تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ملو]:

صفحة 197 - الجزء 20

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَكَوَانُ، بالتحْرِيك، مُثَنَّى مَكْو لحُجْر الضَّبِّ؛ قال الشاعرُ:

  بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ⁣(⁣١)

  وقد يكونُ المَكْوُ للطائِرِ والحَيَّة.

  وقال أَبو عَمْرو: وتمَكَّى الغُلامُ إذا تَطَهَّرَ للصَّلاةِ؛ وأَنْشَدَ لعَنْتَرَةَ الطائي:

  إِنَّكَ والجَوْرَ على سَبِيلِ ... كالمُتَمَكِّي بدَمِ القَتِيلِ

  يُريدُ كالمُتَوَضِّئ والمُتَمَسِّح.

  وبَنُو مِيكال: قوْمٌ بنَيْسابُور بيتُ أمارَةٍ وحديثٍ، منهم: مَمْدُوحُ بنُ دُرَيْدٍ في المَقْصورَةِ، وقد ذُكِرُوا في اللامِ.

  [ملو]: ومَلَا البَعِيرُ يَمْلُو مَلْواً، سارَ سَيْراً شَدِيداً؛ ومنه قولُ مُلَيْح الهُذَلي:

  فأَلْقَوْا عَلَيْهِنَّ السِّياطَ فَشَمَّرَتْ ... سَعالٍ عَلَيْها المَيْسُ تَمْلُو وتَقْذِفُ⁣(⁣٢)

  أَو مَلَا مَلْواً: إذا عَدَا؛ ومنه حِكايَةُ الهُذلي: فرأَيْتُ الذي ذَمَا يَمْلُو أَي الذي نَجا بذَمائِه يَعْدُو.

  ومَلَّاكَ اللهُ حَبِيبَكَ تَمْلِيَةً: أَي مَتَّعَكَ به وأَعاشَكَ مَعَهُ طَوِيلاً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  قالَ: ويقالُ: تَمَلَّى عُمْرَهُ، وكذلكَ مَلِيَّهُ، أَي اسْتَمْتَعَ منه.

  ويقالُ لمَنْ لَبِسَ الجَدِيدَ: أَبْلَيْتَ جَديداً وتَمَلَّيْت حَبِيباً: أَي عِشْتَ معه مِلاوَةً مِن دَهْرِكَ وتَمَتَّعْتَ به؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للتَّمِيمِي في يَزِيدِ بنِ مِزْيد الشَّيْباني:

  وقد كنتُ أَرْجُو أُمَلَّاك حِقْبَةً ... فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِيا

  ألا فَلْيَمُتْ من شاء بَعْدَك إنَّما ... عَلَيْكَ مِنَ الأقْدارِ كان حِذارِيا⁣(⁣٣)

  وأَمْلاهُ اللهُ إيَّاه⁣(⁣٤) ومَلَّاهُ.

  وأَقَمْتُ عنْدَه مَلاوةً من الدَّهْرِ، ومَلْوَةً⁣(⁣٥) من الدَّهْرِ، مُثَلَّثَتَيْنِ؛ نقلَهُمَا الجَوْهرِي؛ والتَّثْليثُ في الأخيرِ، حَكَاه الفرَّاء؛ أَي بُرْهَةً منه وحِيناً.

  والمَلِيُّ، كغَنِيِّ: الهَوِيُّ مِن الدَّهْرِ؛ ومنه قولُه تعالى: {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}⁣(⁣٦)، أَي طَوِيلاً.

  وأَيْضاً: السَّاعَةُ الطَّوِيلَةُ مِن النَّهارِ. يقالُ: مَضَى مَلِيٌّ مِن النَّهارِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  والمَلا، غَيْرُ مَهْمُوزٍ يُكْتَبُ بالألفِ عنْدَ البَصْريِّين وغيرُهم يَكْتبُه بالياءِ، الصَّحراءُ، وهو المُتَّسَعُ مِن الأرْضِ.

  وقال الراغِبُ: هي المفازَةُ المُمْتَدَّةُ؛ قال الشاعرُ:

  ألا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوْبَ بالمَلا ... فإنَّ المَلا عِنْدِي يَزيدُ المَدَى بُعْدا⁣(⁣٧)

  وقالَ الأَصْمعي: المَلا برث أَبْيَض ليسَ برَمْل ولا جلد.

  والمَلَوانِ، بالتَّحْرِيكِ، مُثَنَّى المَلَا؛ اللَّيْلُ والنَّهارُ.

  يقالُ: لا أَفْعَله ما اخْتَلَفَ المَلَوانِ.

  وقال الرَّاغبُ: وحَقِيقَةُ ذلكَ تَكَرّرهما وامْتِدادُهُما بدَلالَةِ أنَّهما أُضِيفَا إليهما في قولِ الشاعرِ:

  نَهارٌ وَلَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما ... على كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفَانِ


(١) البيت لكثير يصف ناقة، وصدره:

كأن خليفيْ زورها ورحاهما

انظر اللسان (خلف. صدن).

(٢) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٤٧ وبالأصل: «تقدف» واللسان والتهذيب وفيهما: «سعالى» والتكملة.

(٣) اللسان والأول في الصحاح ولم ينسبه.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: ومَلَّاهُ.

(٥) في القاموس: ملاوةٌ ... وملوةٌ» بالرفع والتنوين في اللفظتين، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتض النصب، وهو ظاهر.

(٦) سورة مريم، الآية ٤٦.

(٧) اللسان والتهذيب ومعجم البلدان «الملا» بدون نسبة.