تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شدح]:

صفحة 103 - الجزء 4

  وتَبَادَرُوا إِليه حَذَرَ فَوْتِهِ. وتَشَاحَّ الخَصْمان في الجَدَلِ كذلك، وهو منه. وفُلانٌ يُشاحُّ على فُلانٍ، أَي يَضَنّ به.

  وامرأَةٌ شَحْشَاحٌ: كأَنّها رَجلٌ في قُوَّتها. وفي بعض النُّسخ: في قُوَّته.

  والمُشَحْشَحُ، كمُسَلْسَل: البَخِيلُ القَلِيلُ الخَيْرِ.

  وفي الأَساس: عن نَهَار الضِّبابيّ: وأَوْصَى في صِحَّته وشِحَّته، أَي حَالِته⁣(⁣١) التي يَشِحُّ عليها.

  ومن المجاز: إِبلٌ شَحائِحُ، إِذا كَانَتْ قَلِيلَة الدَّرِّ.

  ومنه أَيضاً: قولهم: زَنْدٌ شحَاحٌ، بالفتح، إِذا كان لا يُوري، كأَنّه يَشِحّ بالنَّار. وقال ابن هَرْمةَ:

  وإِنّي وتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمينَ

  وقَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً شَحاحا

  كتارِكة بَيْضَهَا في العَرَاءِ

  ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا

  يُضْرَب مَثَلاً لمن تَرَكَ ما يَجب عليه الاهتمامُ به والجِدُّ فيه، واشتَغَلَ بما لا يَلزَمُه ولا منفعة له فيه. ومَاءٌ شَحَاحٌ، أَي نَكِدٌ غَيْرُ غَمْر، مأْخُوذٌ من تَشَاحَّ الخَصْمانِ، أَنشد ثعلب:

  لَقِيَتْ ناقَتي به وبلَقْفٍ

  بلدَاً مُجْدِباً وماءً شَحَاحَا

  * ومما يستدرك عليه:

  قولهم: نَفْسٌ شَحَّةٌ، أَي شَحيحَةٌ، عن ابن الأَعرابيّ، وأَنشد:

  لِسَانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك شَحَّةٌ

  وعِنْد الثُّرَيَّا مِن صَدِيقِك مالُكا

  [شدح]: شدَحَ، كمَنع: سَمِنَ.

  ويقال: لَكَ عنه، أَي عن الأَمرِ، شُدْحَةٌ، بالضّمّ، وبُدْحَةٌ ورُكْحَةٌ ورُدْحَةٌ وفُسْحَة، ومُشْتَدَحٌ ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ ومَشْدَحٌ⁣(⁣٢)، أَي سَعَةٌ ومَنْدُوحَة.

  والأَشْدحُ: الواسِعُ من كُلِّ شيْءٍ.

  وانْشَدَحَ الرَّجلُ انْشِدَاحاً، إِذا اسْتَلْقَى على ظَهْرِه وفَرَّجَ رِجْلَيْه.

  وناقَةً شَوْدَحٌ: طَويلةٌ على وَجْه الأَرْضِ. قال الطِّرِمّاح:

  قَطَعْتُ إِلى مَعروفِه مُنْكَرَاتِهَا

  بفتْلاءِ أَمْرَارِ الذِّراعَيْن شَوْدَحِ⁣(⁣٣)

  وَكَلأٌ شادِحٌ ورادِحٌ وسادِحٌ، أَي واسِعٌ كثيرٌ. والمَشْدَحُ: الحِرُ، قال الأَغْلَبُ:

  وَتَارةً يكُدُّ إِنْ لم يَجْرَحِ

  عُرْعُرَةَ المُتْكِ وكَيْنَ، المَشْدَحِ

  وهو المَشْرَح، بالرّاءِ، كما سيأْتي.

  [شذح]: الشَّوْذَحٌ من النُّوق: الطَّويلةُ على وَجْهِ الأَرْض؛ عن كُراع، حكاها في باب فَوعَل.

  [شرح]: شَرَحَ كَمَنَع: كَشَفَ، يقال: شَرحَ فُلانٌ أَمْرَه، أَي أَوْضَحَه. وشَرَحَ مَسْأَلةً مُشْكِلةً: بَيَّنَها، وهو مَجاز. وشَرَح: قَطَعَ اللَّحْمَ عن العُضوِ قَطْعاً. وقيل: قَطَعَ اللَّحْمَ على العَظْمِ قَطْعاً، كشَرَّحَ تَشْرِيحاً، في الأَخير. وشَرَحَ الشَّيْءَ يَشْرَحُه شَرْحاً: فَتَحَ وبَيَّنَ وكَشَفَ. وكُلُّ ما فُتِحَ من الجَوَاهرِ فقد شُرِحَ، أَيضاً، تقول: شَرَحْتُ الغَامِضَ، إِذا فَسَّرْتَه، ومنه تَشْرِيحُ اللَّحْمِ. قال الرّاجز:

  كم قد أَكَلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَهْ

  ثم ادّخَرْتُ أَلْيَةً مُشرَّحَهْ

  وعن ابن الأَعرابيّ: الشَّرْحُ: البَيَانُ والفَهْم⁣(⁣٤) والفَتْح والحِفْظ. وشَرَحَ البِكْرَ: افْتَضَّهَا، أَو شَرَحَهَا: إِذا جامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً، وعبارة اللّسان: وشَرَحَ جارِيَتَه، إِذا سَلَقَها على قَفَاهَا ثم غَشِيَها.

  قال ابن عبّاس: «كان أَهلُ الكتاب لا يأْتون نِسَاءَهم إِلّا على حَرْف. وكان هذا الحَيُّ من قُرَيْش يَشْرَحون النِّساءَ شَرْحاً».

  وقد شَرَحَها، إِذا وَطِئها نائمةً على قَفَاهَا، وهو مَجَاز.


(١) في القاموس: حاله.

(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب والتكملة: ومنتدح.

(٣) «أمرار» كذا في الديوان واللسان، وفي التهذيب: إِمرار بكسر الهمزة. والأمرار جمع مرة وهي قوة الخلق وشدته، والإِمرار: شدة الفتل.

(٤) في القاموس: «فَهِم» فعل ماضٍ معطوفة على ما قبلها. وما أثبت يوافق سياق اللسان والتهذيب.