تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زنح]:

صفحة 74 - الجزء 4

  الخُمَاسيّ: الخَفِيفُ الجِسمِ. والزَّلَحْلَحُ: الوَادِي الغيرُ العَمِيقِ.

  والزَّلَحْلَحَةُ، بهاءٍ: الرَّقيقةُ من الخُبْزِ. والزَّلَحْلَحَة: المُنْبَسِطَةُ من القِصَاعِ الّتي لا قَعْرَ لها. وقيل: قَرِيبَةُ القَعْرِ.

  قال:

  ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاع مُلْسِ

  زَلَحْلَحَات ظَاهِرَاتِ اليُبْسِ

  وذَكَرَ ابنُ شُميلٍ عن أَبي خَيْرَة أَنه قال: الزَّلَحْلَحَاتُ في باب القِصَاع واحِدُ زَلَحْلَحَةٍ.

  [زلقح]: الزَّلَنْقَح: السَّيِّيءُ الخُلُقِ، أَورده الأَزهريّ في التّهذيب⁣(⁣١).

  [زمح]: الزُّمَّح، كقُبَّرٍ: اللَّئيمُ. وقيل: الضَّعيفُ من الرِّجَال. وقيل: القَصِيرُ الدَّميمُ. وقيل: هو الأَسودُ القَبِيحُ الشَرّيرُ⁣(⁣٢) وأَنشد شَمِرٌ:

  ولم تَكُ شهْدارَةَ الأَبْعَدِينَ

  ولا زُمَّحَ الأَقْربِينَ الشَّرِيرَا

  كالزَّوْمَحِ، كجَوْهرٍ. وقيل: الزُّمَّح: القصِيرُ السَّمْجُ الخِلْقَةِ السَّيِّيءُ المَشْئومُ.

  والزِّمَحْنُ، كسِبَحْلٍ وسِبَحْلَة: السَّيِّءُ الخُلُقِ البخيلُ.

  والزُّمَّاحُ كُرّمانٍ: طائرٌ كان يَقِفُ بالمدينةِ في الجاهلية على أُطُمٍ فيقول شيئاً، وقيل: كان يَسقُطُ على بعضِ مَرابِدِ المَدينة، فيأْكلُ تَمْرَه، فرَمَوْه فقتَلُوه، فلم يأْكلْ أَحدٌ مِن لَحْمِه إِلّا مَات. قال:

  أَعلَى العَهْدِ أَصْبحت⁣(⁣٣) أُمُّ عَمرٍو

  ليْتَ شِعْرِي أَمْ غَالَهَا الزُّمَّاحُ؟

  قال الأَزهريّ: هو طائرٌ كانت الأَعراب تقول: إِنه يأْخُذُ الصَّبِيَّ من مَهْدِه.

  والتَّزْمِيحُ: قَتْلُه، أَي هذا الطائرِ بعَيْنه.

  والزّامِحُ: الدُّمَّل، اسمٌ كالكاهِل والغَارِبِ، لأَنّا لم نَجِدْ له فِعْلاً.

  والزُّمّاح: طِينٌ يُجْعَلُ على رأْسِ خَشبةٍ يُرْمَى بها الطَّيْرُ، وأَنكرَها بعضُهم وقال: إِنّما هو الجُمّاح، أَي بالجيم؛ وقد تقدم في محله.

  [زنح]: زَنَح، كمَنَعَ يَزْنَحُ زَنْحاً: مَدَحَ. وزَنَحَ: إِذا دَفَعَ. وزَنَح وتَزَنَّح: إِذا ضَايَقَ إِنساناً في المُعَامَلةِ أَو الدَّيْنِ، وتَزنَّحَ أَفْصَحُ.

  والزُّنُحُ، بضَمّتينِ: المُكَافِئونَ على الخَيْرِ والشَّرِّ.

  والتَّزَنُّحُ: التَّفتُّحُ في الكَلامِ وقيل: فَوْقَ الهَذْرِ منه.

  والتَّزَنُّح: شُرْبُ الماءِ مَرّةً بعدَ أُخرَى كالتَّزْنِيحِ، الأَوَّل سَماعُ الأَزهريِّ من العرب، والثاني قولُ أَبي خَيْرَةَ، قال: إِذا شَرِبَ الرَّجلُ الماءَ في سُرْعَةِ إِساغةٍ فهو التَّزْنيحُ، والتَّزَنُّح: رَفْعُك نَفْسَك فوقَ قَدْرِك، قال أَبو الغَريب:

  تَزَنَّحُ بالكلامِ علَيَّ جَهْلاً

  كأَنَّكَ ماجِدٌ من أَهْلِ بَدْرِ

  والزَّنُوحُ كصَبورٍ: النَّاقَةُ السَّرِيعةُ.

  والمُزانَحَةُ: المُمادَحَةُ والمُدَافَعة.

  وجاءَ في حديثِ زِيَاد: قال عبد الرّحمن بنُ السّائِب: «فزَنَحَ شَيْءٌ أَقْبَلُ طَويلُ العُنُقِ. فقلت له: ما أنت؟ فقال: أَنَا النَّقّاد ذُو الرَّقَبَة».

  قيل: هو بمعنَى سَنَحَ، وقيل: دَفَعَ، كأَنّه يُرِيد هُجُومَ هذا الشَّخْصِ وإِقْبَالَه، وقيل غير ذلك⁣(⁣٤).

  [زوح]: الزَّوْحُ: تَفْرِيقُ الإِبلِ، كذا في التَّهْذيب.

  ويقال: الزَّوْحُ: جَمْعُها إِذا تَفَرَّقَتْ، فهو ضِدُّ. والزَّوْح: الزَّوَلانُ والتَّبَاعُدُ. قال شَمِرٌ: زاحَ وزَاحَ، بالحاءِ والخاءِ، بمعنًى واحدٍ، إِذا تَنَحَّى. ومنه قولُ لَبيد:

  لَو يَقومُ الفِيلُ أَو فَيّالُهُ

  زَاحَ عن مِثْلِ مَقَامِي وزَحَلْ

  قال: ومنه؛ زاحَتْ عِلَّتُه، وأَزحْتَها أَنا.

  وأَزاحَ الأَمْرَ: قَضَاه، وأَوردَه صاحبُ اللِّسان في زيح،


(١) التهذيب ٥/ ٣٣٨.

(٢) هذا ضبط التهذيب، وضبطت في اللسان بفتح الشين وكسر الراء المخففة.

(٣) في التهذيب: «بعدنا» وعاقها بدل غالها.

(٤) وفاته كما في التكملة: وزنحه: مدحه.