تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثعر]:

صفحة 145 - الجزء 6

  ومَطَرٌ ثَرٌّ: واسِعُ القَطْرِ مُتَداركُه، بَيِّنُ الثَّرَارَةِ.

  وبَوْلٌ ثَرٌّ: غَزِيرٌ.

  وثَرَّ يَثُرُّ⁣(⁣١)، إِذا اتَّسَعَ.

  وثَرَّ يَثُرُّ، إِذا بَلَّ سَوِيقاً أَو غيرَه.

  وثُرَيْر، كزُبَيْرٍ: موضعٌ عند أَنْصَابِ الحَرَمِ بمكةَ، مّما يَلِي المُسْتَوْفِزَةَ⁣(⁣٢)، وقيل: صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ الحِجازِ، كان به مالٌ لابنِ الزُّبَيْرِ، له ذِكْرٌ في الحدِيثِ، وهو أَنه كان يقول: «لن تَأْكُلُوا ثَمَرَ ثُرَيْرٍ باطلاً».

  [ثعجر]: ثَعْجَرَه، أَي الشَّيءَ والدَّمَ وغَيْرَه: صَبَّه، فاثْعَنْجَرَ: انْصَبَّ.

  والمُثْعَنْجِرَةُ مِن الجِفَانِ: المُمْتَلِئَةُ ثَرِيداً، التي يَفِيضُ وَدَكُها، قال امْرُؤُ القَيْسِ حين أَدْركَه الموتُ:

  ورُبْ جَفْنَةٍ مُثْعَنْجِرَهْ ... وطَعنة مُسْحَنْفِرهْ

  تَبْقَى غَداً بأَنْقِرَه

  والمُثْعَنْجِرُ: السّائِلُ مِن ماءٍ أَو دَمْعٍ، وقد اثْعَنْجَرَ دَمْعُه.

  واثْعَنْجَرَتِ العَيْنُ دَماً. والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ: السَّيْلُ الكثيرُ. واثْعَنْجَرَتِ السَّحَابَةُ بقَطْرِها، واثْعَنْجَرَ المَطَرُ نفْسُه يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجَاراً.

  وعن ابن الأَعرابيِّ: المُثْعَنْجَرُ بفتحِ الجِيمِ والعُرَانِيَةُ⁣(⁣٣):

  وَسَطُ البَحْرِ. قال اللَّيْث: وليس في البَحْر ما يُشْبِهُه كَثْرَةً، ويُوجَدُ في النُّسَخ هنا «ماءٌ يُشْبِهُه»، والصّوابُ ما ذَكَرنا، وهو واردٌ في حديث عليٍّ ¥: «يَحْمِلُها الأَخضرُ المُثْعَنْجَرُ». قال ابنُ الأَثِير: هو أَكثرُ موضعٍ في البحرِ ماءً، والمِيمُ والنُّون زائدتانِ.

  وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ، وتَبِعَه الصَّاغَانيّ في العُبَاب: إِنّ تَصْغِيرَه، أَي المُثْعَنْجِرُ⁣(⁣٤)، مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعِيجٌ. قال ابنُ بَرِّيّ:

  هذا غَلَطٌ والصّوَابُ ثُعَيْجِرٌ وثُعَيْجيرٌ، كما تقولُ في مُحْرَنْجِمٍ: حُرَيْجِمٌ. تَسْقُطُ الميمُ والنُّونُ لأَنهما زائدتانِ، والتَّصغِيرُ والتَّكْسِيرُ والجمعُ يَرُدُّ الأَشياءَ إِلى أُصُولها.

  وقَوْلُ ابنِ عَبّاس، وقد ذَكَرَ أَميرَ المؤمنين عَلِيًّا - رَضِيَ الله تعالَى عنهما وعَمَّنْ أَحَبَّهما - وأَثْنَى عليه، فقال: عِلْمِي إِلى علْمِه كالقَرَارَةِ في المُثْعَنْجَرِ، أَيْ مَقِيساً إِلى عِلْمِه كالقَرَارَةِ، أَو موضوعاً في جَنْب عِلْمه، ومَوْضُوعَةً في جَنْب المُثْعَنْجَرِ، والجارُّ والمَجْرُورُ في مَحَلِّ الحالِ. والقَرَارَةُ: الغدِيرُ الصَّغِيرُ. والرِّوايَةُ التي ذَكَرها أَئِمَّةُ الغَرِيبِ: فإِذا عِلْمِي بالقرآنِ في عِلْم عليٍّ كالقَرارَةِ في المُثْعَنْجَرِ. وهكذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَان.

  [ثعر]: الثَّعْرُ، بفتحٍ فسكونٍ، ويُضَمُّ، ويُحَرَّكُ، واقْتَصَرَ اللَّيْثُ على الأُولَيَيْن: لَثًى يَخْرُجُ مِن أُصُول⁣(⁣٥) السَّمُر، وعند اللَّيْثِ: مِن غُصْنِ شَجَرَتِه، يُقَال إِنه سَمٌّ قاتِلٌ إِذا قُطِرَ في العَيْن منه شيْءٌ مات الإِنسانُ وَجَعاً.

  والثَّعَرُ، بالتَّحْرِيك: كثْرَةُ التَّآلِيلِ، كذا في النُّسَخ، ونَصُّ ابن الأَعرابيّ: بَثْرَةُ الثَّآلِيلِ⁣(⁣٦).

  والثُّعْرُورُ، بالضَّمِّ: الرَّجُلُ الغَلِيظُ القَصِيرُ.

  والثُّعْرُورُ: الطُّرْثُوثُ، أَو طَرَفُه، وهو نَبْتٌ يُؤْكَلُ، وقيل: رأْسُه كأَنّه كَمَرةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ في أَعلاه.

  والثُّعْرُورُ: الثُّؤْلُولُ، مستعارٌ منه.

  والثُّعْرُورُ: أَصْلُ العُنْصُلِ الأَبيض.

  والثُّعْرُورُ: القِثّاءُ الصَّغِيرُ، وهي الثَّعَارِيرُ، وبه فَسَّر ابنُ الأَثِيرِ حديثَ جابرٍ مرفوعاً: «إِذا مُيِّزَ أَهلُ الجَنَّةِ من النّار أُخرِجُوا قد امْتُحِشُوا فيُلْقَوْنَ في نهر الحياةِ، فيَخْرُجُون بِيضاً مثلَ الثَّعَارِير». قال: شُبِّهُوا به لأَنه يَنْمِي سَرِيعاً. وقيل: الثَّعَارِيرُ في هذا الحديثِ رُؤُوسُ الطَّراثِيثِ، تَراها إِذا خَرَجَتْ من الأَرض بِيضاً؛ شُبِّهُوا في البَيَاضِ بها. وفي روايةٍ أُخرى: «يَخْرُجُ قومٌ مِن النّارِ فيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ».

  والثعْرُورُ: ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ، وهي شجرةٌ مُرَّةٌ، عن ابن الأَعرابيِّ.


(١) اقتصر في التهذيب على الكسر، وفي اللسان: ثرّ يَثِرُّ ويَثُرّ.

(٢) في معجم البلدان: المستوقرة.

(٣) بالأصل «والعرابية» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والعرابية كذا بخطه، والذي في اللسان، وسيأتي للمصنف في عرن: العرانية» وهو ما أثبتناه.

(٤) ضبطت في الصحاح بكسر الجيم.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «أصل» ومثلها في اللسان.

(٦) كذا في التكملة، وفي اللسان: كثرة.