تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مأي]:

صفحة 174 - الجزء 20

  دَلْوَ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ⁣(⁣١)

  وتمَأَّى الشَّرُّ بَيْنَهم: أَي فَشَا واتَّسَعَ؛ وفي بعضِ النسخِ السِّرُّ بالسِّين المُهْملةِ المَكْسورة، وهو غَلَطٌ.

  وفي الصِّحاح: تَمَأَّى ما بَيْنهم أَي فَسَدَ.

  والمَأْوَةُ: أَرضٌ مُنْخَفِضَةٌ، ج مَأْوٌ. نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  ومَأَى السِّنَّوْرُ يَمْؤُ مُواءً⁣(⁣٢)، بالضَّمِّ كغُرابٍ: صاحَ.

  وفي الصِّحاح: مَأَتِ السِّنّورُ: صاحَتْ، مثْلُ أَمَتْ تَأْمُو أُماء.

  والمَأْوَى⁣(⁣٣): الشَّدَّةُ.

  وذُو المَأْوَيْنِ: ع.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هرَّةٌ مؤوء زِنَةً معوع.

  وأَمْوَى: صاحَ صِياحَ السِّنَّورِ؛ عن أَبي عَمْرٍو.

  ويقالُ للسِّنَّورِ: مَائِيَة زِنَةَ ماعِيَة، وماءَةٌ زِنَةَ مَاعَةٍ.

  ومَأَوْتُ بَيْنهم: إذا ضَرَبْتُ بعضَهم ببعضٍ؛ عن اللّيْثِ.

  [مأي]: ي مَأَى فيه، كسَعَى: بالَغَ وتعَمَّقَ⁣(⁣٤)، والمَصْدرُ: مَأْيٌ كسَعْيٍ.

  ومَأَى الشَّجَرُ: طَلَعَ أَو أَوْرَقَ؛ كلُّ ذلك في المُحْكم.

  ويقالُ: مَأَى ما بَيْنَهم: أَي أَفْسَدَ، زادَ ابنُ سِيدَه: ونَمَّ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:

  وَيَعْتِلُونَ مَن مأَى في الدَّحْسِ⁣(⁣٥)

  وفي التَّهْذيب: مَأَيْت بينَ القَوْمِ إذا دَبَبْتُ بَيْنهم بالنَّمِيمة؛ قالَ:

  ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ ... لم يَزَلْ ذا نَمِيمَةٍ مأآءَ⁣(⁣٦)

  ومَأَى القومَ: تَمَّمَهُم بنفسِهِ مائَةً، فهم مَمْئِيُّونَ؛ وإذا تمَّمَهُم بغيرِهِ فقد أَمآهُم؛ عن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ الأزْهرِي.

  وَتَمأَّى السِّقاءُ تَمَئِّياً: تَوَسَّعَ وَامْتَدَّ، وهو تَفَعّل وقد تقدَّمَ عن الجَوْهرِي؛ وهو مُطاوعُ مَأَيْته مَأْياً، والأوَّل الذي ذُكِرَ في الواوِ مُطاوعُ مَأَوْته مَأْواً، فليس بتكْرارٍ كما يظنُّه بعضٌ.

  ووَقَعَ في نسخِ التَّهذيبِ: تَمَاءَى الجِلْدُ والسِّقاءُ على تَفاعَل⁣(⁣٧) وهو صَحِيحٌ أَيْضاً.

  وامْرَأَةٌ ماءَةٌ، كمَاعَةٍ، أَي نمَّامَةٌ، مَقْلوب، وقِياسُه مآةٌ كمَعاةٍ؛ كذا هو نَصُّ المُحْكم.

  وفي التهْذِيبِ: امرأَةٌ مآءَةٌ، كمعاعةٍ⁣(⁣٨)، نمَّامَةٌ.

  والمِائَةُ، بالكسْر، وإنَّما أَطْلَقَه لشُهْرتِهِ، عَدَدٌ مَعْروفٌ؛ قالَ الزَّمَخْشرِي: واشْتِقاقُه مِن مَأَيْت الجِلْدَ مَدَدْته لأنَّه عَدَدٌ مُمْتد، وهو اسمٌ يُوْصَفُ به؛ حَكَى سيبويه: مَرَرْتُ برَجُلٍ مِائةٍ إِبِلُهُ، قالَ: والوَجْهُ الرَّفْعُ.

  وقالَ الجَوْهرِي: أَصْلُه مِأىً كمِعًى، والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ.

  ونقلَ الأزْهرِي عن اللّيْث: المِائَةُ حذفَ مِن آخرِها ياء⁣(⁣٩)، وقيلَ: حَرْفٌ لَين لا يُدْرَى أَواوٌ هو أَو ياءٌ.

  ونقلَ الجَوْهرِي عن الأَخْفَش قالَ: بعضُ العَرَب يقولون مِائَةَ دِرْهَم يُشمُّون شيئاً مِن الرَّفْعِ في الدالِ ولا يبينونَ، وذلكَ الإخْفاءُ.

  ونقلَ عن ابنِ السِّكِّيت: قالَ الأخْفَش: لو قُلْتَ في ج جَمْع مِائَةٍ مِئاتٌ، كمِعاتٍ، لكانَ جائِزاً؛ وإذا جَمَعْت بالواو والنونِ قُلْتَ مِئُونَ، بكسْر الميمِ، وبعضُهم يقول:


(١) الصحاح، وذكره في اللسان من خمسة شطور.

(٢) في القاموس: مُؤَاءٌ.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: والمأَوَاءُ.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: وتَمَعَّقَ.

(٥) الصحاح واللسان وبعده:

بالمأس يرقى فوق كل مأس

(٦) اللسان والتهذيب والأساس وصدره في المقاييس ٥/ ٢٩٢ بدون نسبة: وبالأصل «مآء».

(٧) كذا بالأصل ولم ترد في التهذيب، وعبارته: تَمَأَّى السقاء.

(٨) في التهذيب: منَّاعة.

(٩) في التهذيب: واو.