تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تفه]:

صفحة 23 - الجزء 19

  وتَرِه الرَّجُلُ، كسَمِعَ: وَقَعَ فيها؛ أَو الأَصْلُ في التُّرَّهات للقِفارِ، واسْتُعِيرَتْ للأباطِيلِ.

  وفي الصِّحاحِ: ثم اسْتُعِيرَ في الباطِلِ فقيلَ: التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ، والتُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ، وهو مِن أَسْماءِ الباطِلِ، ورُبَّما جاءَ مُضافاً، انتَهَى، أَي تُرَّهاتُ البَسَابِس.

  وقالَ اللّيْثُ: أَي جاءَ بالكذِبِ والتَّخْلِيطِ والبَسَابِس التي فيها شيءٌ من الزَّخْرَفَةِ.

  وقالَ الأَخْفَشُ: لا نِظامَ لها؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  ذاكَ الذي وأَبيكَ يَعْرِفُ مالكاً ... والحَقُّ يَدْفَعُ تُرَّهاتِ الباطِلِ⁣(⁣١)

  وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: ثم اسْتُعِيرَتْ في الأقاوِيلِ الخالِيَةِ من طائِلٍ⁣(⁣٢)، أَي من نَفْعٍ.

  [تفه]: تَفِهَ الشَّيءُ، كفَرِحَ، تَفَهاً، بالتَّحْرِيكِ على القِياسِ، وتُفوهاً، بالضَّمِّ، وتَفاهةً: قلَّ وخَسَّ، فهو تَفِهٌ وتافِهٌ.

  وتَفِهَ فلانٌ تُفُوهاً: إذا حَمُقَ.

  ورجُلٌ تافِهُ العَقْلِ: قَلِيلُه.

  وكنَصَرَ وسَمِعَ: غَثَّ.

  وفي حدِيثِ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، ¥: «القُرآنُ لا يَتْفَهُ ولا يَنْتانُ»، كذا في النُّسخِ، وفي الصِّحاحِ: لا يَتَشانُّ، وهو الصَّوابُ، أَي لا يَغَثُّ ولا يَخْلُقُ، أَي لَا يَبْلَى من كثْرَةِ التَّرْدادِ، من الشّنِّ وهو السِّقاءُ الخَلَق؛ وقَوْلُه: لا يَتْفَهُ هوَ مِن الشيءِ التافِهِ، وهو الشيءُ الخَسِيسِ الحقِيرُ، هكذا هو مَفْهومُ سِياقِ الجوْهرِيِّ.

  والأَطْعِمَةُ التَّفِهَةُ، كفَرِحَةٍ: ما ليسَ له، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ: ما ليس لها، طَعْمُ حَلاوَةٍ أَو حُموضَةٍ أَو مَرارَةٍ، ومنهم مَنْ يَجْعَلُ الخُبْزَ واللّحْمَ منها.

  وأَبو النَّضْر محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ تافِهٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، مُحدِّثٌ، وابْنُه أَحمدُ الكاتِبُ سَمِعَ منه الإدْرِيسي. وناقَةٌ مُتْفَهَةٌ، كمُكْرَمَةٍ، وبخطِّ الصَّاغاني كمُعَظَّمَةٍ: ذَلُولٌ.

  والتُّفَهُ، كثُبَةٍ، بالتَّخْفِيفِ والمَشْهورُ فيه التَّشْديدُ: عَناقُ الأرضِ فارِسِيَّتُه سِياهْ كُوشْ.

  ويَقولُونَ في المَثَلِ: اسْتَغْنَتِ التُّفَةُ عن الرُّفَّةِ، ذَكَرَه أَبو حَنيفَةَ في كتابِ الأَنْواء.

  قالَ ابنُ بَرِّي: والصَّحيحُ تُفَةٌ ورُفَةٌ، كما ذَكَرَه الجوْهرِيُّ في فصْلِ رَفَهَ بالتاءِ التي يُوقَفُ عليها بالهاءِ؛ قالَ: وكَذلِكَ ذَكَرَه ابنُ جنِّي عن ابنِ دُرَيْدٍ وغيرِه.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت في أَمْثالِهِ: هُما بالتَّخْفِيفِ لا غَيْر، وبالهاءِ الأَصْلِيّة؛ وأَنْشَدَ ابنُ فارِسَ شاهداً على تَخْفِيفِهما:

  غَنِينا عن وِصالِكُمُ حَدِيثاً ... كما غَنِيَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ⁣(⁣٣)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التافِهُ: الحَقِيرُ اليَسِيرُ.

  وقيلَ: الخسِيسُ القَليلُ؛ وبه فُسِّرَ حدِيثُ الرُّوَيْبِضَة؛ قالَ: هو الرجُلُ التافِهُ يَنْطقُ في أَمْرِ العامَّةِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْتَ وإنْ ... أَعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تافِهاً نَكِدا⁣(⁣٤)

  والتُّفَةُ، كثُبَةٍ: المرأَةُ المَحْقُورَةُ.

  وأَتْفَه في عَطائِهِ: قَلَّلَهُ.

  وتافه: لَقَبُ أَبي القاسِمِ الفَضْلِ بنِ محمدٍ الأصْبهانيّ حَدَّثَ عن أَبي بَكْرِ بنِ أَبي عليِّ وطَبَقَتِه، وكان مُكْثِراً.

  [تله]: التَّلَهُ، محرّكةً: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: هو التَّلَفُ، لُغَةٌ فيه.

  وأَنْشَدَ اللّيْثُ لرُؤْبَة:


(١) اللسان.

(٢) في القاموس: «الطائلِ».

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.