تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نرو]:

صفحة 236 - الجزء 20

  وتَنَدَّى المَكانُ: نَدِي.

  والنِّداءُ: الأذانُ.

  وفلانٌ لا تَنْدَى صَفَاتُه، ولا تُنَدِّي إحْدَى يَدَيْه الأُخْرى، يقالُ ذلكَ للبَخِيلِ.

  وتَنَدَّى: تَرَوَّى.

  وهو في أَمْر لا يُنادَى وليدُهُ، تقدَّمَ في ولد.

  ونَدُوَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ: صارَ ذَا نَدًى.

  وأَنْدَى الكَلامُ: عَرَّقَ قائِلَهُ وسامِعَه فرقاً مِن سوءِ عاقبَتهِ.

  وأَنْدَى الشيء: أَخْزَى.

  ونَدا: موضِعٌ في بِلادِ خُزاعَةَ.

  [نرو]: والنَّرْوَةُ: أَهْملَهُ الجَوْهرِي.

  وفي التَّهذيبِ: قالَ ابنُ الأعْرابي: هو حَجَرٌ أَبيضُ رقيقٌ، ورُبَّما ذُكِّيَ به.

  قال شيْخُنا: يُلْحَقُ بنَظائِرِ نرس وبابهِ، وقد أَشَرْنا إليه في هنر، ونرس.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نَرْيانُ، كسَحْبان: قَرْيةٌ بين فارِيَاب واليَهُودِيَّة، عن ياقوت.

  [نزو]: ونَزَا يَنْزُو نَزْواً بالفتح، ونُزاً، بالضَّمِّ، ونُزُوًّا، كعُلُوٍّ، ونَزَواناً، محرَّكةً وَثَبَ، وخَصَّ بعضُهم به الوَثْبَ إلى فَوْق، ومنه نَزْو التَّيْس؛ ولا يقالُ إلَّا للشَّاءِ، والدَّوابِّ والبَقَرِ في مَعْنى السِّفاد.

  ويقالُ: نَزَوْتُ على الشيءِ: وَثَبْتُ.

  قال ابنُ الأثير: وقد يكونُ في الأجْسامِ والمَعاني؛ وقالَ صَخْرُ بنُ عَمْرٍو السّلَميُّ أَخُو الخَنْساء:

  أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْم لو أَسْتَطِيعُه ... وقد حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ والنَّزَوانِ

  وقد صارَ ذلكَ مَثَلاً.

  وفي المَثَل أَيْضاً:

  نَزْوَ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الفُرارا

  وقد ذُكِرَ في الراءِ كنَزَّى، بالتَّشْديدِ، ومنه قولُ الراجزِ:

  أنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتُ بِهْ ... مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ

  ثُمَّ أُنَزّى حَوْلَه وأَحْتَبِهْ⁣(⁣١)

  وأَنْزاهُ ونَزَّاهُ تَنْزِيَةً وتَنْزِيًّا؛ ومنه حديثُ عليٍّ: «أُمِرْنا أنْ لا نُنْزِيَ الحُمُر على الخَيْلِ»، أَي لا نَحْمِلهَا عليها للنَّسْلِ، أَي لعَدَمِ الانْتِفاعِ بها في الجِهادِ وغيرِهِ؛ وقال الشاعرُ:

  بانَتْ تُنَزِّي دَلْوَ تَنْزِيّا ... كما تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا

  ومن المجازِ: نَزَا به قَلْبُه: أَي طَمَحَ ونازَعَ إلى الشيءِ.

  ونَزَتِ الحُمُرُ تَنْزُو نَزْواً: وَثَبَتْ مِن المَراحِ، أَي مَرَحَتْ فوَثَبَتْ.

  ومِن المجازِ نَزَا الطَّعامُ يَنْزُو نَزْواً: غَلَا، أَي عَلا سِعْرُه وارْتَفَعَ.

  والنَّزَوانُ، محرَّكةً: التَّقَلُّبُ؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ التَّفَلُّتُ، والسَّوْرةُ يكونُ مِن الغَضَبِ وغيرِهِ.

  وإنَّه لَنَزِيٌّ إلى الشَّرِّ، كغَنِيٍّ، ونَزَّاءٌ، كشَدَّادٍ، ومُنْتَزٍ⁣(⁣٢)؛ كذا في النسخِ وفي بعضِها ومُتَنَزِّ؛ أَي سَوَّارٌ إليهِ.

  وفي الأساسِ: مُتَسارعٌ إليه، وهو مجازٌ.

  ويقولونَ: إذا نَزَا بكَ الشَّرُّ فاقْعُد؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للذي يَحْرِصُ على أَنْ لا يَسْأَمَ الشرَّ حتى يَسْأَمَه صاحِبُه.

  والنَّازِيَةُ: الحِدَّةُ.


(١) اللسان وفيه: «ثم أنزّ» وزيد فيه مشطور رابع:

حتى يقال سيّد، ولست به

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: «ومُتَنَزٍّ».