تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وتغ]:

صفحة 69 - الجزء 12

  الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لرَأْسِ الصَّبِيِّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ يافُوخُه: النَّمَغَةُ، والغَاذِيَةُ⁣(⁣١)، والغاذَةُ.

  والنَّمَغَةُ مِنَ القَوْمِ: خِيَارُهُمْ ووَسَطُهُمْ، نَقَلَهُ الفَرّاءُ.

  قال: والنَّمْغَةُ مِنَ الجَبَلِ: أَعْلاهُ ورَأْسُه، وَرَوَاهُ غَيْرُه «ثَمَغَتُه» بالمُثَلَّثَةِ، كما تَقَدَّمَ.

  وقِيلَ: نَمَغَةٌ مِنَ النّاسِ والمالِ يَعْنِي: الكَثْرَة.

  وقال اللَّيْثُ: التَّنْمِيغِ: مَجْمَجَةٌ بِسَوَادٍ⁣(⁣٢) وحُمْرَةٍ وبَيَاضٍ.

  ورَجُلٌ مُنَمَّغُ الخَلْقِ، كمُعَظَّمٍ، أي: مُخْتَلِفُ اللَّوْنِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  نَمْغَةُ الجَبَلِ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ في نَمَغَتِه، مُحَرَّكَةً.

  والنَّمّاغَةُ: أَعْلَى الرَّأْسِ.

  وأَيْضًا: ما تَحَرَّكَ مِنَ الرَّمَغَةِ، أيْ: يافُوخُ الصَّبِيِّ، قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ، كما في اللِّسَانِ.

  [نهبغ]: النُّهْبُوغُ، كعُصْفُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا، والصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ، وأَوْرَدَهُ في العُبَابِ نَقْلاً عَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ، قال: هُو طائِرٌ، وَأَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ في «ن ب غ»⁣(⁣٣).

  وقال غَيْرُه: هي السَّفِينَةُ الطَّوِيلَةُ السَّرِيعَةُ الجَرْيِ، من السُّفُنِ البَحَرِيَّةِ، شَبَّهُوهَا بالطّائِرِ، ويُقَالُ لَها: الدُّونِيجُ أَيْضًا، وهُوَ بالضَّمِّ مُعَرَّبُ دُونِي، كَمَا في العُبَابِ.

فصل الواو مع الغين

  [وبغ]: وبَغَهُ، كَوَعَدَهُ، عابَهُ، أو طَعَن عَلَيْهِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قال الأَزْهَرِيُّ: ولا أَعْرِفُه⁣(⁣٤).

  والأَوْبَغُ: ع، عَن ابْن دُرَيْدٍ. والوَبَغُ، مُحَرَّكَةً: هِبْرِيَةٌ الرَّأْسِ، وَنُبّاغَتُه الَّتي تَتَنَاثَرُ مِنْهُ، وقد تَقَدَّمَ.

  وقال اللَّيْثُ: الوَبَغُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبِلَ فَتَرَى فَسَادَهُ في أَوْبَارِهَا.

  وقال غَيْرُهُ: رَجُلٌ وَبِغٌ، كَكَتِف: ذُو هِبْرِيَةٍ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: وَبَغَةُ القَوْمِ، مُحَرَّكَةً: مُجْتَمَعُهُم ووَسَطُهُم.

  والوَبّاغَةُ، مُشَدَّدَةً: الاسْتُ، بالعَيْنِ والغَيْنِ جَمِيعًا، ومِنْهُ قَولُهُم: كَذَبَت وَبّاغَتُهُ ووَبّاعَتُهُ: إذَا ضَرِطَ فكَأَنَّهَا صَدَقَتْ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  رَجُلٌ وَبِغٌ، ككَتِفٍ: وَقَعَ في وَسَطِ القَوْمِ.

  ومُجْتَمَعُ كُلِّ شَيْءٍ: وَبَغَتُه⁣(⁣٥)، مُحَرَّكَةً.

  [وتغ]: الوَتَغُ مُحَرَّكَةً: الإثْمُ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  وأَيْضًا: الهلاكُ في الدِّينِ والدُّنْيَا، قالَهُ الكِسَائِيُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الوَتَغُ: المَلامَةُ.

  وقال اللَّيْثُ: الوَتَغُ: قِلَّةُ العَقْلِ في الكَلامِ وأَنْشَدَ:

  يا أُمَّتَا⁣(⁣٦) لا تَغْضَبِي إِنْ شِئْتِ ... ولا تَقُولِي وَتَغًا إِنْ فِئْتِ

  وقال ابْنُ عَبّادٍ: الوَتَغُ: الوَجَعُ، وسُوءُ الخُلُقِ، هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ، وَسَقَطَ مِنْ بَعْضِهَا، ولَيْسَ هُوَ في نَصِّ المُحِيطِ، بَلْ فِيهِ بَعْدَ الوَجَعِ وسُوءُ القَوْلِ، وفَرْطُ الجَهْلِ، فِعْلُ الكُلِّ كَوَجِلَ، وَتِغَ يَوْتَغُ وَتَغًا.

  وقال أَبُو زَيْدٍ: الوَتِغَةُ مِنَ النِّسَاءِ، كفَرِحَةٍ: المُضَيِّعَةُ لِنَفْسِهَا في فَرْجِهَا، يُقَال: وَتِغَتْ، كوَجِلَ، تَوْتَغُ وتَيْتَغُ وَتَغًا.

  وأَوْتَغَهُ اللهُ أي: أَهْلَكَهُ، وَمِنْهُ حَدِيثٌ: «فإِنَّهُ لا يُوتِغُ إِلّا نَفْسَهُ» وفي حَدِيثٍ⁣(⁣٧): «حَتَّى يَكُونَ عَمَلُه هُوَ الَّذِي يُطْلِقُه أَوْ يُوتِغُهُ».


(١) عن التهذيب واللسان وبالأصل «والغادية» بالدال المهملة.

(٢) في التهذيب: «مجمجمةُ سوادٍ ..» والأصل كاللسان.

(٣) كذا بالأصل ولم يرد في اللسان في مادة «نبغ» وذكر في مادة «ن هـ ب ع» قال ابن بري: النهبوع طائر عن ابن خالويه.

(٤) أي لا يعرف وبغته بمعنى عبته، انظر التهذيب ٨/ ٢١٤ «وبغ».

(٥) عن التكملة وبالأصل «وبغه».

(٦) في التهذيب: «يا أمنا» والأصل كاللسان.

(٧) في اللسان: وفي حديث الإمارة.