تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سفف]:

صفحة 273 - الجزء 12

  ومَكَانٌ مُسَاعِفٌ أي قَرِيبٌ، دَانٍ، وكذا مَنْزِلٌ مُسَاعِفٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  السَّعَفَةُ، مُحَرَّكَةً: النَّخْلَةُ نَفْسُهَا، كما في اللِّسَان، وَجَمْعُ السَّعَفَةِ: سَعَفَاتٌ، ومنه قَوْلُ عَمَّارٍ ¥: «لو ضَرَبُونَا حتى يَبْلُغُوا بِنا سَعَفَاتِ هَجَرَ».

  وَالسَّعَفَةُ: لُغَةٌ في السَّعْفَةِ، بالفَتْحِ، بمَعْنَى داءِ الثَّعْلَبِ.

  وَالسُّعَافُ، كغُرَابٍ: شُقَاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ، كذا في المُحِيطِ، واللِّسَانِ.

  وَأَسْعَفَ إِليه: تَوَجَّهَ، وقَصَدَ.

  وَالسَّعَفُ: ضَرْبٌ مِن الذُّبابِ، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ:

  حَتَّى أَتَيْتُ مُرِيًّا وهْوَ مُنْكَرِسٌ ... كَاللَّيْثِ يَضْرِبُهُ في الغَابَةِ السَّعَفُ⁣(⁣١)

  وَسَاعَفَهُ جَدُّهُ: سَاعَدَهُ، وهو مَجازٌ، وكذا: سَاعَفَتْهُ الدُّنْيَا، كما في الأَساسِ.

  [سفف]: السَّفِيفُ، كَأَمِيرٍ: نَبْتٌ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وقال أَبو عمرِو: السِّفِيفُ: اسْمٌ لإِبْلِيسَ، وَفي بعضِ نسَخِ النَّوَادرِ: هو السَّفْسَف.

  وفي الصِّحاحِ: السَّفِيفُ: حِزَام الرَّحْلِ⁣(⁣٢) زادَ غيرُه: وَالهَوْدَجِ.

  وقال اللَّيْث: السَّفِيفُ، الْمُرُورُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَقد سَفَّ الطَّائِرُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ.

  وسَفَّ الْخُوصَ، يَسُفُّهُ، سَفًّا: نَسَجَهُ بَعْضَه علَى بَعْضٍ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: بالأَصَابِعِ، كَأَسَفَّهُ، إِسْفَافاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال: وهما لغَتَانِ، وكلُّ شَيْءٍ يُنْسَجُ بالأَصَابعِ فهو الإِسْفافُ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَسْفَفْتُ الخَوصَ، وقال الأَزْهَرِيُّ: سَفَفْتُ الخُوصَ، بغيرِ أَلِفٍ، مَعْرُوفَةٌ صحيحةٌ، ومنه قِيل لِتَصْديرِ الرَّحْلِ: سَفِيفٌ؛ لأَنه مُعْتَرِضٌ⁣(⁣٣) كسَفِيفِ الخُوصِ، وقال أَبو عُبَيْدٍ: رَمَلْتُ الحَصِيرَ، وأَرْمَلْتهُ، وسَفَفَتهُ، وأَسْفَفْتُه، مَعْنَاهُ كلُّه: نَسَجْتُه. والسُّفَّةُ، بِالضَّمِّ، السَّفِيفَة، وهو ما يُسَفُّ من الخوص وَيُجْعَلُ مِقْدَارَ الزَّبِيلِ أو الجُلَّةِ.

  والسُّفَّةُ: الْقَبْضَة مِن القَمْحِ، ونَحْوهِ، وَفي الصِّحاحِ: وَسُفَّةٌ مِن السَّوِيقِ: أي حَبَّةٌ منه وقُبْضَةٌ، وبهما رُوِيَ حديث أَبي ذَرٍّ ¥: «ما في بَيْتَكَ سُفَّةٌ، ولا هِفَّةٌ».

  والسُّفَّة: شَيْءٌ مِن القَرَامِلِ، مِن شَعَرٍ أو صُوفٍ، تَصِل بِهَا، وَفي نسخَةٍ: به شَعَرَهَا، ولم يَكْرَهْهُ إِبْرَاهِيمُ بنُ يَزِيدَ⁣(⁣٤) النَّخَعِيُّ، وَنَصُّه: كَرِهَ أَن يُوصَلَ الشَّعَرُ، وقَالَ: لَا بَأْسَ بِالسُّفَّةِ، قال ابنُ الأَثِيرِ: هو شيْءٌ تَضَعُه المَرْأَةُ علَى رَأْسِها، وَفي شَعْرِهَا لِيَطُولَ.

  وسَفِفْتُ السَّوِيقَ، والدَّوَاءَ، وَنَحْوَهما، بالْكَسْرِ، أَسَفُّهُ، سَفًّا، واسْتَفَفَتْهُ: أي قَمَحْتُهُ، أو أَخَذْتُهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال: وكلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غيرَ مَعْجُونٍ هو سَفُوفٌ، كَصَبُورٍ، مِثْل سَفُوفِ حَبِّ الرُّمَّانِ، وغيرِه.

  والاسْمُ: سُفَّةٌ، بالضَّمِّ، وَبالفَتْحِ، فِعْلُ مَرَّةٍ، وقال أَبو زيدٍ: سَفِفْتُ المَاءَ، أَسَفُّهُ، سَفّاً، وسَفِتُّهُ، أَسْفَتُهُ، سَفْتاً، أي أَكْثَرْتُ مِنْهُ، فلَم أَرْوَ.

  والسَّفُّ: طَلْعَةُ الفُحَّالِ، قَاله أَبو عمرٍو، وسِياقُه يَقْتَضِي الفَتْحَ، وضَبَطَهُ الصَّاغَانِيُّ بالكَسْرِ.

  والسَّفُّ: أَكْلُ الإِبِلِ اليَبِيسَ.

  وعن ابن الأَعْرَابِيِّ، وأَبي عمرٍو: السُّفُّ، بالْكَسْرِ، وَالضَّمِّ: الْأَرْقَمُ مِن الحَيَّاتِ، أَو هي التي تَطِيرُ في الهَوَاءِ، وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  وَحتَّى لَوَانَّ السُّفَّ ذَا الرِّيشِ عَضَّنِي ... لَمَا ضَرَّنِي مِنْ فِيهِ نَابٌ ولا ثُعْرُ

  قال: الثُّعْرُ: السَّمُّ.

  قال ابنُ سِيدَه: ورُبَّمَا خُصَّ به الأَرْقَمُ، وقال مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ، يَرْثِي أَخاه عَمْرًا الذي قَتَلَهُ عَضَلٌ:

  جَوَاداً إذَا مَا النَّاسُ قَلَّ جَوَادُهُم ... وَسُفًّا إِذَا مَا صَارِخُ المَوْتِ أَفْزَعَا⁣(⁣٥)


(١) اللسان، ونسبه لعدي بن الرقاع.

(٢) في القاموس «حزامُ الرَّجلِ» والمثبت يوافق رواية الصحاح واللسان.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: معرَّض.

(٤) بالأصل «زيد» والمثبت عن ميزان الاعتدال ١/ ٧٤.

(٥) ديوانه الهذليين ٣/ ٤١ في شعر المعطل أحد بني رهم يرثي عمرو بن خويلد وكان غزا عضل بن الديش وهم من الفارّة فقتلوه، وعجزه فيه.