تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلهب]:

صفحة 83 - الجزء 2

  الحَدِيثِ عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس أَنَّها قَالَتْ: «لمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ أَمَرَني رَسُولُ اللهِ ÷ فَقَالَ: تَسَلَّبي ثَلاثَاً، ثم اصْنَعِي بَعْدُ ما شِئْتِ» أي الْبَسِي ثِيَابَ الحِدَادِ السُّودَ.

  وَتَسَلَّبَت المرأَةُ إذا لَبِسَتْه⁣(⁣١). وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمةَ «أَنَّها بَكَت على حَمْزَةَ ثَلَاثَة أَيَّامٍ وتَسَلَّبَت».

  وقال اللِّحْيَانِيّ: المُسَلِّبُ والسَّلِيب والسَّلُوبُ: التي يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو حَميمُها فَتَسَلَّبُ عَلَيْه. وقال ابن الأَعْرَابِيّ السُّلْبَةُ بالضمّ: الجُرْدَةُ أَي التَّجَرُّدُ عَن الثِّيَاب.

  تَقُولُ: ما أحْسَنَ سُلْبَتَها وجُرْدَتَها.

  ومُسَلَّبٌ كمُعَظَّمٍ: ع، قُرْبَ زَبِيدَ المَحْرُوسَةِ مِن اليَمَنِ، وهي قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخ من زَبِيد تَقْدِيراً، وقد دَخَلْتها.

  وفي لِسَانِ العَرَب عن أَبِي زَيْد، يقال: مَا لِي أَرَاكَ مُسْلَباً، وذَلِكَ إِذَا لَمْ يَأْلَفْ أَحَداً، ولا يَسْكُنُ إلَيْهِ [أحد]⁣(⁣٢).

  وإنَّمَا شُبِّه بالوَحْشِ. ويقال: إنه لَوَحْشِيّ مُسْلَبٌ، أَي لا يَأْلف ولا تَسْكُنُ⁣(⁣٣) نفْسُه.

  وسَلِبَ كَفِرح: لَبِس السِّلَابَ، وَهِيَ الثِّيَابُ السُّودُ تَلْبَسُهَا النَسَاءُ في المَأْتَم ج سُلُبٌ ككُتُب.

  قال شيخنا: تَفْسِيرُ السِّلَاب بالثِّيَابِ يَقْتَضِي أَن يَكُونَ جَمْعاً، وجمعُه على سُلُب يَقْتَضِي أَن يَكُونَ مُفْرَداً كما هُو ظَاهِر. والَّذِي في التَّهْذِيبِ: السِّلَاب: ثَوْبٌ أَسْوَد تُغَطِّي به المُحِدُّ رأْسَها. وفي الرَّوضِ الأُنُف: السِّلَابُ: خَرْقَةٌ سَوْدَاء تَلْبَسُها الثُّكْلَى.

  * وممَّا أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف: السَّلَبَةُ⁣(⁣٤): خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البَعِيرِ دُونَ الخِطَامِ.

  والسَّلَبَةُ⁣(⁣٤): عَقَبةٌ تُشَدُّ عَلَى السَّهْم.

  والأُسْلُوبَةُ: لُعْبَةٌ للأَعْرَاب أَو فَعْلَةٌ يَفْعَلُونَها بَيْنَهم، حَكَاهَا اللِّحْيَانِيّ وقال: بَيْنَهُم أُسْلُوبَة. والمُسْتَلِبُ: سَيْفُ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم التَّغْلبِيّ. وسَيْف آخرُ لأَبِي دَهْبَلٍ الجُمَحِيِّ.

  [سلأب]: المُسْلَئِبُّ كمُشْمَعِلِّ أَهْمَلَه الجوهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان، وهو المَطَرُ الكَثِير.

  [سلحب]: المُسْلَحِبُّ: المُسْتَقِيمُ مِثْلُ المُتْلَئِبّ.

  والمُسْلَحِبُّ: المُنْبَطح. والمُسْلَحِبُّ: الطريقُ البَيِّنُ المُمْتَدُّ. وطَريق مُسْلَحِبُّ: مُمْتَدّ.

  وفي لِسَان العرب: وقال خَلِيفَة الحُصَيْنِيّ⁣(⁣٥): المُسْلَحِبُّ: المُطلَحبُّ المُمْتَدُّ. وسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ: سِرْنَا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا غُدْوَةً، وظَلَّ يَوْمُنَا مُسْلَحِبًّا، أَي مُمْتَدًّا سَيْرُه. وقد اسْلَحَبَّ اسْلِحْبَاباً. قال جِرَانُ العَوْدِ:

  فَخَرَّ جِرَانٌ مُسْلَحِبَّا كأَنَّه ... عَلَى الدَّفِّ ضِبْعَانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ⁣(⁣٦)

  والسُّلْحُوبُ مِن النِّسَاءِ: المَاجِنَة. قال ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو، وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّف.

  [سلخب]: السَّلْخَبُ كَجَعْفَر: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَال ابْنُ دُرَيْد: هو الفَدْمُ. وقَالَ غَيْره: هو الغَلِيظُ.

  أَو هو بالمُعْجَمَةِ في أَوَّله، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ أَصَحُّ، وسَيَأْتِي.

  [سلقب]: سَلْقَبٌ كجَعْفَرٍ: اسْم ذَكَرَه ابْنُ مَنْظُور، وأَهْمَلَه المُؤَلِّفُ والصَّاغَانيُّ.

  [سلهب]: السَّلْهَبُ: الطَّوِيلُ عَامَّةً⁣(⁣٧)، وقد يُقَالُ بالصَّادِ أَيْضاً، ذكرهُ ابنُ السّيد في الفرق. واختُلِف في هذه المَادَّةِ فقِيلَ إِنَّها رُبَاعِيّة، وقيل: الهَاءُ زَائِدَة، وإليه مَالَ المُؤَلِّفُ وهو رَأَي ابنِ القَطَّاع ولذا قَدَّمَهَا على اسْلَغَبَّ كما لا


(١) أي السِّلاب، وهي ثياب المأتم السود.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «ولا تنكسر».

(٤) ضبط اللسان: السُّلْبَةُ.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «الخصيبي».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فخر الخ تعقب الصاغاني الجوهري في إنشاد البيت فقال: والرواية:

فخرّ وقيذاً مُسْلَحِباً كأنه ... على الكسر ضِبعَانٌ تَقَعَّرَ أَمْلَحُ»

أَي خرٌ مغشياً عليه، مسلحباً: ممتداً. الكسر الشقة التي تلي الأرض من البيت. والضبعان: ذكر الضباع. تقعر: انقطع وسقط. أملح: يخالط بياضه سواد.

(٧) وقيل هو الطوال من الخيل والناس.