تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ريق]:

صفحة 185 - الجزء 13

  وقِيلَ: المُرَهَّقُ: مَنْ يُظَنُّ به السُّوءُ أَو يُتَّهَمُ ويُؤَبَّنُ بشَرٍّ أَوْ سَفَهٍ، ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّهُ صَلّى على امْرَأَةٍ كانَتْ تُرَهَّقُ».

  والمُرَهَّقُ: مَنْ يَغْشاهُ النّاسُ كَثِيراً. وتَنْزِلُ به الأَضْيافُ قالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنانٍ:

  ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُطْعِمُ⁣(⁣١) في الَّ ... لأْواءِ غَيْرُ مُلَعَّنِ القِدْرِ

  وقالَ ابنُ هَرْمَةَ:

  خَيْرُ الرِّجالِ المُرَهَّقُونَ كما ... خَيْرُ تِلاعِ البِلادِ أَوْطَؤُها⁣(⁣٢)

  وراهَقَ الغُلامُ مُراهَقَةً: قارَبَ الحُلُمَ فهو مُراهِقٌ، والجارِيَةُ مُراهِقَةٌ.

  وفي حَدِيثِ سَعْدٍ - ¥: «أَنّه كانَ إِذا دَخَلَ مَكَّةَ مُراهِقاً خَرَج إِلى عَرَفَةَ قبلَ أَنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثم يَطُوف بعدَ أَنْ يَرْجِعَ» أَي: مُقارِباً لآخِرِ الوَقْتِ كأَنّه كانَ يَقْدُمُ يومَ التَّرْوِيَةِ أَو يَوْمَ عَرَفَةَ، فيَضِيقُ عليه الوَقْت حَتّى⁣(⁣٣) كادَ يَفُوتُه التَّعْرِيفُ كذا في النِّهاية والعُبابِ، وهو مَجازٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الرَّهَقُ، مُحَرَّكَةً: التُّهْمَةُ والإِثْمُ، عن قَتَادَةَ.

  ورَجُلٌ مُرَهَّقٌ، كمُعَظَّمٍ: موصوفٌ بهِ، ولا فِعْلَ له.

  والمُرَهَّقُ أَيضاً: الفاسِدُ، ومَنْ بهِ حِدَّةٌ وسَفَهٌ.

  والمُتَّهَمُ في دِينِه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: إِنَّهُ لرَهِقٌ نَزِلٌ، أَي: سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ⁣(⁣٤)، قال الكُمَيْتُ:

  وِلايَة سِلَّغْد أَلَفَّ كأَنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ

  والرَّهَقُ⁣(⁣٥)، مُحَرَّكَةً: التُّهَمَةُ والإِثْمُ، عن قَتادَةَ، والذِّلَّةُ والضَّعْفُ، عن الزَّجّاجِ، والغَيُّ، عن ابنِ الكَلْبِيِّ، والفَسادُ، والعَظَمَةُ، والكِبْرُ، والعَنَتُ، واللَّحاقُ، والهَلاكُ، ومن الأَخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ يصِفُ حُمُراً وَرَدَت الماءَ.

  بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ من خَوْفِ الرَّهَقْ⁣(⁣٦)

  أَي: من خَوْفِ الهَلاكِ.

  والرَّهَقُ أَيضاً: الهَلاكُ.

  والرَّهْقَةُ: المَرْأَةُ الفاجِرَةُ.

  ورَهِقَ فُلانٌ فُلاناً: إِذا تَبِعَهُ وقارَبَ أَنْ يَلْحَقَهُ.

  وأَرْهَقْناهُم الخَيْلَ: أَلْحَقْناهُم إِيّاها.

  وبه رَهْقَةٌ شَدِيدَةٌ، وهي العَظَمَةُ والفَسادُ.

  وأَرْهَقَكُم اللَّيْلُ فأَسْرِعُوا، أَي: دَنا، وهو مَجازٌ.

  ورَهِقَتْنا الصّلاةُ رَهَقاً، أَي: حانَتْ، وهو مَجازٌ.

  وأَتَيْنا في العُصَيْرِ المُرْهَقة، وهو مَجازٌ أَيضاً.

  ويُقال: جارِيَةٌ راهِقَةٌ، وغُلامٌ راهِقٌ، وذلِكَ ابنُ العَشَرِة إِلى إِحْدَى عَشَرَة، ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:

  وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها ... في عَلالِيّ طِوالٍ وظُلَلْ

  ورَجُلٌ رَهِقٌ، ككَتِفٍ: مُعْجِبٌ ذو نَخْوَةٍ.

  ورَهِقَهُ الدَّيْنُ: غَشِيَهُ ورَكِبَهُ، وهو مَجازٌ.

  ويُقال: صَلَّى الظُّهْرَ مُراهِقاً، أَي: مُدَانِياً للفَواتِ، وهو مَجازٌ أَيضاً.

  [ريق]: الرَّيْقُ: تَرَدُّدُ الماءِ على وَجْهِ الأَرضِ من الضَّحْضاحِ ونَحْوِه نقله اللَّيْثُ.

  والرَّيْقُ: الباطِلُ يُقال: أَقْصِر عن رَيْقِكَ، أَي: عن باطِلِكَ، قالَ الشاعِرُ:

  حِمارَيْكِ - سُوقِي وازْجُرِي إِنْ أَطَعْتِنِي ... ولا تَذْهَبِي في رَيْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ

  والرَّيْقُ من كُلِّ شَيْءٍ: الأَوَّلُ والأَفْضَلُ من المَطَرِ، والشَّبابِ، وغيرِهما، وهو مُخَفَّفٌ من الرَّيِّق كسَيِّدٍ، وقد تَقَدَّمَ شاهدُه من قَوْلِ لَبِيدٍ⁣(⁣٧) في «روق» كالرَّيُّوقِ، كتَنُّورٍ عن أَبي عُبَيْدَةَ.

  ورَيْقُ السَّيْفِ: اللَّمَعانُ ومنه حَدِيثُ بَدْرٍ: «فإِذا بِرَيْقِ


(١) في الديوان واللسان: يحمد في اللأواء.

(٢) في الصحاح واللسان والتكملة «ألكؤها» بدلاً من «أوطؤها» والمثبت كرواية التهذيب، وقد صوّبها الصاغاني.

(٣) في التهذيب واللسان والتكملة: حتى يخاف فوت الوقوف (في التكملة: التعريف) وزيد في التهذيب: بعرفة في وقته.

(٤) في التهذيب: سريع إلى الشرّ سريع الحدّة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والرحق محركة: التهمة والإثم عن قتادة مكرر، ذكره في أول المستدرك، كما أن قوله بعد شعر رؤبة: والرحق أيضاً: الهلاك مكرر مع ما قبله ا هـ».

(٦) في ديوانه: الزهق.

(٧) كذا بالأصل هنا ومثله في اللسان، وقد تقدم في مادة روق الشاهد المعني للبعيث وروايته: مدحنا لها ريق ...... أعجما وقد صوب الصاغاني نسبته: للبعيث وقال: وليس البيت للبيد.