تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نأو]:

صفحة 212 - الجزء 20

  وأَنْأَى الخَيمةَ: عَمِلَ لها نُؤْياً.

  ونَأَيْتُ النُّؤَى وأَنْأَيْتُه وانْتَأَيْتُه: أَي عَمِلْتُه واتَّخَذْتُه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّأْيُ: المُفارقَةُ؛ وبه فُسِّر قولُ الحُطْيْئة:

  وهِنْدٌ أَتَى مِن دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ⁣(⁣١)

  ونَأَى في الأرضِ: ذَهَبَ.

  وقال الكِسائي: ناءَيْتُ عنْكَ الشرَّ، على فاعَلْت: أَي دَافَعْت؛ وأنْشَدَ:

  وأطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وقد عَلَتْ ... وناءَيْتُ عَنْهمْ حَرْبَهُم فتَقَرَّبُوا

  ونَأَيْتُ الدَّمَ عن خدِّي بإصْبَعي: مَسَحْته ودَفَعْته؛ عن الليْثِ، وأَنْشَدَ:

  إذا ما التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا ... شآبِيبُ يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِعِ⁣(⁣٢)

  وأَنْشَدَه الجَوْهرِي عنْدَ قولِه:

  نَأيْتُ نُؤْياً عَمِلْته

  والمُنْتَأَى: مَوضِعُ النُّؤْي؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لذي الرُّمْة:

  ذَكَرْتَ فاهْتَاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ ... مَيًّا وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ

  آريُّها المُنْتَأَى المُدَعْثَرُ⁣(⁣٣)

  وقال الطِّرمَّاح:

  مُنْتَأَى كالقَرْو رَهْنَ انْثِلامِ

  وكَذلكَ النِّئْيُ زِنَةَ نِعْيٍ، ويُجْمَعُ النُّؤْيُ نُؤًى، على فُعَل، ونُؤْيان زِنَةَ نُعْيان.

  قال الجَوْهري: تقولُ: نَ نُؤْيَكَ، أَي أَصْلِحْه، فإذا وقفْتَ عليه قلْت نَهْ، مثْل رَزِيْداً، فإذا وقفْتَ عليه قلْت رَهْ، انتَهَى.

  قال ابنُ برِّي: هذا إنَّما يصحُّ إذا قدَّرْت فِعْلَه نأَيْتُه أَنآهُ فيكونُ المُسْتَقْبل يَنْأَى، ثم تُخفِّفُ الهَمْزةَ على حَدِّ يَرى، فتقولُ: نَ نُؤْيَكَ، ويقالُ: انْأَ نُؤْيَكَ، كقولك: أنْعَ نَعْيَك إذا أَمَرْتَه أَن يُسَوِّي حَوْلَ خِبائِه نُؤْياً مُطَيفاً به كالطَّوْفِ يَصْرِفُ عنه ماءَ المَطَرِ. والنُّهَيْرُ الذي دونَ النُّؤْي هو الآتيُّ.

  والنَّأْي: قَرْية بشَرْقي مِصْرَ وقد دَخَلْتها.

  [نأو]: ونَأَوْتُ: أهْملَهُ الجَوْهرِي.

  قال ابنُ سيدَه: هي لُغَةٌ في نَأَيْتُ بمعْنَى بَعُدْتُ؛ ونقلَها الصَّاغاني أيْضاً.

  [نبو]: ونَبَا بَصَرُهُ يَنْبُو نُبُوًّا، كعُلُوِّ، ونُبِيًّا، كعُنِيٍّ، ونَبْوَةً: تجَافَى؛ وشاهِدُ النُّبِيّ قولُ أَبي نخيلة:

  لمَّا نَبَا بي صاحِبي نُبِيّا

  ومنه حديثُ الأحْنَف: «قَدِمْنا على عُمَر في وَفْدٍ فنَبَتْ عَيْناهُ عنهم ووقَعَتْ عليَّ، أَي تجَافَى ولم يَنْظرْ إلى كأنَّه حَقَّرَهم ولم يَرْفَع لهم رأْساً.

  ويقالُ: النَّبْوةُ للمَرَّةِ الواحِدَةِ؛ ثم نَبَا بَصَرُه مجازٌ مِن نَبَا السَّيْف عن الضَّرِيبَةِ، قالَهُ الرَّاغبُ.

  ونَبَا السَّيْفُ عن الضَّريبَهِ نَبْواً، بالفتح، ونَبْوَةً؛ قالَ ابنُ سِيدَه: لا يرادُ بالنَّبْوةِ المرَّةَ الواحِدَة؛ كَلَّ وارْتَدَّ عنها ولم يَمْضِ ومنه قولُهم: ولكلِّ صارِمٍ نَبْوةٌ. ويقالُ أَيْضاً: نَبَا حَدُّ السَّيْفِ إذا لم يَقْطَعْ.

  وفي الأساس: نَبَا عليه السَّيْف، وجَعَله مجازاً.

  ونَبَتْ صُورَتُهُ: أَي قَبُحَتْ فلم تَقْبَلْها العَيْنُ.

  ومِن المجازِ: نَبَا مَنْزلُه به: إذا لم يُوافِقْهُ؛ ومنه قولُ الشاعر:

  وإذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ⁣(⁣٤)


(١) ديوانه ط بيروت ص ٣٩ وصدره:

ألا حبذا هند وأرض بها هند

(٢) اللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ٥/ ٣٧٨ والأساس، بدون نسبة.

(٣) ديوانه ص ٢٠١ واللسان والصحاح والتكملة والأساس وذكرا شطراً سقط بين الأول والثاني وهو:

وقد يهيج الحاجة التذكر

(٤) الأساس، وصدره:

فأقم بدارٍ ما أصبت كرامةً

وعجزه في اللسان والتهذيب، ولم ينسبوه.