[أكف]:
  الأُصُولِ بحَذْفِهَا، وقد جاءَ أَيضاً في بعضِ نُسَخِ الكتابِ هكذا، وهو المُكْثِرُ مِن قَوْلِ أُفِّ، وَفي العُبابِ: الذي لا يَزَالُ يقولُ لغيرِهِ: أُفِّ لك، وفي الْجَمْهَرَةِ: يُقَال: كان فلانٌ أَفُوفَةً، وهو الذي لا يَزَالُ يقولُ لبعضِ أَمْرِهِ: أُفِّ لَك، فذلِك الأُفُوفَةُ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  أَفَّفَ به تأَفِيفاً، كَأَفَّفَهُ، وأُفًّا له، وأُفَّةً(١) له أي: قَذَرًا، وَالتَّنْوِينُ للتَّنْكِيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والأُفّ: النَّتْنُ، قالَه الزَّجَّاجُ، والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً: وَسَخُ الأُذُنِ، وتأَفَّفَ به، كأَفَّفَهُ، ورَجلٌ أَفَّافٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ التَّأَفُّفِ، ويُقَال: كان علَى إِفَّةِ ذلك، أي أَوانِهِ.
  وَالأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الثَّقِيلُ، قال ابنُ الأَثِيرِ: قال الخَطَّابِيُّ: أَرَى الأَصْلَ فيه الأَفَفَ، وهو الضَّجَرُ.
  وَالْيَأْفُوفُ: الأَحْمَقُ الخَفِيفُ الرَّأْي.
  وَاليَأْفُوفُ: الرَّاعِي، صِفَةٌ كَاليَخْضُورِ، والْيَحْمُومِ، كأَنَّهُ مُتَهَيِّئٌ لرِعَايتِه، عارِفٌ بأَوْقَاتِها، مِنْ قَوْلِهِم: جاءَ علَى إِفَّانِ ذلِكَ.
  وَالْيَأْفُوفُ: الضَّعِيفُ.
  وَالْيَأْفُوفَةُ: الْفَراشةُ، وبه فُسِّرَ حديثُ عَمْرِو بن مَعْدِيكَرِبَ، أَنه قال في بعضِ كلامِه: فُلانٌ أَخَفُّ مِن يأْفُوفَةٍ، وكذا وُجِدَ بخَطِّ الشيخِ رَضِيَ الدِّين الشَّاطِبِيِّ، وَقال الشاعرُ:
  أَرَى كُلَّ يَأْفُوفٍ وكُلَّ حَزَنْبَلٍ ... وَشِهْذَارَةٍ تِرْعَابَةٍ قد تَضَلَّعَا
  وَيُقَال: إِنه لَيُؤَفِّفُ عَلَيه، أي: يَغْتَاظُ.
  [أكف]: إِكَافُ الْحِمَارِ، ككِتَابٍ، كما في الصِّحاح وأُكافُه، مثل غُرَابٍ، ووِكَافُهُ بالكَسْرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَيُرْوَى فيه الضَّمُّ أَيضاً، كما سيأْتِي في «وكف» وزَعَمَ يعقُوبُ أنَّ همزةَ إِكافٍ بَدَلٌ من واوِ وِكَافٍ: بَرْذَعَتُهُ، وَهو في المَرَاكِبِ شِبْهُ الرِّحالِ والْأَقْتَابِ، وقال الرَّاجِزُ:
  إنَّ لَنَا أَحْمِرَةً عِجَافَا ... يَأْكُلْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ إِكَافَا
  أي: ثَمَنَ إِكافٍ يُبَاعُ وتُطْعَمُ ثَمَنَهُ، وهذا كالمَثَلِ: «تَجُوعُ الْحُرَّةُ ولا تَأْكُلُ ثَدْيَيْها» أيْ: أُجْرَةَ ثَدْيَيْها.
  والْأَكَّافُ كشَدَّادٍ: صَانِعُهُ، وكذلِك الوَكَّافُ.
  وآكَفَ الْحِمَارَ، إِيكَافاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَكَّفَهُ تَأْكِيفاً لُغَةٌ فيه، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، أي: شَدَّهُ عليْهِ ووَضَعَهُ، وكذلك أَوْكَفَهُ إِكَافاً، وقال اللِّحْيَانِيّ: آكَفَ الْبَغْلَ، لُغَةُ بني تَمِيم، وَأَوْكَفَهُ، لغةُ أَهلِ الحِجَاز، وأَكَّفَ الْإِكَافَ تَأْكِيفاً: اتَّخَذَهُ(٢) وَكذلِك وَكَّفَ تَوْكِيفاً، وقال ابنُ فارِسٍ: الهمزةُ والكافُ وَالفاءُ ليس أَصْلاً؛ لأَنَّ الهمزةَ مُبْدَلَةٌ مِن واوٍ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه:
  جَمْعُ الإِكافِ: آكِفَةٌ، وأُكُفٌ، كإِزَارٍ وآزِرَةٍ وأُزُرٍ، وحِمَارٌ مُؤْكَفٌ، كمُكْرَمٍ: مَوْضُوعٌ عَلَيه الإِكَافُ، قال العَجَّاجُ يشْكُو ابْنَه رُؤْبَةَ:
  حَتَّى إذا ما آضَ ذَا أَعْرافِ ... كَالْكَوْدَنِ المُوْكَفِ بالْإِكَافِ
  وَمِن سَجَعاتِ الأَسَاسِ: رَايَتُهُم على الهَوَانِ مُعَكَّفَة، كأنَّهم حُمُر مُؤَكَّفَة.
  [ألف]: الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ، يُقال: هذا ألْفٌ، بدليلِ قَوْلِهِمْ: ثلاثةُ آلافٍ، ولَم يقولوا: ثَلاثَ آلافٍ، وَيُقَال: هذا أَلفٌ واحِدٌ، ولا يُقَال: واحدةٌ، وهذا أَلفٌ أَقْرَعُ، أي: تَامٌّ، ولا يُقَال: قَرْعاءُ، قال ابنُ السِّكِّيت ولَوْ أُنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِم لَجَازَ، بمعنى هذِه الدَّراهمُ(٣) أَلْفٌ، كما في الصِّحاحِ، والعُبابِ، وفي اللِّسَانِ: وكلامُ العربِ [فيهِ](٤) التَّذْكِيرُ، قال الأَزهَرِيُّ: وهذا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِيِّينَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ في التَّذْكير:
  فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقًا وهْوَ صَادِقِي ... نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا
  قال: وقال آخَرُ:
  وَلَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُم ... بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إِلَى الْقَومِ أَقْرَعَا
(١) عن الصحاح واللسان وبالأصل «وافا».
(٢) الأصل والتكملة وفي اللسان: عمله.
(٣) أنتَ على أنه جمع.
(٤) زيادة عن اللسان.