تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلت]:

صفحة 72 - الجزء 3

  سُفيَانُ بنُ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ الزّاهد، محدّث.

  وسُكْتانُ أَيضاً، ويقال: سُجْتَانُ، بالجيم: بلدٌ بالمغْرِب، وإِليه نُسِبَ عِيسى الكتّانِيّ، شيخ مشايخِ مَشايِخِنا.

  وآل باسكوتة: جماعة باليَمَن.

  [سلت]: سلت المِعَى، يسْلُتُ بالضّم، سَلْتاً، ويسْلِتُ بالكسر: إِذا أَخْرَجَهُ بِيَدِهِ. وفي اللِّسان: السَّلْتُ: قَبْضُك على الشَّيْءِ أَصابَهُ قَذَرٌ ولَطْخٌ، فتسْلِتُه عنه سَلْتاً، والمعنى تَسْلتُ حتى يَخْرُج ما فيه.

  ومن المجازِ: سَلَتَ أَنْفَه⁣(⁣١) بالسَّيْفِ، وفي المُحْكم: وسَلَتَ أَنْفَهُ يَسْلِتُهُ، سَلْتاً: جَدَعَهُ

  وفي حديث سَلْمانَ: «أَنَّ عُمَرَ قال: مَنْ يَأْخُذُها بما فيها؟ يعني الخِلافةَ، فقال سَلْمَانُ: منْ سَلَتَ اللهُ أَنْفَه»، أَي: جَدَعَهُ وقَطَعَهُ.

  وسَلَتَ الشَّعَرَ، وفي اللسان: سَلَتَ رأْسَهُ: أَي حَلَقَهُ ورأْسٌ مَحْلوتٌ، ومَسلُوتٌ، ومَسبوتٌ، ومَحلُوقٌ: بمعنًى واحدٍ.

  وسَلَتَ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ، وفي حديثِ حُذَيْفَةَ وأَزْدِ عُمَانَ: «سَلَتَ اللهُ أَقْدامَها» أَي: قَطَعَها. وسَلَتَ يَدَه بالسَّيْفِ، قَطَعَها، يُقَالُ: سَلَتَ فُلانٌ أَنْفَ فُلانٍ بالسَّيْفِ سَلْتاً: إِذا قَطَعُه كُلَّه.

  وفي حديث أَهل النّارِ: «فيَنْفُذُ الحَمِيمُ إِلى جوْفِهِ فيَسْلِتُ ما فِيهَا»، أَي يَقْطَعُه ويَستأْصِلُه. وأَصلُ السَّلْتِ: القَطْعُ.

  وسَلَتَ دَمَ البَدَنَةِ: قَشَرَهُ بالسِّكِّينِ، عن اللِّحْيَانيّ، هكذا حكاه. قال ابنُ سِيدَهْ: وعندي أَنَّهُ قَشَرَ جِلْدَهَا بالسِّكِّين حَتَّى أَظْهَرَ دَمَها.

  وسَلَتَ القَصْعَةَ من الثَّرِيد، يَسْلُتُها، سَلْتاً: إِذا مَسَحَها بِإِصْبُعِه لِتَنْظُفَ. وفي الحديث: «أُمِرْنَا أَنْ نَسْلُتَ الصَّحْفَةَ»، أَي: نَتَتَبَّعَ ما بَقِيَ فيها من الطَّعَامِ ونَمْسَحَها بالأَصابِع، كاسْتَلَتَهَا، وهذه عن الصّاغَانيّ. وسَلَتَتِ المَرْأَةُ الخِضابَ عن يَدِهَا: إِذا مَسَحَتْهُ وأَلْقَتْهُ، وفي الصَّحِاح: إِذا أَلْقَتْ عَنْهَا العُصْمَ.

  والعُصْمُ: بالضَّمّ: بَقِيّة كلّ شيْءٍ، وأَثَرُهُ من القَطِرَانِ والخِضابِ ونَحْوِه.

  وفي حديث عائشةَ، ^، وسُئلتْ عن الخِضابِ، فقالت «اسْلِتِيهِ وأَرْغِمِيهِ».

  وسَلَتَ فُلاناً: ضَرَبَهُ وَجَلَدَه.

  وسَلَتَ بِسَلْحِهِ: رَمَى⁣(⁣٢)، وذا من زياداته.

  والسُّلَاتَةُ بالضَّمّ: ما يُسْلَتُ منه.

  وهو أَيضاً ما يُؤْخَذُ بالإِصبَعِ من جَوانبِ القَصْعَةِ لِتَنْظُفَ، ويُقَال: انْسَلَتَ عَنَّا: أَي انْسَلَّ من غيْرِ أَنْ يُعْلَمَ به.

  والمَسلُوتُ: الَّذِي أُخِذَ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْمِ.

  وقيل: السَّلْتُ: هو إِخراجُ المائع والرَّطْبِ اللّاصق بشيْءٍ آخَرَ، قاله شيخُنَا.

  والسُّلْتُ، بالضَّمّ: الشَّعِيرُ بِعَيْنِه، أَو ضَرْبٌ مِنْهُ، أَو هو الشَّعيرُ الحامِضُ⁣(⁣٣). وقال اللَّيْثُ السُّلْتُ: شَعِيرٌ لا قِشْرَ له، أَجرَدُ. زاد الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّهُ الحِنْطَة، يكونُ بالغَوْر والحجَاز يَتَبَرَّدُونَ بسَوِيقه في الصَّيْف.

  وفي الحَدِيث: «أَنّه سُئل عن بَيْعِ البَيْضَاءِ بالسُّلْتِ» هو شَعِيرٌ أَبيضُ لا قِشْرَ له، وقيل: هو نوعٌ من الحِنْطَةِ، والأَوّل أَصَحُّ، لأَنّ البيضاءَ الحِنْطَةُ.

  ورُوِيَ عن النَّبِيّ، ، أَنّه «لَعَنَ السَّلْتَاءَ والمَرْهاءَ» السَّلْتَاءُ من النِّساءِ: الَّتِي لا تَعَهَّدُ يَدَيْهَا بالخِضَاب؛ وقيل: هي الّتي لا تَخْتَضِبُ البَتَّةَ. ومثلُه في الأَساس وغيرِه. وأَعْطِني من سُلَاتَةِ⁣(⁣٤) حِنّائِك.

  وذَهَبَ مِنّي الأَمْرُ فَلْتَةً، وسَلْتَةً: أَي سَبَقَني وفَاتَنِي؛ وقيل: هو إِتْبَاعٌ. والأَسْلَتُ مَنْ أُوعِبَ جَدْعُ أَنْفِهِ، وهو الأَجْدَعُ، وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ.

  وهو والدُ أَبِي قَيْسٍ الشّاعرِ صَيْفِيّ بن الأَسْلَت، واسْمُ الأَسْلَتِ: عامرٌ، فهو لَقَبٌ له.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه في هذه المادّة:


(١) في القاموس: «والأنف» وفي اللسان فكالأصل. (٣) في القاموس: «الحامض منه» وفي اللسان فكالأصل.

(٢) في التكملة: رمى به. (٤) عن الأساس، وبالأصل: وأعطني من مسلات.