تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شغفر]:

صفحة 41 - الجزء 7

  شَغّارَةٌ تَفِدُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها ... فَطّارَةٌ لِقَوَائِمِ الأَبْكارِ

  والشِّغَار: الطَّرْدُ.

  ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ: بَعيدَةٌ عن السّابِلَةِ.

  واشْتَغَرَت الحَرْبُ بينَ الفَرِيقَيْن، إِذا اتَّسَعَت وعَظُمَت.

  وأَشْتَغَرَت النّاقَةُ: اتَّسَعَت في السَّيْرِ وأَسْرَعَت.

  والأَرْضُ لكم شَاغِرَةٌ: وَاسِعَةٌ.

  وقال أَبو عَمْرو: الشِّغَارُ: العَداوَةُ والمِشْغَرُ من الرِّماحِ، كالمِطْرَدِ، وقال:

  سِنَاناً من الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا

  واشْتَغَرَتْ عليه ضَيْعَتُه: فَشَتْ.

  ومن المَجَاز: شَغَرَ السِّعْرُ: نَقَصَ.

  [شغفر]: الشَّغْفَرُ، كجَعْفَرٍ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال أَبو عَمْرٍو: هي المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ.

  وشَغْفَرُ، بِلَا لامٍ: اسمُ امْرَأَة أَبي الطَّوْقِ⁣(⁣١) الأَعْرَابِيّ، أَنشد عَمْرُو بنُ بَحْرٍ له فيها وكانت وُصِفَتْ بالقُبْحِ والشَّناعَةِ:

  جامُوسَةٌ وفِيلَةٌ وخَنْزَرُ ... وكُلُّهُنَّ في الجَمَالِ شَغْفَرُ

  فجَمَعَها للتَّشابُه.

  [شفر]: الشُّفْرُ، بالضَّمِّ، شُفْرُ العَيْنِ، وهو أَصْلُ مَنْبِتِ الشَّعرِ في الجَفْنِ، وليس الشُّفْرُ من الشَّعر في شيْءٍ، وهو مُذَكَّر، صرَّح به اللِّحْيانيّ، والجمع أَشْفارٌ، قال سِيبَوَيْه: لا يُكَسَّر على غير ذلك، ويُفْتَحُ، لغة عن كُراع.

  وقال شَمِرٌ: أَشْفارُ العَيْنِ: مَغْرِزُ الشَّعرِ، والشَّعرُ: الهُدْبُ.

  وقال أَبو مَنْصُور: شُفْرُ العَيْنِ: مَنابِتُ الأَهْدَابِ من الجُفُون. وفي الصّحاح: الأَشْفَارُ: حُرُوفُ الأَجْفَانِ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعرُ، وهو الهُدْبُ.

  قال شيخُنَا: وكان الأَوْلَى ذِكْرُ «ويفتح» عَقِبَ قوله «بالضَّمّ»، على ما هو اصطلاحهُ واصطلاحُ الجماهِيرِ، وقوله: أَصْلُ مَنْبِت الشَّعر، إِلخ مُسْتَدْرَكٌ، ولو قال: مَنْبِتُ الشَّعر، لأَصابَ واختصرَ.

  قلت: أَمّا مُخَالَفَتُه لاصطلاحِه في قوله ويُفْتَح فمُسَلَّم، وأَمّا ذِكْره لفظة «أَصْل» فإِنّه تابَع فيها ابنَ سِيدَه في المُحْكَم، والزَّمَخْشَرِيّ في الأَساس، فإِنّه هكذا لفظهما، ثم نَقَلَ عن ابن قُتَيْبَةَ ما نَصُّه: العَامَّةُ تَجْعلُ أَشْفَارَ العَيْنِ الشَّعرَ، وهو غَلَطٌ إِنما الأَشْفَارُ: حُرُوفُ العَيْنِ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعرُ، والشَّعرُ: الهُدْبُ، والجَفْنُ: غِطَاءُ العَيْنِ الأَعْلَى والأَسْفَل، فالشُّفْرُ: هو طَرَفُ الجَفْنِ، انتهى.

  قلّت: وقد جاءَ الشُّفْر بمعنَى الشَّعرِ في حَدِيثِ الشَّعْبِيّ: «كانُوا لا يُؤَقِّتُونَ في الشُّفْرِ شَيْئاً»، أَي لا يُوجِبُون شَيْئاً مقَدّراً⁣(⁣٢)؛ لأَنّ الدِّيَةَ وَاجِبَةٌ في الأَجْفَانِ بالإِجماع، فلا مَحَالَةَ يُرِيدُ بالشُّفْر هنا الشَّعرَ، صَرَّحَ به ابنُ الأَثِير، وذكر فيه خِلافاً.

  والشُّفْر: ناحِيَةُ كُلِّ شيْءٍ، كالشَّفِيرِ فِيهِمَا، أَي في النّاحِيَةِ والعَيْنِ، أَما استعمالُ الشَّفِيرِ في الناحيةِ فظاهِرٌ، وأَمّا في العَيْنِ، فقيل: هو لُغَةٌ في شُفْرِ العَيْنِ، وقيل: يُرَادُ بِه ناحيةُ المَاقِ من أَعلاه، وبه فسّر ابنُ سِيدَه ما أَنشده ابنُ الأَعرابِيّ:

  بزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمّا ... يُصِبْها غائِرٌ بشَفِيرِ مَاقِ

  والشُّفْر: حَرْفُ الفَرْجِ، كالشّافِرِ، يقال لِنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المَرْأَة: الأَسْكَتانِ، ولطَرَفَيْهِمَا: الشُّفْرَانِ. وقال اللَّيْثُ: الشَّافِرَانِ مِنْ هَنِ المرأَةِ.

  والشَّفِرَةُ، كفَرِحَةٍ، والشَّفِيرَةُ، كسفِينَة: امْرَأَةٌ تَجِدُ شَهْوَتَها في شُفْرِها، أَي طَرَفِ فَرْجِهَا، فتُنْزِل ماءَهَا سَرِيعاً،


(١) القاموس واللسان: «أبي الطوف» وفي التكملة فكالأصل.

(٢) عبارة النهاية: وهذا بخلاف الإجماع، لأن الديّة واجبة في الأجفان، فإن أراد بالشفر ها هنا الشعر فقيه خلاف، أو يكون الأول مذهباً للشعبي.