تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مقع]:

صفحة 461 - الجزء 11

  فمِنْهُنَّ مَعْمَع، لَهَا شَيْئُها أَجْمَع» هِيَ المُسْتَبِدَّةُ بمالِها عَنْ زَوْجِهَا، لا تُواسِيهِ مِنْهُ، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذا فُسِّرَ.

  وِامْرَأَةٌ مَعْمَعٌ، هِيَ: الذَّكِيَّةُ المُتَوَقِّدَةُ، قالَهُ شَمِرٌ، وقالَ غَيْرُهُ: وكَذلِكَ الرَّجُل.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: هُوَ ذُو مَعْمَعٍ أَي: ذُو صَبْرٍ عَلَى الأُمُورِ ومُزَاوَلَةٍ.

  وِالمَعْمَعِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ مَنْ غَلَبَ، يُقَالُ: مَعْمَعَ الرَّجُلُ: إِذا لَمْ يَحْصُلْ عَلَى مَذْهَبٍ، كأَنَّهُ يَقُولُ لكُلٍّ: أَنَا مَعَكَ، ومِنْهُ قِيلَ لمِثْلِه: رَجُلٌ إِمَّعٌ وإِمَّعَةٌ، وقد تَقَدَّمَ.

  وِدِرْهَمٌ مَعْمَعِيٌّ: كُتِبَ عَلَيْهِ مَع مَع، نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيُّ.

  وِالمَعْمَعَانُ: شِدَّةُ الحَرِّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  حَتَّى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ ... بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ⁣(⁣١)

  وِالمَعْمَعَانُ: الشَّدِيدُ الحَرِّ، يُقَالُ: يَوْمٌ مَعْمَعَانٌ، كالمَعْمَعَانِيِّ، ولَيْلَةٌ مَعْمَعَانَةٌ، ومَعْمَعَانِيَّةٌ كذلِكَ، ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّه كانَ يَتَتَبَّعُ اليَوْمَ المَعْمَعَانِيَّ فيَصُومُه».

  وِالمَعْمَعَةُ: صَوْتُ الحَرِيقِ فِيُ القَصَبِ ونَحْوِهِ، وقِيلَ: هُوَ حِكَايَة صَوْتِ لَهَبِ النّارِ إِذا شَبَّتْ بالضِّرامِ، ومِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:

  كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدِ⁣(⁣٢)

  وقالَ كَعْبُ بنُ مالِكٍ:

  مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُه ... بَعْضاً كمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ

  فلْيَأْتِ مَأْسَدَةً تُسَنُّ سُيُوفُهَا ... بَيْنَ المَذادِ وَبَيْنَ جِزْعِ الخَنْدَقِ⁣(⁣٣)

  وِالمَعْمَعَةُ: السَّيْرُ فِي شِدَّةِ الحَرِّ، وقَدْ مَعْمَعُوا.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: المَعْمَعَةُ: الدَّمْشَقَةُ، وهُوَ العَمَلُ فِي عَجَلٍ.

  وِالمَعْمَعَةُ: الإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ: مَعْ، وقدْ مَعْمَعَ، فهُوَ مُمَعْمِعٌ.

  وِيُقَالُ للحَرْبِ والقِتَال: مَعْمَعَةٌ، ولَه مَعْنِيَانِ، أَحَدُهُمَا: صَوْتُ المُقَاتَلَةِ، والثّانِي: اسْتِعارُ نارِهَا.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: المَعْمَعَةُ: أَنْ تَحْلُبَ السَّمَاءُ المَطَرَ عَلَى الأَرْضِ فَتَقْشِرَها، وذلِكَ إِذا كانَ المَطَرُ دُفْعَةً واحِدَةً.

  وِفِي الحَدِيثِ: «لا تَهْلِكُ أُمَّتِي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُم التَّمَايُلُ، والتَّمَايُزُ، والمَعامِعُ» وهي: شِدَّةُ الحُرُوب، والجِدُّ في القِتَالِ، و: هَيْجُ الفِتَن والعَظائِم، ومَيْلُ بَعْضِ النّاسِ عَلَى بَعْضٍ، وتَظَالُمُهُمْ، وتَمَيُّزُهُم مِنْ بَعْضٍ، وتَحَزُّبُهُم أَحْزَاباً؛ لوُقُوعِ العَصَبِيَّةِ، والأَصْلُ فِيهِ مَعْمَعَةُ النّارِ، وهِيَ سُرْعَةُ تَلَهُّبِها، وهذا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: «الآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ» ثُمَّ إِنَّ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ إِنَّمَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرًا لِلْحَدِيثِ المَذْكُورِ، لا للمَعَامِعِ فَقَط، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  المَعْمَعَةُ: شِدَّةُ الحَرِّ، قالَ لَبِيدٌ:

  إِذَا الفَلاةُ أَوْحَشَتْ فِي المَعْمَعَهْ

  ويَوْمٌ مَعْمَاعٌ، كمَعْمَعانِيٍّ، قال:

  يَوْمٌ مِنَ الجَوْزاءِ مَعْمَاعٌ شَمِسْ

  [مقع]: المَقْعُ، كالمَنْعِ: أَشَدُّ الشُّرْبِ، كَما فِي الصِّحاحِ، وكذلِكَ المَعْقُ، والفَصِيلُ يَمْقَعُ أُمَّهُ: إِذا رَضَعَهَا⁣(⁣٤).

  وِقَالَ يُونُسُ: هُوَ شَرّابٌ بأَمْقُعٍ وبأَنْقُعٍ، بضَمِّ قافِهِمَا، أَيْ: أَنَّه مُعاوِدٌ للأُمُورِ، يَأْتِيهَا حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى أَقْصَى مُرَادِهِ.

  وِمُقِعَ بشَيْءٍ، كعُنِيَ: رُمِيَ بهِ، هكَذَا نَصُّ المُجْمَلِ، وفي الصِّحاحِ: مُقِعَ فُلانٌ بسَوْءَةٍ، أَي: رُمِيَ بِهَا، زادَ فِي اللِّسَانِ: ويُقَالُ: مَقَعْتُه بشَرٍّ، ولَقَعْتُه: إِذا رَمَيْتَه بهِ.

  وِقالَ الأَحْمَرُ: امْتَقَعَ الفَصِيلُ ما فِي ضَرْعِه، أَي:


(١) ديوانه ص ١١ وبالأصل «بأحبة» والمثبت عن الديوان.

(٢) ديوانه ص ٨٥، وصدره فيه:

سبوحاً جموحاً وإحضارها

(٣) البيتان مطلع قصيدة قالها كعب يوم الخندق كما في سيرة ابن هشام ٣/ ٢٧٣ وفيها «يمعمع بعضه» بدل «يرعبل بعضه» وبالأصل «المزار» والمثبت «المذاد» عن ابن هشام وهو موضع بالمدينة حيث حفر الخندق وقيل بين سلع وخندق المدينة.

(٤) اللسان: «رضعها بشدّة» والأصل كالتهذيب.