم بنُ ذهلِ بنِ شَيْبان بنِ ثَعْلَبَةَ. وذَكَرَ ابنُ الأَثيرِ: مُحَلَّم بن تَمِيمٍ وقالَ: منهم: جَعْفرُ بنُ الصَّلْت، وأَبو عليٍّ زاهرُ بنُ أَحْمدَ بنِ الحُسَيْن الحليميّ النسفيّ، وأَبو المظفرِ محمدُ بنُ أَسْعدِ بنِ نَصْر الفَقِيه الحنفيّ يُعْرَفُ بابنِ حليم مُحَدِّثانِ.

  وعبدُ العَزيزِ بنُ حليم البَهْرانيّ مِن أَهْلِ الشأمِ عن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ ثابِتٍ، وعنه ابْنُه وحيدُ بنُ عبدِ العَزيزِ، وعن وحيد ابْنُه أَبو جبارَةَ عبدُ العَزيزِ بنِ وحيدٍ.

  والقاسِمُ بنُ أَبي حليمٍ الجُرْجانيّ القاضِي ذَكَرَه حَمْزَةُ في تارِيخِه.

  وإبْراهيمُ بنُ يَحْيَى بنِ حَلَمَةَ محرّكةً، المُقْرئُ حَدَّثَ بعْدَ الخَمْسمائة.

  ونَقَلَ شيْخُنا عن عبدِ الحَكِيم في حاشِيَةِ البَيْضاوِيّ ما نَصّه: الحَلْمُ بالفتحِ: العَقْلُ وفيه نَظَرٌ.

  وحلامُ بنُ صالِحٍ العَبْسيُّ الكُوفيُّ مِن أَتْباعِ التابِعِيْن ثِقَةٌ رَوَى عنه أَهْلُ الكُوفَةِ.

  والحالِمَين مثنى كُورَةٌ باليَمَنِ.

  [حلسم]: الحِلَّسْمُ، كجِرْدَحْلٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي اللَّسانِ: هو الحَرِيصُ الذي لا يأْكُلُ ما قدرَ عليه، وهو الحَلِسُ أَيْضاً، ككَتِفٍ، قالَ:

  ليس بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلَّسْمِ ... عند البيوت راشِنٍ مِقَمِّ⁣(⁣٤)

  [حلقم]: حَلْقَمَهُ حَلْقَمَةً: ذَبَحَهُ وقَطَعَ حُلْقُومَه، بالضمِ، وإنَّما تركَ ضَبْطه اعْتِماداً على الشُّهْرةِ، أَي حَلْقَه، هكذا هو في الصِّحاحِ.

  وفي المُحْكَمِ: الحُلْقُومُ مَجْرَى النَّفَسِ والسُّعالِ مِن الجَوْفِ، وهو أَطْباقُ غَراضِيفَ، ليسَ دُوْنه مِن ظاهِرِ باطِنِ العُنُقِ إِلَّا جِلْدٌ، وطرفُه الأَسفلُ في الرِّئةِ، وطَرَفُهُ الأعلى في أصْل عكَدَةِ اللّسانِ، ومنه مَخْرجُ النَّفَس والرِّيحِ والبُصاقِ والصَّوتِ، وجَمْعُه حَلاقِمُ وحَلاقِيم.

  وفي التَّهْذِيبِ: الحُلْقُومُ والحُنْجُورُ مَخْرَجُ النَّفَسِ،


(١) الأساس.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٤ واللسان والصحاح.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.