تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جذي]:

صفحة 278 - الجزء 19

  وبازِل كعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ ... لم يُجْذِ مِرْفَقُها في الدَّفِّ منْ زَوَرِ⁣(⁣١)

  أَرادَ: لم يَتَباعَدْ من جنْبِه مُنْتصِباً منْ زَوَرِ ولكنْ خِلْقةً.

  ورجُلٌ مُجْذَوذٍ: مُتَذَلِّل؛ عن الهَجَريِّ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: كأَنَّه لَصِقَ بالأَرْضِ لذُلِّه؛ مِن جَذَا القُرادُ في جنْبِ البَعِيرِ إذا لَزِمَه.

  وفي النوادِرِ: أَكَلْنا طَعاماً فجاذَى بَيْنَنا ووَالَى وتابَعَ؛ أَي قتل⁣(⁣٢) بعْضنا على إثْرِ بعضٍ.

  والجَذا بالفتْحِ: جَمْعُ الجَذْوَةِ مِن النارِ بالفَتْحِ، فهو مُثَلَّثٌ كما في أنَّ الجذْوَةَ مُثَلَّثة.

  وقالَ أَبو حنيفةً: الجِذَاةُ، بالكسْرِ: نَبْتٌ جَمْعُه جذى؛ وأنْشَدَ لابنِ أَحْمر:

  وَضَعْنَ بذِي الجَذاةِ فُضُولَ رَيْطٍ ... لكَيْما يَحْتَذِينَ ويَرْتَدِينا⁣(⁣٣)

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: هي الجذاءَةُ للنَّبْتِ، قالَ: فإن أَلْقَيْت منها الهاءَ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ لأنَّ أَوَّله مَكْسورٌ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الجِذَى بالكسْر: جَمْعُ جَذَاةٍ اسمُ نَبْتٍ، قالَ الشاعِرُ:

  يَدَيْت على ابنِ حَسْحاسِ بنِ بَكْرٍ ... بِأَسْفلِ ذِي الجَذَاةِ يَدَ الكَرِيمِ⁣(⁣٤)

  والجاذِيَةُ: الناقَةُ التي لا تلْبثُ إذا نُتِجَتْ أن تَغْرِزَ، أَي يقِلّ لَبَنُها.

  والجُذُوُّ، كسُمُوِّ: قصرُ الباع.

  وأَيْضاً: الانْتِصابُ والاسْتِقامَةُ.

  [جذي]: ي جَذَيْتُهُ عنه وأَجْذَيْتُهُ عنه: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وفي المُحْكم: أَي مَنَعْتُهُ؛ ومِثْلُه في التّكْمِلةِ.

  والجِذْيَةُ، بالكسْرِ: أَصْلُ الشَّجَرِ كالجِذْلَةِ؛ عن المُؤَرِّج.

  وقالَ الأصْمعيُّ: جِذْيُ الشَّيءِ؛ بالكسْرِ أَصْلُهُ كجِذْمِه.

  وتَجاذَى: انْسَلَّ.

  والحمامُ يَتَجَذَّى بالحمَامَةِ: وهو أَنْ يَمْسَحَ الأرضَ بذَنبِه إذا هَدَرَ، وهو تَفَعَّل مِن جَذا جَذْواً إذا دارَ في تَغْريدِهِ، وذلكَ عنْدَ طَلَبِ الأُنْثَى. والمُنَاسِبُ أنْ يُذْكَر هذا في الذي قَبْله.

  [جرو]: والجَرْوُ، مُثَلَّثَةً: صغيرُ كلِّ شيء حتى من الحَنْظل والبِطِّيخِ ونحوِهِ كالقِثَّاء والرُّمّانِ والخيارِ والباذِنْجانِ؛ وقيلَ: هو ما اسْتَدارَ مِن ثمارِ الأشجارِ كالحَنْظلِ ونحوِه.

  * قُلْتُ: التَّثْلِيثُ إنَّما ذُكِرَ في ولدِ الكَلْبِ والسِّبَاعِ، وأمَّا في الصغيرِ مِن كلِّ شيءٍ فالمَسْموعُ الجِرْو والجِرْوَة بكسْرِهما؛ ثم إنَّ سِياقَه يَقْتَضِي أنَّه على الحَقيقَةِ والصَّحِيح أنَّه مجازٌ كما نَبَّه عليه الزَّمَخْشَريُّ.

  ج أَجْرٍ؛ ومنه الحدِيثُ: أُهْدِي إلى رَسُولِ اللهِ ، قِباعٌ⁣(⁣٥) من رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغْبٍ، أَرادَ بها صِغارَ القِثَّاءِ الزّغْب، شُبِّهَت بأَجْرِي السِّبَاعِ والكِلابِ لرطوبَتِها، والقِباع⁣(⁣٥): الطبقُ.

  والجَمْعُ الكَثيرُ: جِراءٌ.

  قالَ الأصْمعيُّ: إذا أَخْرَجَ الحَنْظلُ ثَمَرَهُ فصِغَارُه الجِراءُ، واحِدُها جِرْوٌ.

  والجِرْوُ، بالتَّثْليثِ: وَلَدُ الكَلْبِ والأسَدِ والسِّباعِ، ج أَجْرٍ؛ وأَصْلُه أَجْرُوٌ على أَفْعُلٍ؛ وأَجْرِيَةٌ؛ هذه عن اللَّحْيانيّ وهي نادِرَةُ؛ وأَجْراءٌ وجِراءٌ.

  وجَعَلَ الجَوْهرِيُّ الأَجْرِيَة جَمْع الجِرَاءِ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٢٦ وانظر تخريجه فيه، واللسان والتهذيب.

(٢) عن اللسان والتهذيب، وبالأصل «قبل».

(٣) اللسان وفيه «يختدرن» بدل «يحتذين».

(٤) اللسان.

(٥) في اللسان «قناع» ومثله في التهذيب.