تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عكد]:

صفحة 120 - الجزء 5

  وفي حديث أَبي موسى: «أَنه كَسَا في كَفَّارةِ اليمينِ ثَوْبَيْن ظَهْرَانِيّاً ومُعَقَّداً»، المُعَقَّدُ ضَرْبٌ من بُرُودِ هَجَرَ.

  وفي الأَساس: مَسَحَ كاتِبٌ قَلَمَه بِكُمِّه⁣(⁣١)، فقيل له.

  فقال: إِنَّما اعتَقَدْنا ذا بِذَا.

  والعَاقِدَاتُ: السَّواحِرُ.

  وعُقْدَة: قَرْيَة بمصر.

  والمُعْقَد، كمُكْرَمٍ: اسمُ رجلٍ نَبَّالٍ كان يَرِيش السِّهَامَ، وبه فُسِّر قَوْلُ عاصِمِ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقْلح الأَنصاريِّ حين قَتَله المشركون:

  أَبو سُلَيمانَ ورِيشُ المُعْقَدِ

  هكذا يُروَى ويُروَى بتقديم القاف. وسياتي في: ق ع د.

  [عكد]: العُكدَةُ بالضّمّ: العُصْعُصُ. وفي التكملة: العُكْدَةُ: القُوَّةُ، وجُحْرُ الضَّبِّ.

  والْعُكْدَة بالضّمّ وبالتَّحْريك: أَصْلُ اللِّسانِ والذَّنَبِ وعُقْدَتُه، والجمْع: عُكَدٌ. وعَكَدٌ. وقيل: عَكَدَة اللِّسَانِ: مُعْظَمُه وقيل: وسَطُه.

  والعَكَدَة: أَصْلُ القَلْبِ بين الرِّئَتَينِ.

  والعَكَدَة: رِيشٌ يُنَقَّطُ بِهِ الخُبْزُ، نقله الصاغانيُّ.

  وَعَكْدُ الشَّيْءِ: وَسَطُهُ.

  وعَكَدنِي الأَمْرُ: يَعْكِدُني، من حَدِّ ضَرَب: أَمكنَنِي، قال رَجل من بَلْحارِثِ بنِ كَعْب:

  سَنُصْلِي بها القَوْمَ الّذِين اصطَلَوْا بها ... وإِلَّا فَمَعْكُودٌ لنا أُمُّ جُنْدَبِ

  أُم جُنْدَب: الظُّلْم⁣(⁣٢)، ومَعْكُود: مُمْكِنٌ يقول: نَقْتُل غيرَ قاتِله.

  وعَكَدَ فلانٌ عُنُقَه إِليه: لَجَأَ، كعَقَد⁣(⁣٣): كذا رواه إِسحاقُ بنُ فَرجٍ عن بعضِ الأعرابِ.

  والمَعْكِد، كمَجْلِسٍ: المَلْجَأُ. والمَعْكُودُ: المُقِيمُ اللَّازِمُ، والمَعْكُود: المَحْبُوسُ، عن يَعْقُوب. والمعكودُ، من الطَّعَامِ: المُعَدُّ الرَّاهِنُ الدائِمُ، ويقال: هذا مَعْكُودٌ، أَي عَتِيدٌ.

  وعَكِدَ الضَّبُّ والبَعِيرُ، كفَرِحَ، يَعْكَدُ عَكَداً: سَمِنَ وصَلُب لَحْمُه، كاستَعْكَدَ؛ والنَّعْتُ منه: عَكِدٌ. وناقةٌ عَكِدَةٌ: سَمِينَةٌ، كلُّ ذلك بناءً عَلى ما أَورَدَه في سِيَاقه.

  والّذِي في التكملة: اسْتَعْكَدَ الصَّبيُّ، إِذا سَمِنَ، وأَمّا اسْتَعْكَد الضَّبُّ فهو إِذا تَعَصَّر⁣(⁣٤) بِشَجَرٍ أَو حَجَرٍ، مَخافةَ عُقَابٍ، كما سيأْتِي، فلا إِخال قَولَه: الضَّبّ، إِلّا تحريفاً، فتأَمَّلْ.

  وعَكِدَ به: لَزِقَ ولَجَأَ.

  والعَكِدُ، ككَتِفٍ: اليابِسُ من الشَّجَرِ، بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ.

  وعَكَادٌ، كسَحَابٍ⁣(⁣٥): جَبَلُ باليَمَنِ، قُرْبَ مَدِينةِ زَبِيدَ حَرسها اللهُ، وسائرَ بِلادِ الإِسْلامِ، أَهلُها باقِيَةٌ على اللُّغَةِ الفَصِيحَةِ إِلى الآنَ، ولا يُقِيم الغَرِيبُ عندهم أَكثرَ من ثلاث⁣(⁣٦) ليالٍ، خوفاً على لِسانِهم.

  واعتَكَدَه: لَزِمَه، كعَكَده.

  واسْتَعْكَد الطائِرُ: انْضَمَّ إِلى الشَّيْءِ، وفي نُسخة: إِلى شيْءٍ، مَخَافَةَ الجَوارِحِ من الطُّيورِ.

  وعبارةُ المحكَم، والتهذيب: وكذلك استَعْكَد الضَّبُّ بِحَجَرٍ، أَو شَجَرٍ، إِذا تَعَصَّر بِهِ⁣(⁣٦)، مخافةَ عُقَاب أَو بَازٍ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيِّ للطِّرِمَّاحِ، يَصف الضَّبَّ:

  إِذا استَعْكَدَتْ منه بكُلِّ كُدَايَةٍ ... مِن الصَّخْرِ وافَاهَا لَدَى كُلِّ مَسْرَحِ

  * ومما يستدرك عليه:

  استَعْكَدَ الماءُ: اجتمعَ، ويُرْوَى بَيْتُ امرئِ القَيس:

  تَرَى الفَأْرَ في مُسْتَعْكِدِ المَاءِ لاحِباً ... على جَدَدِ الصَّحراءِ مِن شَدِّ مَلْهَبِ


(١) عن الأساس وبالأصل «بلمته».

(٢) فسرها ابن الأعرابي هنا: الغدر والداهية.

(٣) في القاموس: لجأ كأعكد، والمعكد.

(٤) في المحكم: «لاذ» وفي التهذيب: «تعصم به».

(٥) في معجم البلدان «عُكّاد» ضبط قلم.

(٦) بالأصل «ثلاثة».