[كشث]:
  طِوالٌ، وخِطْرَةٌ ناعِمَةٌ إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والنّاس يَسْتَمُشُونَ بلَبَنِها، وقال أَبو ذَرَّةَ الهُذَلِي(١):
  إِنّ حَبِيبَ بْنَ اليَمَانِ قد نَشِبْ ... في حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ(٢)
  قال السُّكَّريّ: الكَرَاثُ: نَباتٌ أَو شَجَرٌ.
  وكَرَاثٌ: جَبَلٌ، وبه فُسِّر قولُ ساعدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
  وما ضَرَبٌ بيضاءُ يَسْقِيَ دَبُوبَها(٣) ... دُفَاقٌ فعَرْوَانُ الكَرَاثِ فَضِيمُها
  وكَرَثَهُ الأَمرُ والغَمُّ يَكْرثُه بالكسر، وَيَكْرُثُه، بالضّمّ كَرْثاً: ساءَه واشْتَدَّ عليه وبلَغَ منه المَشَقَّةَ، كأَكْرَثَه.
  قال الأَصْمَعِيّ: لا يقال: كَرَثَه، وإِنما يُقَال: أَكْرَثَه، على أَنّ رؤبةَ قد قاله:
  وقَدْ تُجَلَّى الكُرَبُ الكوارِثُ
  كذا في الصّحاح، وفي حَدِيث عليٍّ وغَمْرَةٍ كارِثةٍ» أَي شديدةٍ شاقَّةٍ، من كَرَثَة الغَمُّ، أَي بَلَغَ [منه](٤) المَشَقّةَ.
  وإِنّه لَكَرِيثُ الأَمْرِ، إِذا كَعَّ ونَكَصَ، وأَمرٌ كَرِيثٌ: كارِثٌ.
  وكلُّ ما أَثْقَلَكَ فقد كَرَثَكَ.
  وعن الّليث يقال: ما أَكْرَثَنِي هذا الأَمْرُ، أَي ما بَلَغَ مِنّي مشَقَّةً(٥).
  والفعل المُجاوِز: كَرَثْتُه وقد اكْتَرَثَ هو اكْتِراثاً، وهذا فعْلٌ لازِمٌ.
  وقال الأَصْمَعيّ: يقال: كَرَثَنِي الأَمْرُ، وقَرَثَنِي(٦) إِذا غَمَّه وأَثقلَه.
  وانْكَرَثَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ.
  واكْتَرَثَ(٧) له: حَزِنَ.
  ويقال: ما أَكْتَرِثُ له، أَي ما أُبالِي بِه، هكذا في سائِرِ النّسخ ومثلُه في نسخةِ الصّحاح، وجعلَ على قوله «به» إِشارةً إِلى أَنه هكذا بخطّ المُصَنّف، ووجد في بعضِ نسخِ الصّحاح «له» بدل بهِ، وفي أُخرى «ما أُبالِيه»، وإِذا كانَ ذَلك فإِنّ قول شيخِنا في الصّحاح: ما أَكْتَرِثُ بِهِ، غيرُ مُتَّجِهٍ، اشتَبَه عليه الّلفْظُ باللّفْظِ.
  وفي النّهاية: الأصلُ فيه أَلَّا يُسْتَعْمَلَ إِلّا في النّفْي، وشَذَّ استعمالُه في الإِثباتِ كما في بعضِ الأَحادِيثِ.
  وقال بعضُ اللُّغَوِيِّين: اكْتَرَثَ، كالْتَفَتَ، وَزْناً ومَعْنًى: وفي العِنَايَة: الاكْتِراثُ: الاعْتِناءُ.
  والكَرِيثَاءُ، والكَرَاثَاءُ، والقَرِيثَاءُ، والقَرَاثَاءُ: بُسْرٌ طَيِّبٌ، وقد تقدَّمَ الخلافُ فيه.
  ويقال: أَمْرٌ كَرِيثٌ، أَي كَارِثٌ شَدِيدٌ.
  وفي الأَسَاس: كَرَثَه الأَمُرُ: حَرَّكَه، وأَرَاكَ لا تَكْتَرِثُ له(٨): لا تَتَحَرّكُ له ولا تَعْبَأُ بِه(٩).
  [كشث]: الكَشُوثُ بالفتح، هي أَفْصَحُ لغاتِه، وعليها اقتصر الجوهَرِيّ ويُضَمُّ، والكَشُوثَى مقصوراً ويُمَدّ، والأُكْشُوثُ بالضّم - وفي المحيط للصّاحبِ بن عَبّاد، يقال له: كَشُوثٌ وأُكْشُوثٌ، وكُشُوثٌ، وكَشُوثَاءُ وشَكُوثَاءُ.
  ووجد بخطّ الأَزهريّ كُشُوثٌ، بالضّمّ صُورَةً لا مُقَيَّداً، وابنُ الأَنْبَاريّ أَورده في المَقْصُور والممدود له: الكَشْوثَاءُ: الذي تسميه العامّة الكَشُوثَ، وهذِه أَي الُّلغَةُ الأَخِيرة خَلْفٌ(١٠) بفتح فسكون أَي ساقِطَةٌ رديئةٌ، وجوَّزُه الدِّينَوَرِيّ، وقال: هو لغةُ أَهلِ السَّوَاد -؛ نَبْتٌ يتَعَلَّقُ بالأَغْصَانِ ولا عِرْقَ له في الأَرْضِ، قال الشاعر:
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أبو ذرة قال الصاغاني هذا قول السكري، وقال الأصمعي: هو أبو درة بضم الدال».
(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والكنب هو ككتف نبت كما في القاموس» والأنسب تقديم الشطر الثاني.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «دبوب ودفاق وعروان وضيم مواضع كما في التكملة».
(٤) زيادة عن النهاية.
(٥) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: مشقته.
(٦) عن التهذيب، وبالأصل «فرشني».
(٧) عن اللسان، وبالأصل «وأكرث له».
(٨) في الأساس: لا تكترث لذلك ولا تنوص.
(٩) ورد هنا في اللسان، وأثبتها أيضاً في المحكم: كرنث: تكرنث علينا، تكبر.
(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وهذه خلف، وفي التكملة أن كشوت بضم الكاف، وأكشوت بهمزة مضمومة كلاهما مسترذل خلف».