تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلم]:

صفحة 413 - الجزء 17

  وِالصَّواكِمُ، ما يصيبُ مِن النَّوائبِ⁣(⁣١)، يقالُ: صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْرِ.

  وِالصُّكَّمُ، كسُكَّرٍ: الأَخْفافُ.

  [صلم]: الصَّلَمُ: القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ، أَو قَطْعُ الأُذُنِ والأَنْفِ من أَصْلِهِ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: مِن أَصْلِهِما، كالتَّصْلِيمِ شُدِّدَ للكَثْرَةِ، والفِعْلُ كضَرَبَ.

  يقالُ: صَلَمهما صَلْماً وِصَلَّمَهُما إذا اسْتَأْصَلَهُما.

  وِرجُلٌ أَصْلَمُ وِمُصَلَّمُ الأُذَنَيْنِ: كأَنَّهُ مَقْطُوعُهُما خِلْقَةً.

  ويقالُ للظَّليمِ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ وُصِفَ بذلِكَ لصغَرِ أُذُنَيْه وقِصَرِهِما، قالَ زُهَيْرٌ:

  أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى ... له بالسِّيِّ تَنُّومُ وآءُ⁣(⁣٢)

  ويقالُ: إذا أُطْلِق ذلِكَ على الناسِ فإنَّما يُرادُ به الذَّلِيلُ المُهمانُ، كقوْلِهِ:

  فَإنْ أَنْتُمْ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُوا ... فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّم⁣(⁣٣)

  وِالصَّلامَةُ، مُثَلَّثَةً، اقْتَصَرَ الجَوْهِريُّ على الكسْرِ، والفَتْح عن ابنِ الأَعْرَابيِّ: الفِرْقَةُ من النَّاسِ، والجَمْعُ صُلاماتٌ، وهي الجَماعاتُ والفِرَقُ، ومنه حدِيْثُ ابنِ مَسْعودٍ: وذَكَرَ فِتَناً فقالَ: «تكونُ الناسُ صُلاماتٍ يَضْربُ بعضُهم رقابَ بعضٍ».

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: وأَنْشَدَ أَبو الجَرَّاح:

  صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ ... لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي⁣(⁣٤)

  وقيلَ: الصُّلامَةُ، بالضَّمِّ⁣(⁣٥): القومُ المُسْتَوُون في السِّنِّ والشَّجاعةِ والسَّخاءِ.

  وِالصُّلَّامُ، كزُنَّارٍ وشُدَّادٍ: لُبُّ نَوَى النَّبِقَةِ، وهو الأُلْبُوبُ يُؤْكَلُ، نَقَلَه الأَزْهرِيُّ. وِالصَّيْلَمُ، كحَيْدَرٍ: الأَمْرُ الشَّديدُ المُسْتَأْصِلُ.

  وِالصَّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ لأَنَّها تَصْطَلِمُ.

  وفي الحدِيْث: «اخْرُجُوا يا أَهْلَ مكةَ قبْلَ الصَّيْلَمِ كأَنِّي به أُفَيْدِعِ أُفَيْجِحَ يَهْدِمُ الكَعْبَة».

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وِيُسَمَّى السَّيْفُ صَيْلماً، قالَ بِشْرٌ:

  غَضِبَتْ تَميمٌ أَن تَقَتَّلَ عامِرٌ ... يَوْمَ النِّسارِ فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ⁣(⁣٦)

  قالَ ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى فأُعْقِبُوا أَي كانَتْ عاقِبتُهم الصَّيْلَمَ.

  وِالصَّيْلَمُ: الوَجْبَةُ، كالصَّيْرَمِ، وهي الأَكَلَةُ الواحِدَةُ كلّ يومٍ، حَكَاهُما جَمِيعاً يَعْقوبُ.

  وِالصُّلْمةُ، بالضمِّ: المِغْفَرُ.

  وِالصَّلَمَةُ، بالتَّحريكِ: الرِّجالُ الشِّدادُ، كأَنَّه جَمْعُ صالِمٍ.

  وِالأَصْلَمُ: البُرْغوثُ، لأنَّه على هَيْئةِ النّعامِ.

  وِالأَصْلَمُ في العَروضِ: أَنْ يكونَ آخِرُ الجُزْءِ وتِداً مَفْروقاً، يكونُه في المديدِ والسَّريعِ، كقوْلِهِ:

  ليسَ على طُولِ الحياةِ نَدَمْ ... وِمِنْ وَرَاءِ الموتِ ما يُعْلَمْ⁣(⁣٧)

  وِاصْطَلَمَهُ: اسْتَأْصَلَهُ، ومنه حدِيْثُ عاتِكَةَ: «لئنْ عدْتُم لنَصْطَلِمَنَّكُم»، وهو افْتِعالٌ مِن الصَّلْمِ.

  وِاصْطُلِمَ القومُ: أُبِيدُوا مِن أَصْلِهم.

  وِوَقْعَةٌ صَيْلَمَةٌ أَي مُستَأْصِلَةٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أُذُنٌ صَلْماءُ لِرِقَّةِ شَحْمتِها.

  وِالصَّيْلَمُ: القَطِيعَةُ المُنْكرةُ.


(١) في القاموس بالضم.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٩ بروايةٍ: «أصكّ» واللسان.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والتهذيب، ونسبه بحاشيته لقطية بنت بشر.

(٥) في اللسان والتهذيب، بالفتح، ضبط حركات.

(٦) المفضلية ٩٩ البيت برواية: «فأعقبوا بالصيلم» واللسان والصحاح والتهذيب.

(٧) اللسان ونسبه بحواشي التهذيب للمرقش الأكبر، انظر تخريجه في حاشيته.