تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حربج]:

صفحة 325 - الجزء 3

  وفي الحديث: «حَدِّثُوا عن بني إِسرائِيلَ ولا حَرَجَ، قال ابنُ الأَثير معناهُ لا بَأْسَ ولا إِثْمَ عليكم أَن تُحَدِّثُوا عنهم ما سَمِعْتُم، وقيل غيرُ ذلك⁣(⁣١).

  ومن أَحاديث الحَرَجِ قوله # - في قَتْلِ الحَيّاتِ -: «فَلْيُحَرِّجْ علَيْهَا»، هو أَنْ يقولَ لها: أَنتِ في حَرَجٍ، أَي ضِيقٍ إِنْ عُدْتِ إِلينا فلا تَلومِينَا أَن نُضَيِّقَ⁣(⁣٢) عليك بالتَّتَبُّعِ والطّرْدِ والقَتْل.

  وفي حديث ابن عباس - ®، في صلاة الجمعة -: «كَرِهَ أَن يُحْرِجَهُم»، أَي يُوقِعَهُمْ في الحَرَجِ، قال ابنُ الأَثير: وورد الحَرَجُ في أَحاديثَ كثيرةٍ، وكلّها راجعة إِلى هذا المعنَى.

  والحَرِجُ كَكَتِفِ: الذي يَهابُ أَنْ يَتَقَدَّم على الأَمْرِ، وهذا ضِيقٌ أَيضاً.

  وحَرِجَ الغُبَارُ، كفَرِحَ، فهو حَرِجٌ: ثارَ في مَوضِع ضَيِّقٍ فانْضَمّ إِلى حائِطٍ أَو سَنَدٍ، قال:

  وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتَامُ لَهَا ... يَهْلِكُ فيها المُنَاجِدُ البَطَلُ

  قال الأَزهَرِيّ: قال اللَّيْثُ: يقال للغُبارِ السّاطِعِ المُنْظَمِّ إِلى حائطٍ أَو سَنَدٍ: قد حَرِجَ إِليهِ. وقَالَ لَبِيدٌ:

  حَرِجاً إِلى أَعلامِهِنّ قَتَامُها⁣(⁣٣)

  وَمَكَانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ.

  ويقال: أَحْرَجَ امرأَتَه بِطَلْقَة، أَي حَرَّمها.

  ويقال: أَكَسَعَهَا⁣(⁣٤) بالمُحْرِجَاتِ؟ يريد بثلاثِ تَطْلِيقاتٍ، وهو مجاز.

  وقرأَ ابنُ عبّاس ® «وحَرْثٌ حِرْجٌ» أَي حَرَامٌ، وقرَأَ النّاس {وَحَرْثٌ حِجْرٌ}⁣(⁣٥).

  وَرَكِبَ الحَرَجَةَ، أَي الطَّرِيقَ، وقيل: مُعْظَمُه، وقد حُكِيَتْ بجِيمينِ، كما تقدّم.

  والحَرَجُ، محركةً، والحِرْجُ بالكسر: الشَّحَصُ⁣(⁣٦).

  وحَرَجَ الرجُلُ أَنْيابَه، كنَصَر: يَحْرُجُها حَرْجاً: أَحَكَّ⁣(⁣٧) بَعْضَها إِلى بعض من الحَرَدِ، قال الشاعر:

  ويومٌ تُحْرَجُ الأَضراسُ فيهِ ... لأَبْطَالِ الكُماةِ به أُوامُ

  والحِرْجُ بالكسر: جَماعةُ الغَنَمِ، عن كُراع، وجمعه أَحْرَاجٌ.

  وفي الأَساس: احْرَنْجَجَتِ⁣(⁣٨) الإِبل اجتمَعَتْ وتَضَامَّت.

  [حربج]: الحُرْبُجُ، كعُصْفُرٍ، وحِرْبَاجٌ مثل دِرْباسٍ: الضَّخْمُ، يقال: إِبلٌ حَرَابِجٌ، وبَعيرٌ حُرْبَجٌ.

  [حرزج]: الحَرَازِجُ، الراءُ قبل الزاي: مِيَاهٌ لجُذَامَ، وفي اللسان لِبَلْجُذَامَ، قال راجزُهم:

  لقد وَرَدْتُ عافِيَ المَدَالِجِ ... من ثَجْرَ أَوْ أَقْلِبَةِ الحَرازِجِ

  [حشرج]: الحَشْرَجُ: حِسْيٌ يكونُ فيه حَصًى.

  وقيل: هو الحِسْيُ في الحَصَى.

  وقيل: هو شِبْهُ الحِسْيِ تَجْتَمعُ فيه المِيَاهُ.

  والحَشْرَجُ: الكُوزُ الرَّقِيقُ النَّقِيّ الحَارِيّ، بالحَاءِ المهملة وياءِ النِّسبة، كذا في النّسخ، وأَنشد المُبرّد:

  فَلَثَمْتُ فاهَا آخِذاً بِقُرونِها ... شُرْبَ النَّزِيفِ بَبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: غير ذلك، منه ما ذكر صاحب اللسان قال: وقيل: الحرج أضيق الضيق، فمعناه أن لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روى أن ثيابهم كانت تطوم، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان، وغير ذلك لا أن نتحدث عنهم بالكذب، انظر بقية عبارته» وانظر النهاية فالعبارة وردت فيها.

(٢) عن النهاية، وبالأصل «يضيق».

(٣) من معلقته بيت رقم ٦٤ وصدره:

فعلوت مرتقباً إلى مرهوبةٍ

(٤) في التكملة: «كسعها» وما أثبت يوافق ما جاء في التهذيب واللسان.

(٥) سورة الأنعام الآية ١٣٨.

(٦) عن اللسان، وبالأصل: الشخص.

(٧) في اللسان: «حكّ».

(٨) في الأساس: «احرنجمت» وفي اللسان «حرجم» وحرجمت الابل فاحر نجمت إذا رددتها فارتد بعضها على بعض واجتمعت. وشاهده فيه قول رؤبة:

عاين حيًّا كالحراج نعمه ... يكون أقصى شله محر نجمه