تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غيس]:

صفحة 390 - الجزء 8

  [غيس]: الغَيْسَانيُّ: الجَميلُ، نَقَلَه الصاغانيُّ، وزاد المصنِّفُ: كأَنَّه غُصْنٌ في حُسْنِ قَامَتِه واعْتدالِه، قالَه ابنُ عَبّادٍ.

  وغَيْسانُ الشَّبَاب، بالنُّون، كما قاله أَبو عُبيدةَ⁣(⁣١) وغَيْسَاتُه، بالمُثَنّاة فَوْقُ، كما قالَهُ أَبو عَمْرٍو، أَي أَوَّلُه وحِدَّتُه ونَعْمَتُه، قالَ الأَزْهَريُّ: النّونُ والتاءُ فيهما لَيْستَا من أَصْلِ الحَرْف، مَن قال: غَيْسَات، فهي تاءٌ فَعْلات، ومَن قال: غَيْسَان، فهي نونُ فَعْلَان، وأَنْشَدَ أَبو عمْرٍو لحُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:

  بَيْنَا الْفَتَى يَخْبِطُ في غَيْساتِهِ ... أَنْوَكَ في نَوْكاءَ مِن نَوْكَاتِهِ

  إِذا انْتَمَى الدَّهْرُ إِلى عِفْرَاتِهِ ... فاجْتاحَهَا بشَفْرَتَيْ مِبْرَاتِهِ⁣(⁣٢)

  قلت: ويُرْوَى «في غَسْناته» كما سيأْتي في «غسن».

  ولِمَمٌ غِيسٌ: أَثِيثَةٌ وَافِرَةٌ ناعمَةٌ، ولِمَّةٌ غَيْسَاءُ: وَافِرَةُ الشَّعَرِ كَثيرَتُه، قال رُؤْبَةُ:

  رَأَيْنَ سُوداً ورَأَيْنَ غيسَا ... في سَابِغٍ يَكْسُو اللِّمَامَ الغِيسَا

  ولَيْسَ منْ غَيْسَانِه، أَيْ مِنْ ضَرْبِه، هكذا نَقَلَه الصّاغانيُّ هنا، وقد سبق في «غ س س» عن كُراع أَنّه: «ليس من غَسّانه»، فراجعْه.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الغَيْسَاءُ من النِّسَاءِ: الناعِمَةُ، والذَّكَرُ أَغْيَسُ، ويقال: امرأَةٌ غَيْسِيَّةٌ، ورجُلٌ غَيْسِيٌّ، أَي حَسَنٌ.

  وعليُّ بنُ عبد الله بن غَيْسَانَ، مُحَدِّثٌ، كَتَبَ عنه أَبو مُحَمَّدٍ العُثْمانيّ.

(فصل الفاءِ) مع السين

  [فأس]: الفَأْسُ م مَعْرُوفَةٌ، وهي آلةٌ من آلاتِ الحَديدِ، يُحْفَرُ بها ويُقْطَعُ، مؤَنَّثَةٌ، ج أَفْؤُسٌ وفُؤُوسٌ، وقيل: يُجْمَع فُؤْساً، على فُعْلٍ.

  والفَأْسُ من اللِّجَام: الحَديدَةُ القائمَةُ في الحَنَكِ، وقيل: هي المُعْتَرِضَةُ فيه، وفي التَّهْذيب: هي الحَديدَةُ القائمَةُ في الشَّكِيمَة، قاله ابنُ شُمَيْلٍ. وقيلَ: هي الّتي في وَسَط الشَّكيمَةِ بَيْنَ المِسْحَلَيْن. قلتُ: وعلى القَوْل الأَوَّل اقْتَصَر ابنُ دُرَيْد في كِتاب السَّرْج واللِّجَام، وأَنْشَد:

  يَعَضُّ علَى فَأْسِ اللِّجَامِ كأَنَّهُ ... إِذَا مَا انْتَحَى سِرْحانُ دَجْنٍ مُوَائلُ

  قال: والمِسْحَلُ: حَديدَةٌ تَحْتَ الحَنَكِ، والشَّكِيمَةُ: حَديدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ في الفَمِ، وهذا خِلافُ ما تقدَّم عن بعضهم، فإِنَّه فَسَّرَ الفأْسَ بالحَديدَة المُعْتَرِضة، وفيه نَظَرٌ، وهذه صورةُ اللِّجَام⁣(⁣٣)، كما صَوَّرهَا ابنُ دُرَيْدٍ في الكِتاب المَذْكُور، لتَعْرِفَ الفَأْسَ من المِسْحَل.

  والفَأْسُ من الرَّأْس: حَرْفُ القَمَحْدُوَة المُشْرِفُ عَلَى القَفَا، وقيلَ: فَأْسُ القَفَا: مُؤَخَّرُ القَمَحْدُوَةِ، ومنه قولُ الزَّمَخْشَريّ: صَلَقَهُ علَى مُؤَخَّر رَأْسِه، حتى فَلَقَ فَأْسَه بفَأْسِه.

  والفَأْسُ: الشَّقُّ، يقال: فَأَسَ الخَشَبَةَ، أَي شَقَّهَا بالفَأْس، وقال الأَزْهَريُّ: فَأَسَهُ: فَلَقَه.

  والفَأْسُ: الضَّرْبُ بالفَأْس، قال أَبو حَنيفَةَ، ¦: فَأَسَ الشَّجَرَةَ يَفْأَسُهَا: ضَرَبَهَا بالفَأْس، وقال غيرُه: قَطَعَها بها.

  والفَأْسُ: إِصابَةُ فَأْس الرَّأْسِ، وقد فَأَسَهُ فَأْساً.

  والفَأْسُ: أَكْلُ الطَّعَامِ، وقد فَأَسَهُ: أَكَلَهُ.

  فِعْلُهُنَّ كمَنَعَ.


(١) في اللسان: أبو عبيد.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بينا ... الخ أنشدهما في اللسان هكذا:

بينا الفتى يخبط في غيساته ... تغلب الحية في قلاته

أصعد الدهر إلى عفراته ... فاجتاحها بشفرتي مبراته

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهذه صورة الخ كذا بالنسخ بدون وضع الصورة المذكورة، فلعل الشارح سها عن وضع الصورة».