تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قهل]:

صفحة 642 - الجزء 15

  فاقْتَلْتُ بالجدَّةِ لَوْناً أَطْحَلا

  وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا⁣(⁣١)

  وقالَ عنه: أَخْبر؛ وقالَ له: خاطَبَ؛ وقالَ عليه افْتَرَى؛ وقالَ فيه: اجْتَهَدَ؛ وقال كذا: ذَكَرَه. ويقالُ عليه: يَحْملُ ويطْلِق ومِن الشَّواذِ في القِرَاآت: فاقْتَالوا أَنْفسكم⁣(⁣٢)، كذا في المحتسبِ لابنِ جنيِّ. وقَرَأَ الحَسَنُ قَوْل الحقِّ الذي فيه تَمْتَرُون، بالضمِ.

  [قهبل]: القَهْبَلَةُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣): أَتانُ الوَحْشِ الغَليظَةُ.

  وقالَ القَهْبَلَةُ: ضَرْبٌ من المشْيِ.

  وقالَ الفرَّاءُ: القَهْبَلُ الوجه، يقالُ: حَيَّا اللهُ قَهْبَلَكَ أَي وَجْهك.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: حَيَّا اللهُ قَهْبَلَه ومُحيَّاه وسَمَامَته وطَلَلَه وآلَه بمعْنًى.

  وقالَ ثَعْلَب: الهاء زائِدَةٌ، فيَبْقى حَيَّا اللهُ قَبَلَه، أَي ما أَقْبل منه، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ.

  وقَهْبَلَهُ قَهْبَلَةً: قال له ذلك أَو حَيَّاهُ بتَحِيَّةٍ حَسَنَةٍ، كما في العُبَابِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القَهِبَلَة: القَمْلَة، عن المُؤَرِّج كما في اللّسانِ.

  [قهل]: قَهِلَ جِلْدُه، كمَنَعَ وفَرِحَ، قَهْلاً، بالفتحِ، وقُهولاً، بالضَّمِّ: يَبِسَ؛ فهو قاهِلٌ قاحِلٌ، كتَقَهَّلَ عن الزَّمَخْشريّ؛ أَو خاصٌّ باليُبْسِ من كَثْرَةِ العِبادَةِ؛ قالَ:

  من راهِبٍ مُتَبَتِّلٍ مُتَقَهِّلٍ

  صادِي النهارِ لليلِه مُتَهَجِّد⁣(⁣٤)

  وقَهَلَ، كمَنَعَ: كَفَرَ الاحْسانَ واستقلَّ العَطِيَّةَ.

  وقَهَلَ فلاناً: أَثْنَى عليه ثَناءً قَبيحاً يَقْهَلُه قَهْلاً.

  وقَهِلَ، كفَرِحَ: لم يَتَعَهَّدْ جِسْمَهُ بالماءِ ولم يُنظِّفْه. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: القَهَل كالقَرَه في قَشَف الإِنْسانِ وقذر⁣(⁣٥) جِلْدَه كتَقَهَّلَ.

  وفي الصِّحاحِ: رجُلٌ مُتَقَهِّلٌ: يابِسُ الجِلْدِ سَيِّءُ الحالِ مِثْل المُتَقَحِّلِ. وفي الحدِيْث: «أَتَاه شيخٌ مُتَقَهِّلٌ»، أَي شَعِثٌ وسِخٌ.

  وقيلَ: التَّقَهُّل رَثاثَةُ الهَيْئةِ والملْبَسِ والتَّقَشّف.

  وقَهِلَ الرَّجُلُ: اسْتَقَلَّ العَطِيَّة وكَفَر النّعْمة.

  وقالَ أَبو عُبَيْد: قَهَلَ الرجُلُ قَهْلاً إِذا جَدَّفَ أَي كَفَرَ النعمة.

  وتَقَهَّلَ: مَشَى مَشْياً ضَعيفاً بَطِيئاً.

  وتَقَهَّلَ صَوْتُه: ضَعُفَ ولانَ.

  ومن الشاذِّ في هذا التَّرْكيبِ: القَيْهَلُ والقَيْهَلَةُ الطَّلْعَةُ والوجهُ يقالُ: حَيَّا اللهُ هذه القَيْهَلة أَي الطَّلْعة، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٦)؛ ومنه قَوْلُ عليٍّ، كَرّمَ اللهُ وَجْهَهُ ورَضِيَ عنه، لكاتِبِه: وخُذ المزبر بشَنَاتِرِكَ واجْعَلْ حُنْدورَتَيْكَ إِلى قَيْهَلِي، أي مُقْلَتَيْك إِلى وَجْهِي، وقد ذُكِر تفْسِيره في شرْحِ المقدِّمة للكِتابِ.

  وانْقَهَلَ انْقِهالاً: سَقَطَ وضَعُفَ؛ وفي الصِّحاحِ: ضَعُفَ وسَقَطَ؛ وأَمَّا قولُ هِمْيانَ بن قحافَةَ السعديّ يَصِفُ عَيْراً:

  وأُتُنَه تَضْرَحُه ضَرْحاً فَيَنْقَهِلُّ

  يَرْفَتُّ عن مَنْسِمِه الخَشْبَلُّ⁣(⁣٧)

  فإِنَّ أَصْلَهُ يَنْقَهلُ بالتَّخْفيفِ فَثَقَّلَهُ، ومعْناه أَنَّه يَشْكُوها ويَحْتمل ضرحها، كما في العُبَابِ.

  وفي المحْكَمِ: فأَمَّا قَوْله:

  ورأَيتُه لمَّا مررتُ ببَيْتِه

  وقد انْقَهَلَّ فما يُريد بَراحا⁣(⁣٨)

  فإِنَّه شُدِّد للضَّرُورَةِ، وليسَ في الكَلامِ انْفَعَلَّ.


(١) اللسان والأول في التهذيب.

(٢) البقرة الآية ٥٤ وفي الآية: «فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ».

(٣) الجمهرة ٣/ ٣١٤.

(٤) اللسان بدون نسبة.

(٥) في التكملة: وقذره.

(٦) الجمهرة ٣/ ١٦٥.

(٧) الأول من شواهد القاموس، والرجز في التكملة.

(٨) اللسان.