تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلو]:

صفحة 606 - الجزء 19

  والصَّلايَةُ، ويُهْمَزُ؛ قال سِيْبَوَيْه: وإنَّما هُمِزَتْ ولم يكُنْ حَرْف العِلَّةِ فيها طَرَفاً لأنَّهم جاؤُوا بالواحِدِ على قوْلِهم في الجَميعِ صَلاءٌ، وأَمَّا مَنْ قالَ صَلايَة فإنَّه لم يَجِئْ بالواحِدِ على الصَّلاءِ؛ الجَبْهَةُ، على التَّشْبيهِ.

  وأَيْضاً: اسْمٌ، فبالياءِ جماعَةٌ، وبالهَمْزِ: صَلأَةُ بنُ عمْروٍ النُّمَيْرِيُّ أَحَدُ القَلْعَيْنِ⁣(⁣١)؛ ذَكَرَه الجوهريُّ.

  والصَّلأَةُ، بالوَجْهَيْنِ: مُدُقُّ الطِّيبِ؛ وفي الصِّحاحِ: الفَهْرُ؛ وأَنْشَدَ لأُميَّة يصِفُ السَّماءَ:

  سَراةُ صَلايةٍ خَلْقاء صِيغَتْ ... تُزِلُّ الشمسَ ليسَ لها رِئابُ⁣(⁣٢)

  قالَ: وإنَّما قالَ امْرؤُ القَيْس:

  مَداكُ عروسٍ أَو صَلايةُ حَنْظلِ

  فأَضَافَها إليه لأنَّه يُفَلِّق بها إذا يَبِسَ؛ ج صُلِيٌّ وصِلِيٌّ، بالضمِّ والكَسْر مع تَشْديدِ الياءِ فيهما.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المِصْلاةُ، بالكَسْر: شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْد؛ وفي التَّهْذيب: للطَّيْر؛ والجَمْعُ المَصَالي.

  والصَّلايَةُ: شريجةٌ⁣(⁣٣) خَشِنَةٌ غَلِيظَةٌ من القُفِّ؛ نقلَهُ الأزْهريُّ عن ابنِ شُمَيْل.

  وصَلِيَ الرَّجُلُ، كرَضِيَ: لَزِمَ، كاصْطَلَى.

  قال الزجَّاجُ: وهذا هو الأَصْلُ في الصَّلاةِ؛ ومنه: مَنْ يُصْلَى في النَّارِ، أَي يُلْزَمُ، سُمِّيَت بها لأنَّها لُزومُ ما فَرضَ اللهُ تعالى بها.

  وصلى ظَهْرَه بالنارِ: أَدْفَأَهُ.

  وفلانٌ لا يُصْطَلَى: إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاقُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ. ونَظَرْتُ إلى مُصْطلاهُ: أَي وَجْهِه وأَطْرافِه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.

  [صلو]: والصَّلَا: وَسَطُ الظَّهْرِ مِنَّا ومِن كلْ ذي أَرْبَعٍ.

  و* قيلَ: ما انْحَدَرَ من الوَرِكَيْنِ، أَو الفُرْجَةُ بينَ الجاعِرَةِ والذَّنَب، أَو ما عَنْ يَمينِ الذَّنَب وشِمالِهِ، وهُما صَلَوانِ، بالتَّحْرِيكِ، الأَخيرُ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وقال الزجَّاجُ: الصَّلَوان مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقَةِ وغيرِها، وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفَخِذَيْن مِن الإنْسانِ فكأنَّهما في الحقيقَةِ مُكْتَنِفا العُصْعُصِ؛ ج صَلَواتٌ، بالتَّحْريكِ، وأصْلاءٌ.

  وصَلَوْتُهُ: أَصَبْتُ صَلاهُ أَو ضَرَبْتُه، هذه لُغَةُ هُذَيْل، وغيرُهم يقولُ صَلَيْته بالياءِ وهو نادِرٌ؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه.

  وأَصْلَتِ الفَرَسُ: اسْتَرْخَى صَلاها؛ وفي الصِّحاحِ: صَلَواها؛ لقُرْبِ نِتاجِها.

  وفي التَّهذيبِ: أَصْلَتِ الناقَةُ فهي مُصْلِيةٌ: إذا وَقَعَ وَلَدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها؛ كصَلِيَتْ مِن حَدِّ عَلِمَ، وهذه عن الفرَّاء.

  والصَّلاةُ: اخْتُلِف في وزْنِها ومَعْناها؛ أَمَّا وَزْنُها فقيلَ: فَعَلَةٌ، بالتَّحْريكِ وهو الظاهِرُ المَشْهورُ؛ وقيلَ بالسكونِ فتكونُ حَرَكةُ العَيْن مَنْقولَةً من اللامِ، قالَهُ شيْخُنا؛ وأَمَّا مَعْناها: فقيلَ: الدُّعاءُ، وهو أَصْلُ مَعانِيها، وبه صَدَّرَ الجوهريُّ التَّرْجمة؛ ومنه قولُه تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٤)، أَي ادْع لَهُم.

  يقالُ: صَلَّى على فلانٍ إذا دَعَا لَهُ وزَكَّاهُ؛ ومنه قولُ الأَعْشى:

  وصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ⁣(⁣٥)


(١) قال ابن بري: القلعان لقبان لرجلين من بني نمير، وهما صلاءة وشريح ابنا عمرو بن خويلفة بن عبد الله بن الحارث بن نمير.

(٢) ديوان أمية بن أبي الصلت ص ١٩ واللسان والصحاح، قال الصاغاني: والرواية:

تزل الشمس ليس لها إياب

(٣) في التهذيب واللسان: سريحة.

(*) كذا، وبالقاموس: «او» بدل: و.

(٤) سورة التوبة، الآية ١٠٣.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٩٦ وصدره:

وقابلها الريح في دنّها

والبيت في اللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ٣٠٠ وعجزه في التهذيب.