تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صنخب]:

صفحة 153 - الجزء 2

  وشَادَ عَمْرٌو لَكَ بَيْتاً صَلْهَبَا ... واسِعَةً أَظْلَالُه مُقَبَّبَا

  هكذا في اللسان، والرِّوَايَةُ: مَدَّ عَمْرٌو لَكَ.

  والصَّلْهَبُ: الشَّدِيدُ من الإِبل كالصَّلْهَبَى واليَاءُ للإِلْحَاق، وكذلك الصَّلَخْدَى، وهي صَلْهَبَةٌ، وصَلْهَبَاةٌ⁣(⁣١).

  قال شَيْخُنَا: وهذا مُخَالِفٌ لِمَا الْتَزَمه مِنْ قَاعِدَته من إِتْبَاع الأُنْثَى بالمذكر بِقَوْله: وَهِي بِهَاء، انتهى: قال أَبو عمرو: والصَّلَاهِبُ مِنَ الإِبِل: الشِّدَادُ. وحجر صَلْهَبٌ وصُلَاهِبٌ: شَدِيدٌ صُلْبٌ.

  واصْلَهَبَّتِ الأَشياءُ: امْتَدَّت على جِهَتِهَا، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  [صنب]: الصِّنَابُ كَكِتَابِ: الطَّوِيلُ الظهر والبَطْن كالصِّنَابَةِ عن ابن الأَعْرَابيّ، ويُقَالُ فِيهَما بالسِّين أَيضاً.

  والصِّنَابُ: صِبَاغٌ يُتَّخَذُ من الخَرْدَل والزَّبِيبِ. ومِنْه قِيلَ للبِرْذَوْن صِنَابِيٌّ، شُبِّه لَوْنُه بذلك.

  قَال جَرِير:

  تُكَلِّفُنِي مَعِيشَةَ آلِ زَيْدٍ ... ومَنْ لِي بالصَّلَائِقِ والصِّنَابِ

  والمِصْنَبُ كمِنْبَرٍ: المُولَعُ بأَكْلِهِ أَي الصِّنَاب عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وفي الحَدِيثِ: «أَتاه أَعْرَابِيٌّ بأَرْنَب قد شَوَاهَا وجَاءَ مَعَهَا بِصِنَابِهَا» أَي بصِبَاغِها؛ وهو الخَرْدَلُ المَعْمُولُ بالزَّبِيبِ، وهو صِبَاغٌ يُؤْتَدَمُ به. والصِّنَابِيُّ بالكَسْر من الإِبِل والدّوَابِّ الذي لونُه بين⁣(⁣٢) الحُمْرَة والصُّفْرَة مَعَ كَثْرة الشَّعَرَ والوَبَر، وقيل: الصِّنَابِيُّ هو الكُمَيْتُ أَو الأشْقَرُ إِذا خَالَطَ شُقْرَتَه شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ، يُنْسَبُ إِلَى الصِّنَاب.

  والصُّنَيْبُ كزُبَيْرٍ: فَرَسُ شَيْبَان النَّهْدِيِّ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: صِنَابٌ كَكِتَابٍ: مَدِينَةٌ بالرُّوم.

  [صنخب]: الصِّنْخَابُ بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال ابْنُ الأعْرَابِيّ هُوَ الجَمَلُ الضَّخْمُ، كذا في لِسَان العَرَب والتكملة.

  [صنعب]: الصَّنْعَبَةُ بالعَيْنِ المُهْمَلَة بعد النون أَهْمَلَه الجَوْهَرِي. وقال أَبُو عَمْرو: هي النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ.

  [صوب]: الصَّوْبُ: الانْصِبَابُ من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبّ كالانْصِيَاب. يقَالُ: صَابَ المَطَرُ صَوْباً، وانْصَابَ كِلَاهُمَا بمَعْنَى انْصَبَّ. والصَّوْبُ: الصَّيِّبُ كَسَيِّدٍ. يُقَالُ: مَطَر صَوْبٌ وصَيِّبٌ كالصَّيُّوبِ وَهُوَ شَاذٌّ، خَصَّه أَكْثَرُ مَنْ نَقَلَه بالضَّرُورَةِ، قَالَه شَيْخُنَا.

  قلتُ: وهَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَيْد، فقال مَطَرٌ صَيُّوبٌ، مِثَالُ تَنُّور، فَيَعْوُل من الصَّوْب أَي كَثِير الانْسِكاب.

  قال تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ}⁣(⁣٣).

  قال أَبُو إِسْحَاق: الصَّيِّبُ هُنَا المَطَر. وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاء: «اللهم اسقِنَا غَيْثاً صَيِّباً» أَي مُنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً.

  وفي لسان العرب: الصَّيِّبُ: الصَّحَابُ ذو الصَّوْب.

  والصَّوْبُ: ضِدُّ الخَطَإِ، كالصَّوَاب. قَوْلٌ صَوْبُ وصَوَابٌ. وقَوْلُهم: دَعْنِي وعَلَيّ خَطَئي وصَوْبِي، أَي صَوَابِي. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ وابْنُ هِشَام في شَرْح الكَعْبِيَّة لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ:

  أَلا قالت أُمَامَةُ يومَ غُولٍ ... تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ

  دَعِينِي إنَمَا خَطَئِي وصَوْبِي ... علَيَّ وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ

  في لسان العرب: وإِنَّ «مَا» كَذَا مُنْفَصِلة. قوله: مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنَّمَا هو مَالٌ.

  والصَّوْبُ: القَصْدُ، كالإِصَابَة. قال الأَصْمَعِيّ: يُقَالُ: أَصَابَ فُلَانٌ الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ، مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخْطَأَ مُرَادَه ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ.

  انتهى. ويقال: صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبَةً وأَصَابَ، إِذَا قَصَدَ ولم يَجُرْ⁣(⁣٤). وصَاب السَّهْمُ


(١) ضبط الصحاح: صَلَهْبَاة.

(٢) اللسان: من.

(٣) سورة البقرة الآية ١٩.

(٤) كذا بالأصل والصحاح وفي اللسان «يجز» بالزاي.