تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رمع]:

صفحة 177 - الجزء 11

  لا تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَنْ ... تَرْكَعَ يَوْماً والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ⁣(⁣١)

  في أَبْيَاتٍ قد مَضَتْ في «خ د ع».

  وِكُلُّ شَيْءٍ يَنْكَبُّ لِوَجْهِه، فتَمَسُّ رُكْبَتُه الأَرْضَ، أَوْ لا تَمَسُّهَا بعدَ أَن يَخْفِض رَأْسَه فهو رَاكِعٌ.

  وقال ثَعْلَبٌ: الرُّكُوع: الخُضُوع، رَكَعَ يَرْكَعُ رَكْعاً ورُكُوعاً: طَأْطَأْ رَأْسَه.

  وِأَمّا الرُّكُوعُ في الصلاةِ فهو أَنْ يَخْفِضَ المُصَلِّي رَأْسَهُ بعدَ قَوْمَةِ القِرَاءَةِ، حَتَّى تَنالَ راحَتاهُ رُكْبَتَيْه، أَو حَتَّى يَطْمَئِنَّ ظَهْرُه، وقَدَّرَه الفُقَهَاءُ، بحَيْثُ إِذا وُضِعَ على ظَهْرِه قَدَحٌ مَلآنُ من الماءِ لم يَنْكَبَّ، وقال الرّاغِبُ الأَصْبَهَانِيُّ: الرُّكُوع الانْحِنَاءُ، فتارةً يُسْتَعْمَلُ في الهَيْئةِ المَخْصوصَةِ في الصّلاةِ كما هي، وتارةً في التَّواضُعِ والتَّذَلُّلِ، إِمّا في العِبَادَةِ وإِمّا في غَيْرِهَا.

  وِالرَّكَّاعُ كشَدَّادٍ: فَرَسُ زَيْدِ بنِ عَبّاس بنِ عامرٍ أَحَدِ بَني سَمّاكٍ⁣(⁣٢).

  وِالرُّكْعَةُ، بالضَمّ: الهُوَّةُ من الأَرْضِ زَعَمُوا، لُغَة يَمانِيَة، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدِ⁣(⁣٣).

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَمْعُ الرَّاكِعِ: رُكَّعٌ ورُكُوعٌ.

  وكانَتْ العَرَبُ في الجاهِلِيَّةِ تُسَمِّي الحَنِيفَ رَاكِعاً إِذا لم يَعْبُدِ الأَوْثَانَ، ويَقُولونَ: رَكَعَ إِلى الله، قالَ الزَّمَخْشِرِيُّ: أَي اطْمَأَنَّ، قالَ النّابِغَةُ الذُبْيَانِيُّ:

  سَيَبْلُغُ عُذْراً أَوْ نَجاحاً من امْرِئٍ ... إِلى رَبِّهِ رَبِّ البَرِيَّةِ رَاكِعُ⁣(⁣٤)

  أَي: سيَبْلُغ رَاكِعُ عُذْراً إِلى رَبِّه، يَعْنِي النُّعْمَانَ بنَ المُنْذِر، ورَاكعُ يعنِي نَفْسَه، ويُرْوَى سَيُبْلَغُ، من الإِبْلاغِ.

  وهو يَتَرَكَّع، أَيْ: يُصَلِّي.

  وِالمَرَاكِع: حِجَارَةٌ صُلْبَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ يُطْحَنُ عليها، وَاحِدُها مَرْكَعٌ، يمانِيَةٌ.

  وِمَرَاكِعُ مُوسَى: موضِعٌ بالقُرْبِ من مِصْرَ.

  ومن المَجَازِ: لَغِبَتِ الإِبِلُ حَتّى رَكَعْت، وهُنَّ رَواكِعُ: طَأْطَأَتْ رُؤُوسَها، وأَكَبَّتْ على وُجُوهِهَا.

  [رمع]: رَمَعَ أَنْفُهُ من الغَضَبِ، كمَنَعَ، يَرْمَعُ رَمْعاً، ورَمَعَاناً، مُحَرَّكَةً، أَي تَحَرَّكَ، وكذلِكَ أَنْفُ البَعِيرِ: إِذا تَحَرَّكَ من الغَضَبِ وقِيلَ: هو أَنْ تَرَاهُ كأَنَّه يَتَحَرَّكُ من الغَضَبِ، يُقَال: حاءَ رامِعاً قِبِرَّاه، القِبِرِيَّ: رَأْسُ الأنْفِ، ولأَنْفِهِ رَمَعَانٌ ورَمَعُ، قالَ مِرْدَاسٌ الدُّبَيْرِيُّ:

  لَمَّا أَتانَا رامِعاً قِبرّاهْ ... على أَمْونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ

  وِرَمَعَ بَيَدَيْهِ: أَوْمَأَ بهما، وقالَ: تَعَالَ. هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن أَبِي سَعِيدٍ، والّذِي في اللِّسَان، ويُقَال: هو يَرْمَعُ بيَدَيْهِ: يَقُول: لا تَجِئْ، ويُومِئُ بيَدَيْهِ، ويَقُولُ: تَعالَ.

  وِرَمَعَتْ بالصَّبِيِّ رَمَعاناً: وَلَدَتْهُ، وأَصْلُه من الرَّمَعانِ وهو الإِضْطِرَابُ، ويُقَال: قَبَّحَ الله أُمًّا رَمَعَتْ به رَمْعاً.

  وِرَمَعَتْ عَيْنُهُ بالبُكَاءِ: سالَتْ، عن ابْنِ عَبّادٍ. قُلْتُ: إِنْ لم يَكُنْ تَصْحِيفاً منْ دَمَعَتْ، بالدّالِ.

  قال: ورَمَعَ رَأْسَه رَمْعاً: نَفَضَهُ، وفي اللِّسَانِ: رَمَعَ رَأْسَه: سُئِلَ فقالَ: لا، حُكِيَ ذلِكَ عن أَبِي الجَرّاحِ.

  وِيُقال: مَرَّ فُلانٌ يَرْمَعُ رَمْعاً بالفَتْحِ، ورَمَعَاناً مُحَرَّكَةً: سَارَ سَرِيعاً. وفي العُبَابِ: لِضَرْبٍ من السَّيْرِ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وِالرَّمَّاعَةُ، مُشَدَّدَةً: الاسْتُ، لأَنَّها تَرَمَّعُ، أَي تَحَرَّكُ فَتَجِيءُ وتَذْهَبُ، مثل الرَّمّاعَةِ وهو ما يَتَحَرَّكُ من يَافُوخِ الصَّبِيِّ الرَّضِيعِ من رِقَّتِه، سُمِّيَتْ بذلِكَ لاضْطِرابِهَا. فإِذا اشْتَدَّتْ، وسَكَنَ اضْطِرابُهَا، فهي اليَافُوخُ.

  وِالرّامِعُ: مَنْ يُطَأْطِيءُ رَأْسَه ثُمّ يَرْفَعُه. كَذا في العُبَابِ.


(١) التهذيب وفيه بعده: أراد: ولا تهينن، فجعل النون ألفا ساكنة فاستقبلها ساكن آخر، فسقطت.

(٢) في التكملة: سمّالٍ.

(٣) الجمهرة ٢/ ٣٨٥.

(٤) ديوانه صنعة ابن السكيت ص ٥٣ والبيت من قصيدة يعتذر الى النعمان بن المنذر ومطلعها:

عفا حسم من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أريكٍ فالتلاع الدوافعُ