تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نثث]:

صفحة 270 - الجزء 3

  ولا يَزَالُون يَتَنَابَثُون عن الأَسْرَارِ، ويَتباحثون عنها⁣(⁣١).

  وتقول: ظَهَرَتْ نَبَائِثُهم⁣(⁣٢)، ولم تَخْفَ خَبائِثُهُم، كل ذلك في الأَساس.

  وفي النِّهايَة لابنِ الأَثِير: وفي حديث أَبي رافع: «أَطْيَبُ طَعَامٍ أَكَلْتُ في الجاهِلِيَّةِ نَبِيثَةُ سَبُعٍ» أَراد لَحْماً دَفَنَه السَّبُعُ لوَقْتِ حاجَتِه في موضِعٍ، فاستخرجه أَبو رافِع فأَكَلَه.

  وفي اللسان - عن ابنِ الأَعْرَابيّ: النَّبِيثُ: ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحرِ.

  قلت: وسيأْتي في آخر هذا الباب، عنه أَيضاً، أَنه اليَنْبِيثُ، بتقديم التّحتيّة على المُوَحَّدَة، وتقدّم أَيضاً في - ب ن ث - ما يتعلّق به، فراجِعْه، فإِمّا أَنّ أَحَدَهما تَصْحِيفٌ عن الآخر أَو لُغتانِ.

  [نثث]: نَثَّ الخَبَرَ يَنُثُّه، بالضّمّ، ويَنِثُّه، بالكسر، نَثًّا، إِذا أَفْشَاهُ.

  والنَّثُّ: نَشْرُ الحَدِيثِ، وقيل: هو نَشْرُ الحديثِ الذِي كَتْمُهُ أَحَقُّ من نَشْرِه، ويُرْوَى قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ الأَنْصَاريّ:

  إِذا جَاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإِنّه ... بنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ قَمِينُ

  ورَجُلٌ نَثّاثٌ ومِنَثٌّ. عن ثعلب.

  وفي التّهْذِيب: أَما قولك: نَثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا، فهو بضمّ النُّون لا غيرُ، وذلك إِذا أَذَاعَه. وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ: «لا تَنُثُّ حَديثَنا تَنْثِيثاً» النَّثُّ كالبَثِّ. تقول: لا تُفْشِي أَسرارنَا، ولا تُطْلِعُ الناسَ على أَحوالِنا.

  والتَّنْثِيثُ مصدر تُنَثِّثُ، فأَجراه على تَنُثُّ. ويروى بالباءِ الموحّدة.

  ثم إِن شيخَنا أَنكر على المصنِّف إِتْيَانَ مضارعِ هذا الفعلِ بالوَجهينِ، وذكرَ أَن الجَوْهَرِيّ اقْتَصَرَ على الضّمّ كابنِ مالكٍ وغيره، وأَن ليس للمصنِّف فيه مُسْتَنَدٌ، مع أَن الوَجهينِ مذكورانِ في اللِّسَان والمُحْكَم وغيرهما، وأَيُّ مُسْتَنَدٍ أَعظمُ منهما؟ ونَثَّ الجُرْحَ: دَهَنَه، كمَث وذلك الدُّهْنُ نِثَاثٌ، ككِتَابٍ.

  وفي التهْذِيب: ثَنْثَنَ، إِذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرَقاً كَثِيراً.

  ونَثَّ العَظْمُ نَثّاً: سالَ وَدَكُهُ.

  ونَثْنَثَ الزِّقُّ إِذا رَشَحَ ما⁣(⁣٣) فِيه من السَّمْن كنَثَّ يَنِثُّ، بالكسر، نَثّاً ونَثِيثاً مثل: مَثَّ يَمِثُّ، بالميم.

  وفي حديث عُمَرَ ¥ «وأَنْتَ تَنِثُّ نَثّ الحَمِيتِ» وفي روايةٍ: نَثِيثَ الحَمِيتِ، يقال: نَثَّ يَنِثُّ، نَثِيثاً ومَثَّ يَمِثُّ، إِذا عَرِقَ من سِمَنِه فرأَيت على سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْنِ.

  وقال أَبو عُبَيْد: النَّثِيثُ: أَن يَعْرَقَ ويَرْشَحَ من عِظَمِه وكَثْرَةِ لَحْمِه.

  ونَثَّ اليَدَ بالمِنْدِيلِ، إِذا مَسَحَها كمَثَّ.

  والنُّثَّاثُ، كتُجَّارٍ: جمعُ نَاثٍّ، عن أَبي عَمرٍو، وهم المُغْتابُون للمُسْلِمين، والذاكِرُون لمَساوِيهم.

  والمِنَثَّةُ، بالكسر، كمِدَقَّةٍ: صُوفَةٌ يُدْهَنُ بها الجُرْحُ.

  والنَّثِيثَةُ: رَشْحُ الزِّقّ أَو السِّقاءِ.

  والنَّثُّ: الحَائِطُ النَّدِيُّ المُسْتَرْخِي. قال ابن سِيدَه: أَظُنّه فَعِلاً، كما ذهبَ إِليه سيبويهِ في ضَبٍّ وَبرٍّ.

  وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ إِتْبَاعٌ، ومثله في اللّسان.

  [نجث]: نَجَثَ الشيْءَ يَنْجُثُه نَجْثاً، وتَنَجَّثَه: استَخْرَجَه، وعن الأَصمعيّ: نَجَثَ عنه، أَي عن الأَمرِ، ونَبَثَ وبَحَثَ بمعنًى واحدٍ كتَنَجَّثَ الأَخبارَ: بَحَثَهَا، فهو نَجَّاثٌ عن الأَخبارِ: بَحّاثٌ.


(١) كذا وبهامش المطبوعة المصرية «قوله ويتباحثون عنها كذا بخطه، والذي في الأساس: ويتباحثون في الأخبار وهو من سجعاته» في الأساس المطبوع: عن الأخبار.

(٢) عن الأساس، وبالأصل: منابثهم، وأشير إلى رواية الأساس بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) في اللسان: «بما».