تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دقق]:

صفحة 142 - الجزء 13

  وفَرَسٌ دِفَقٌّ، كخِدَبٍّ، وطِمِرٍّ أَي: جَوَادٌ يَتَدَفَّقُ في مَشْيِه ويُسْرِعُ، وهي دَفُوقٌ ودِفاقٌ كصَبُورٍ، وكِتابٍ [ودِفِقَّةٌ] *، ودِفِقَّى كزِمِكَّى ودِفَقَّى بفتح الفاءِ.

  ويُقال: جاءُوا دُفْقَةً واحِدَةً، بالضَّمِّ، أَي: جاءُوا بمَرَّةٍ واحِدَةٍ⁣(⁣١)، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجازٌ.

  ودَفَّقَتْ كَفّاهُ النَّدَى تَدْفِيقاً أَي: صَبَّتاهُ قالَ الجَوْهَرِيُّ: شُدِّدَ للكَثْرةِ.

  وانْدَفَقَ: انْصَبَّ.

  وتَدَفَّقَ: تصَبَّبَ وكِلاهُما مُطاوِعُ دَفَقَه دَفْقاً، وقال رُؤْبَةُ:

  وَجُودُ مَرْوانَ إِذا تَدَفَّقَا ... جُودٌ كجُودِ الغَيْثِ إِذْ تَبَعَّقَا⁣(⁣٢)

  * ومما يُسْتَدَركُ عليه:

  اسْتَدْفَقَ الكُوزُ: انْصَبَّ بمَرَّةٍ، ويُقال - في الطِّيَرَةِ عند انْصِبابِ نحوِ كُوزٍ -: دافِقُ خَيْرٍ، نَقَله اللَّيْثُ.

  ودَفَقَ النَّهْرُ والوادِي: إِذا امْتَلَأَ حَتّى يَفِيضَ الماءُ من جَوانِبِه.

  والدُّفاقُ: المَطرُ الواسِعُ الكَثِيرُ، ومنه حَدِيثُ الاسْتِسْقاءِ: «دُفاق العَزائِل»، والعَزائِلُ: مَخارِجُ الماءِ من المَزادِ، مَقْلُوبُ العَزالِيّ.

  وفَمٌ أَدْفَقُ: انْصَبَّتْ أَسْنانُه إلى قُدّام.

  وتَدَفَّقَتِ الأُتُنُ: أَسْرَعَتْ.

  وهو يَتَدَفَّقُ في الباطِلِ تَدَفُّقاً: إِذا كانَ يُسارِعُ إِليهِ، وهو مَجازٌ.

  وتَدَفَّقَ حِلْمُهُ: ذَهَبَ، وهو مَجازٌ، قالَ الأَعْشَى:

  فما أَنَا عَمّا تَصْنَعُونَ بغافِلٍ ... ولا بسَفِيهٍ حِلْمُه يتَدَفَّقُ⁣(⁣٣)

  ودَوْفَقُ، كجَوْهَرٍ: قَبِيلَةٌ، نقَلَه ابنُ بَرِّيٍّ، وأَنْشَدَ:

  لو كُنْتُ من دَوْفَقَ أَو بَنِيها ... قَبِيلَةٌ قد عَطِبَتْ أَيْدِيها

  مُعَوِّدِينَ الحَفْرَ حافِرِيها

  ونَهْرٌ مِدْفَقٌ: دَفّاقٌ، قالَ رُؤْبَةُ:

  يَغْشَوْنَ غَرّافَ⁣(⁣٤) السِّجالِ مِدْفَقَا

  والدَّفَقُ في قَوْلِ رُؤْبَةَ:

  قَدْ كَفَّ من حائِرِه بعدَ الدَّفَقْ ... في حاجِرٍ كَعْكَعَهُ عن البَثَقْ

  إِنَّما حَرَّكَه ضَرُورَةً.

  [دقق]: دَقَّهُ يَدُقُّه دَقًّا: كَسَرَهُ بأَيِّ وَجْهٍ كان.

  أَو دَقَّهُ: ضَرَبَهُ بشَيْءٍ فهَشَمَهُ فانْدَقَّ ذلِكَ الشَّيءُ، مثل الدَّواءِ وغيرِه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: دَقَّ الشَّيءَ يَدُقُّه دَقًّا: إِذا أَظْهَرَهُ وأَنْشَدَ لزُهَيْرِ بن أَبِي سُلْمَى:

  تدارَكْتُما عَبْساً وذُبْيانَ بعدَ ما ... تَفَانَوْا ودَقُّوا بَيْنَهُم عِطْرَ مَنْشِمِ⁣(⁣٥)

  أَي: أَظْهَرُوا العَداواتِ والعُيُوبَ. ويُقالُ في العَدَاواتِ: لأَدُقَّنَّ شُقُورَك، أَي: لأُظْهِرَنَّ أُمُورَكَ.

  والمِدَقُّ، والمِدَقَّةُ* بكسرِهِما على القِياسِ.

  والمُدُقُّ، بضمَّتَيْنِ وهو نادِرٌ قال سِيبَوَيْه: هو أَحدُ ما جاءَ من الأَدَواتِ الَّتِي يُعْتَمَلُ بِهَا على مُفْعُل بالضَّمِّ: ما يُدَقُّ به الشَّيْءُ، قال العُجَّاجُ يصِفُ الحِمارَ والأُتُنَ.

  يَتْبَعْنَ جَأْباً كمُدُقِّ المِعْطِيرْ⁣(⁣٦)

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْني مِدْوَكَ العَطّارِ، حَسِبَ أَنّه يُدَقُّ بهِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: والمُدُقُّ: حَجَرٌ يُدَقُّ به الطِّيبُ، ضُمَّ الميمُ


(*) ساقطة من المصرية والكويتية.

(١) في التهذيب: جاءوا دفعة واحدة.

(٢) تقدم في مادة بعق. وانظر تعليقنا هناك.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١٩ برواية:

فما أنا عما تعملون بجاهلٍ: ... ولا بشباة جهلُهُ يتدفقُ

(٤) عن الديوان ص ١١٥ وبالأصل «عراف» بالعين المهملة.

(٥) ديوانه بشرح ثعلب ص ١٥.

(*) في القاموس: «المدقة» تقديم على: «المدق».

(٦) أنكر الصاغاني في التكملة نسبته للعجاج وقال: ليس للعجاج على هذا الرويّ رجز،. وهو في ديوانه فيما نُسب إليه.